شهداء فلسطين

الذكرى 15 لرحيل حكيم الثورة”جورج حبش”

استثنائية الشخصية التي تفرد بها الراحل القائد د. جورج حبش  جعلته

محط محبة وتقدير من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي وهو الذي لم

يترك لحظة واحدة إلا وأمضاها لأجل فلسطين وقضية شعبها.

حكيم الثورة وضميرها  لم تكن مجرد تسمية عابرة بل صورة لحياة الرجل

الذي ظل حتى آخر أيامه  أميناً لوصايا الشهداء.أميناً  للمبادئ التي انطلقت

الثورة الفلسطينية لأجلها.جورج نقولا حبش  اسم  يعرفه كل عربي وفلسطيني .

ميلاد القائد

ولد عام 1926 في مدينة اللد لأسرة مسيحية ارثوذكسية,وعائلته من

العائلات الميسورة. في اللد تأثر الراحل بالمشهد الفلسطيني المقاوم

ومقاومة المحتل البريطاني ومواجهة العصابات الصهيونية التي وفر لها

المحتل البريطاني الركائز الأولى للاستيطان ومدها بالسلاح.سبعة أفراد

تربوا على وطنية زرعها والده التاجر المعروف وصاحب السمعة الطيبة في فلسطين.

طفولة ودراسة القائد

أكمل الراحل جورج حبش دراسته الابتدائية في اللد,ثم انتقل لمتابعة

الدراسة الثانوية في مدينتي يافا والقدس, وتخرج من مدرسة” تراسنطا”

في القدس لينتقل بعدها إلى بيروت ويلتحق بكلية الطب ومن ثم يتخرج

طبيباً في العام 1951.

انخراطه بالعمل الثوري

لم تكن الدراسة في بيروت إلا منطلقاً نحو الوعي الثوري فكان من البارزين

الذين عملوا من خلال جمعية ” العروى الوثقى” و”هيئة مقاومة الصلح

مع إسرائيل ” التي شاركت في تأسيس ” منظمة الشباب العربي”

عام 1951 واصدرت نشرة ” الثأر” وكان أول مؤتمر لها في عام 1954

برئاسة الدكتور جورج حبش وانبثق عنه” حركة القوميين العرب”.
تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951 متخصصاً بطب الأطفال

و بقي في الجامعة الأمريكية معيداً.
في أحد الأيام تم التخطيط لعمل مظاهرة فأحيطت الجامعة بالإجراءات

الأمنية وأغلقت أبوابها لمنع المظاهرة وكانت الطريقة الوحيدة للتحدي

والنجاح في نزول جورج حبش ليفتح الباب بالقوة. عرفت إدارة الجامعة

أن أحد أساتذتها يحرض الطلاب على التظاهر ويخلع باب الجامعة فبادر

جورج حبش وقد استقالته.

مسيرته النضالية

بعد الاستقالة تم الاتفاق أن يغادر جورج حبش إلى عمان في اتفاقية

“سقف السيل”.
واصل الدكتور جورج حبش في عمان  مسيرة النضال   حيث افتتح عيادة

طبية و أصبح الأردن تجمعاً يشرف من خلاله على حركة القوميين العرب

التي بدأت تتشكل في لبنان وسوريا والخليج والعراق في الأردن – حيث

تم التفكير بضرورة شق مجرى للعمل بين الجماهير.

تأسيس الجبهة الشعبية

في 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع وديع حداد

وأبوعلي مصطفى الزبري وآخرون حيث شغل منصب أمينها العام

وقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على تبني مبادئ المقاومة .
روج  “الحكيم”  في إطار قيادته للجبهة الشعبية لعمليات اختطاف

طائرات “إسرائيلية” وهجمات على السفارات الإسرائيلية في عدة

عواصم غربية. وكان أبرز عمليات خطف طائرات في الأردن عام 1970

إبان حرب أيلول الأسود .

أمين عام الجبهة الشعبية

بعد أحداث أيلول الأسود انتقل  د.حبش إلى لبنان كغيره من الشخصيات

الفلسطينية في العمل النضالي في تلك الفترة وخرج منها عام 1982

ليستقر في دمشق.
ظل د. حبش في موقعه أميناً عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

حتى العام 2000 حيث ترك موقعه طوعاً وخلفه في هذا الموقع مصطفى

الزبري المعروف بالقائد أبو علي مصطفى والذي قامت قوات الاحتلال الصهيوني

باغتياله في 2001.

تخلى د. جورج حبش عن منصبه كأمين عام للجبهة في العام 2000

وقال عن سبب تخليه: إنه جاء من منطلق الديمقراطية …ايماناً مني

بإفساح المجال لقادة غرسوا في النضال وقناعة مني بأن الجبهة

الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات.

حكيم الثورة

حياة الراحل الشهيد القائد جورج حبش ومحطاتها النضالية حملت

الاضاءات التي جعلت منه اسماً كبيراً في المقاومة, فهو لم يقبل

ولم يساوم على حقوق الشعب الفلسطيني, عارض اتفاق أوسلو

وكل الحلول التصفوية..

وواجه مخططات الالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية. وظل

أميناً لحقوق اللاجئين والعودة لتحرير فلسطين كل فلسطين.
توفي  في 26- 1  2008  ودفن في عمان وشارك الالاف في وداعه.
رحل القائد جورج حبش لكن أفكاره لم تزل تخيم  بظلالها…أفكار

المقاومة والمواجهة والتحرير. أفكار أن فلسطين ستبقى أيقونة

الروح وترابها المقدس .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى