تموز المقاومة والنصر
أيام لا تُمحى من سجل انتصارات المقاومة، تاريخ ثابت على روزنامة أيامها المشّرفة ، رسمت بدمها القاني أرقى معاني العز والعنفوان،عشر سنوات مرت والذكرى لا تزال محفورة ،عانى اللبنانيون من القتل والتهجير والتدمير ،إلاّ ان الأمل بالنصر لم يهتز يوماً من قلوب أشرف الناس ، هذا الشعب الذي عاش حرباً اجتمع فيها العالم كله ضد وطنه، ضد مقاومة وجيش وشعب لبنان. إلا ان الإرادة كانت أقوى من مخالب وأنياب الغزاة ومن مراهنات البعض على صمود الأبطال”المغامرين” .
في تموز عام 2006 شن كيان العدو حرباً على لبنان بذريعة عملية المقاومة في مزارع شبعا والتي كانت حصيلتها اختطاف جنديين صهيونيين ومقتل آخرين
وضعت “تل أبيب” لنفسها أهدافاً للحرب وهي سحق حزب الله ونزع سلاحه وضرب منظومته الصاروخية واشترطت اعادة الجنديين أو ستذهب الى الحرب
رد الأمين العام لحزب الله “السيد حسن نصرالله ” جاء حينها في مؤتمر صحفي بأن الجنديين لن يعودا الا بمفاوضات ومبادلة مع أسرى لبنانيين وأعلن أن المقاومة مستعدة للذهاب إلى الحرب المفتوحة
أنتم أردتم حرباً مفتوحة، نحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، حرباً على كل صعيد، إلى حيفا وصدقوني إلى ما بعد حيفا والى ما بعد ما بعد حيفا .. الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا، لن تدمر بيوتنا وحدنا لن يقتل أطفالنا وحدنا لن يشرد شعبنا وحده ، هذا الزمن انتهى…
استذكر مقابلة السيد كأنها البارحة….. السيّد وعد ووفا
المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن. الآن في عرض البحر، في مقابل بيروت البارجة الحربية العسكرية الاسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، انظروا اليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنوب الاسرائيليين الصهاينة، هذه البداية وحتى النهاية كلام طويل…..
صمدت المقاومة في الميدان وعلى مدى 33 يوماً ،كانت فيها أرض الجنوب بمثابة محرقة لأسطورة “الميركافا” انتهت الحرب ولم تحقق” اسرائيل” أي من أهدافها بل مُنيت بهزيمة تاريخية وأقرت فيما بعد بالهزيمة في لجنة التحقيق” فينوغراد” التي وصفتها بانها اخفاقاً كبيراً وخطيراً” ل “إسرائيل” بالإضافة لاعترافات رئيسهم شيمون بيريز عن واقع حال الإسرائيليين بعدالحرب”أنا آسف لأن حزب الله تغلب علينا”
فيما وصفها السيد حسن نصرالله في خطاب النصر في ايلول 2006 بالانتصار التاريخي والإلهي والاستراتيجي وأعلانه “بإن زمن الهزائم قد ولى…وبدأ زمن الانتصارات..”
انتصرت المقاومة بصمود شعبها وتضحيات أبنائها بعقيدة آمنوا وسلموا بها “كله فدا المقاومة” .فكان النصر المظفر الذي جعل من آب أسطورةً رددها العالم بأسره… وستؤسس للانتصارات القادمة على صعيد فلسطين والأمة كلها.