ذكرى استشهاد القائد براء لحلوح
المولد والنشأة:
ولد الشهيد براء كمال أحمد لحلوح في 28 شباط / فبراير لعام 2002م، في مخيم البطولة والفداء مخيم جنين،
شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط أسرة مؤمنة مجاهدة.
حرص الشهيد براء لحلوح على رضا والديه منذ صغره، فكان السبَّاق إلى مساعدتهم وتلبية كل متطلباتهم دون كلل أو
ملل، وبغض النظر عن جميع الظروف والأوضاع، مستشعراً قوله تعالى “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين
إحساناً”، فرغم مطاردة الاحتلال له إلا أنه كان حريصاً على إدامة التواصل مع والديه والاطمئنان عليهم.
كما تميز -رحمه الله- بأخلاقه العالية وصفاته السامية، فكان حنوناً على إخوته وأهل بيته، راقياً في تعامله مع جيرانه
وأقربائه، يعامل الجميع من منطلق الوصايا النبوية، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
مسيرته الجهادية:
رغم صغر سنه حرص الشهيد براء لحلوح على تقدم الصفوف، فانطلق مسرعاً في سبيل الله، وبهمة عالية وشجاعة
منقطعة النظير خاض الشهيد العديد من المواجهات مع العدو الصهيوني في جنين، فكان قائداً ميدانياً في صفوف
كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، فبرز نِعم المقاتل المقدام الذي لا يهاب الموت.
أصيب براء 6 مرات خلال مواجهاته العديدة مع الاحتلال في الضفة الغربية، إلا أن ذلك لن يثني من عزيمته على
مواصلة الطريق والثأر لدماء الشهداء، فكان كلما استشهد أحد من أصدقائه ازداد شراسة وغلظة على الأعداء الصهاينة،
كما كان يقسم على نفسه بالثأر والانتقام لهؤلاء الشهداء الأبطال.
تعرض المجاهد براء للاعتقال في سجون سلطة أوسلو أكثر من مرة؛ وذلك بسبب نشاطه في صفوف المقاومة؛ حيث
كان آخرها الاعتقال الإداري له، والذي دام لمدة 65 يوماً، وقد تعرض خلاله لأشد أنواع التعذيب والإذلال من قبل أجهزة
السلطة.
كرس الشهيد براء لحلوح حياته للجهاد ساعياً وطالباً للشهادة؛ حيث تعرض للمطاردة والتهديد بتصفيته من قِبَل أجهزة
المخابرات الصهيونية، وقبل يومين من استشهاده تلقى -رحمه الله- اتصالاً من ضابط الشاباك يطالبه بتسليم نفسه
مهدداً بإعدامه وتصفيته، إلا أن جوابه كان الرفض القاطع والإصرار على القتال حتى النصر والشهادة حاملاً راية رفاقه
من الشهداء.
موعده مع الشهادة:
استشهد القائد براء لحلوح مع المجاهد يوسف صلاح، والمجاهد ليث أبو سرور، في فجر يوم الجمعة 17 حزيران / يونيو
2022م إثر عملية اغتيال جبانة استهدفتهم في مدينة جنين؛ حيث اشتبك الأبطال الثلاثة مع قوات العدو الصهيوني،
ليرتقي المطارد القائد براء وإخوانه الشهداء معبّدين بدمائهم الطاهرة طريق النصر والتحرير، والتي ستبقى نبراساً
للأحرار ولعنةً تلاحق المتخاذلين والمنسقين والمطبعين.