غير مصنف

ذكرى استشهاد الطفلان لؤي كحيل وأمير النمرة

 

أكّد جميع أهل غزة أن كلا من لؤي كحيل وأمير النمرة كانا أشبه بالأخوة، حتى أن تواريخ أعياد ميلادهما كانت غير متباعدة، حيث وُلد أمير في 28آب، في حين وُلد لؤي في الثالث عشر من شهر أيلول. وقد كان الصبيان المراهقان، اللذان لا ينفصلان، ويقضيان معظم وقتهما في اللعب معا، أو في تناول الطعام في الشوارع، أو الدراسة، أو في مجرد مشاركة أحلامهما وأسرارهما مع بعضهم البعض، معاً حتى النهاية، عندما ضربت غارة جوية صهيونية، يوم 14 تموز، ساحة شعبية في مدينة غزة.

 

أولاد غزة

يتذكر الأقارب أن أمير كان شابا أنيقا للغاية، حيث يقضي ساعات أمام المرآة وهو يستكمل تسريحة شعره. وكان أمير يحلم يشتري له والده، الذي يملك مدرسة لتعليم القيادة، سيارة آلية في يوم من الأيام. كما كان أمير، الذي كان ترتيبه الثاني بين سبعة أولاد، يتقاسم غرفة النوم مع أخيه وليد، الأكبر منه بسنة ونصف.  تقاسم أمير ووليد الملابس والسرير، وتحدثا إلى بعضهما البعض كل ليلة قبل أن يغرقا في النوم.

كان أمير يأمل في أن يصبح رياضياً وينضم إلى صالة ألعاب رياضية، لكن قلبه المريض منعه طوال حياته من ذلك. ومع ذلك، كان أمير يحب الرياضة، وخاصة كرة القدم، الشغف المشترك الذي يجمعه مع لؤي. “صغيران في السن، ولكن تفكيرهما أكبر من سنهما”؛ هذه هي الكلمات التي استخدمها أقارب لؤي وأصدقائه ومعلّموه لوصفه. وكان ينظر إليه على أنه أذكى وأنضج من عمره. من جانب آخر، كان لؤي، الابن من مجموع ستة أطفال، أربعة أولاد وفتاتان. وقد اضطلع لؤي بدور الأخ الأكبر بكل جدية، لا سيما منذ انفصال والديه.

 

يتذكر صديق لؤي، عبد الله أبو آسر، كيف كان لؤي، عندما يزور منزل والده من دون إخوته، يطلب من عبد الله أن يراقبهم ويحرص على عدم خروجهم إلى الشارع. فخلال العطلة الصيفية، كان لؤي يقضي وقته في التدريب في صالة عمه محمد كحيل، أو حفظ القرآن في المسجد المحلي، بيد أنه كان يحلم أن يكمل تعليمه في الخارج. وفي هذ السياق، أشار عم لؤي، محمد، إلى أن “لؤي كان طفلاً ذكيًا، سعيدًا للغاية ويمكن التعويل عليه، فضلا عن أنه كان يحب التقاط الصور، ولا يُحب أن يُعامل كطفل”.

زر الذهاب إلى الأعلى