جنود صهاينة يعترفون بمجزرة الطنطورة
أكثر من 200 شهيد فلسطيني قتلوا ودفنوا في مقبرة جماعية
بعد سنوات من الإنكار والكذب، اعترف مقاتلون صهاينة شاركوا في المعارك التي خاضتها عصابات الهاغاناه ضد الوجود الفلسطيني، خلال حرب 1948، بارتكاب مجزرة في قرية الطنطورة الواقعة على شاطئ البحر.
وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، في تقرير صدر في الحادي والعشرين من الجاري عن:
“قبر جماعي على شاطئ قيسارية لفلسطينيين قتلوا في المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في حرب النكبة”.
وقالت “إن جنوداً شاركوا في المجازر ستعرض شهاداتهم عن المجزرة في فيلم وثائقي من إخراج ألون شوارتز”، وأشارت الصحيفة إلى:
“دفن نحو 200 فلسطيني بعد إعدامهم في قبر جماعي يقع حالياً تحت ساحة انتظار سيارات شاطئ دور”.
وخلال سنوات، أكدت روايات فلسطينية وكتب تاريخية على المجزرة وخلدت الأديبة المصرية رضوى عاشورة المذبحة في روايتها (الطنطورية).
وقبل 22 عام، كشف باحث إسرائيلي يُدعى ثيودور كاتس عن المجزرة لكنه تراجع عن روايته بعد أن رفع جنود من الهاغاناه دعوى قضائية ضده.
وقالت هآرتس:
“الآن، في سن التسعين وما فوق، اعترف عدد من الجنود السابقين من لواء الجيش الإسرائيلي، بأن مذبحة قد حدثت بالفعل في عام 1948 في قرية الطنطورة”.
ونقلت عن مستوطن شارك في دفن الضحايا قوله إن عدد من قتلوا في المجزرة تجاوز 200 شهيد، بينما قال الجندي السابق قال موشيه ديامنت: “قُتل القرويون برصاص (متوحش) باستخدام مدفع رشاش، في نهاية المعركة”.
وكشف حاييم ليفين أحد الجنود السابقين عن بعض الفظائع التي ارتكبت في القرية قائلاً: “أحد أفراد الوحدة ذهب إلى مجموعة من 15 أو 20 أسير حرب وقتلهم جميعاً”.
وقال ميكا فيكون الجندي الذي شارك في الحرب على الفلسطينيين إن “ضابطاً أصبح في السنوات اللاحقة رجلاً كبيراً في وزارة الدفاع، قتل بمسدسه عربياً تلو الآخر”، حسب وصفه.
بينما نقلت عن جندي آخر قوله: “ليس من الجيد قول هذا. لقد وضعوهم في برميل وأطلقوا عليهم النار في البرميل. أتذكر الدم في البرميل”.
وشردت العصابات الصهيونية خلال حرب 1948 أكثر من 800 لفلسطيني بعد أن دمرت أكثر من 530 قرية ومسحتها عن الوجود.
يُذكر أن قرية الطنطورة تقع جنوب حيفا المحتلة وتبعد عنها 24 كيلو متراً وكانت بيوتها تلامس شاطئ البحر ويعتمد سكانها على الصيد، تقول الأديبة رضوى عاشور في روايتها عن القرية: “البحر حد البلد يعيرها أصواته وألوانه، يلفها بروائحه، نشمها حتى في رائحة خبز الطابون. لا أذكر متى تعلمت السباحة لأنني لا أذكر متى تعلمت المشي أو الكلام”.