حسين أبوغوش… موعد مع الشهادة بذكرى استشهاد ابن عمه
في الذكرى الأولى لاستشهاد الشاب حسين سالم أبو غوش من مخيم قلنديا شمالي القدس المحتلة، والذي ارتقى في ذات اليوم الذي استشهد فيه ابن عمه حسين محمدأبو غوش ، مجدداً العهد لشهداء المخيم ممن سبقوه. نفذ بمركبته هجوماً استهدف مجموعة من الجنود الصهاينة في محطة بالقرب من قرية مخماس شمال شرق القدس المحتلة.
قبل عام، كان الشاب حسين محمد أبو غوش برفقة صديقه إبراهيم علان من قرية بيت عور التحتا غرب رام الله، على موعد مع الشهادةحين نفذا عملية طعن مزدوجة قرب مستوطنة “بيت حورون” المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب غرب رام الله، قتلت فيها مجندة إسرائيلية وأصيب جندي آخر، قبل أن يرتقي حسين وإبراهيم شهيدين.
كان الشاب حسين محمد أبو غوش، قد غادر محل حلاقة يملكه أحد أصدقائه وكان يعمل فيه، ليلتقي مع صديقه المقرب علان، وحين تواردت الأنباء عن استشهاده كان ابن عمه حسين أيضاً الأكثر تأثراً باستشهاده، كما قال أصدقاء مقربون من الشهيدين، ومنهم الناشط مصطفى أبو رموز.
وقْع خبر استشهاد حسين سالم أبو غوش كان كبيرا على عائلته، وعلى أصدقائه، كما أكد أبو رموز، وهو أحد أعضاء الهيئة التنظيمية بالمخيم ، خاصةً بعد أن صدحت مساجد المخيم بإعلان الشهيد الثاني من عائلة أبو غوش، وهو ابن عمه الذي ارتقى قبل عام بالضبط وفي ذات التاريخ. وأوضح أن الشهيد لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وكان قريباً من والده، وعمل قبل ذلك معه في مجال البناء داخل المخيم.
بدوره، لم يفصح والد الشهيد، في حديثه بكثير من المعلومات عن نجله الذي غادر البيت ، ولم يعد، قال بصوت متهدج، وهو يصف ما حل بالعائلة بعد رحيل ابنه “صدمة كبيرة”.
لقد أتم الشهيد عامه الثامن عشر قبل أيام فقط – كما قال والده – وتابع “فرحنا بدخوله عاما جديدا من العمر، في حين أتم الثانوية العامة بنجاح، وعمل في مجال الاتصالات، وتصليح الهواتف الخلوية، وكان شديد التعلق بمهنته، ومصرّا على مواصلة دراسة هذا المجال”.
قال حينها أحد أصدقاء الشهيد “يأبى المخيم الخروج من تحت المجهر، يبقى دوما صافرة الإنذار المذكرة للصهيوني بأننا سكان مؤقتون والعودة لا محال منها طال الزمن أو قصر”، مذكرا الدبلوماسية العربية والفلسطينية بحق العودة وأنهم من يقرر المصير وفلسطين من رأس الناقورة إلى أم الرشراش مازالت محتلة”.أصدقاء الشهيدين من أبناء المخيم، كان لهم أيضا انطباعات وآراء، بعد الإعلان عن استشهاد حسين أبو غوش، ليلحق بابن عمه، وقد عبروا عنها من خلال ما خطوه على صفحات التواصل الاجتماعي.
وتابع “رسالة يوصلها أشبال المخيم أنهم ما زالوا على النهج بوفائهم لدماء الشهداء وأسرانا ، وأنهم المرهم لعذابات الجرحى والأيقونة الراسخة لشعبهم، إنهم رأس الحربة دون تراجع مثبتين للعالم أجمع أن قلنديا دوما استثنائي.. ففي ذكرى الشهيد لا نقدم الورود بل نرويه بالدماء”.