تصاعد الاغتيالات.. محاولة الاحتلال لفرض واقع أمني جديد
تتصاعد جرائم الاحتلال “الإسرائيلي” بحق أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناطق الفلسطينية، حيث القتل بدم بارد
والإعدام الميداني والاعتقالات المستمرة وتدمير الممتلكات ومصادرة الأرضي وغير ذلك من الجرائم التي لا تلقى أي رد
أو رادع دولي أو حقوقي، حيث ارتقى -ظهر اليوم الأربعاء 26 تموز/ يوليو 2023م- الشاب الفلسطيني محمد عبد الحكيم
نعيم ندى (23 عاماً)؛ برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، خلال اقتحامها مخيم العين بمدينة نابلس في الضفة الغربية.
وفي ساعات الصباح الباكر من يوم أمس الثلاثاء 25 يوليو 2023، استفاقت مدينة نابلس على جريمة نكراء جديدة تضاف
إلى سجل الجرائم الصهيونية اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ارتكبها الاحتلال في حدود الساعة السادسة
والنصف صباحاً على مدخل جبل الطور تحديداً “السمرة”، وذلك بإطلاق وابل من الرصاص صوب مركبة فلسطينية
يستقلها ثلاثة شبان من مدينة نابلس، وتركوهم ينزفون في المكان حتى ارتقوا شهداء وهم: سعد الخراز، نور عارضة،
منتصر سلامة.
ضابط الإسعاف عميد صالح أفاد أنه تم إبلاغهم في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً عن وجود اشتباكات مسلحة
على قمة جبل الطور، وأن هناك عدة إصابات في المكان، وبعد الوصول أخبرهم ضابط الاحتلال أنها أصبحت منطقة
عسكرية مغلقة، وتم منع سيارات الإسعاف من التقدم للموقع، وأمرهم بالرجوع إلى الخلف وعدم الاقتراب، فتم إبلاغ
الصليب الأحمر ولكن دون جدوى.
قتل بدم بارد:
وعقَّب منسق لجنة التنسيق الفصائلي نصر أبو جيش على الجريمة بالقول: إنها ليست الجريمة الأولى التي يرتكبها
الاحتلال بهذه الطريقة، ففي يوم الجمعة الماضية قامت قوات الاحتلال بتصفية الشاب فوزي مخالفة بدم بارد، كما قبلها
بأيام أعدمت الشاب بدر المصري.
وأوضح في تصريح إعلامي، أن في هذا الأمر إشارة صريحة إلى أن سياسة الاحتلال تتجه بشكل واضح إلى تصفية
الشباب الفلسطيني، والغرض من ذلك هو تركيع هذا الشعب، وفرض واقع أمني جديد لإخماد نار المقاومة، وأي محاولة
للوقوف بوجه هذا المحتل الغاشم، وللقبول بالخطة الأمنية العنصرية على شعبنا.
وأضاف أبو جيش أن هذه الاجراءات لن تركع شعبنا بل على العكس من ذلك ستزيدنا إصراراً وإرادة على مقاومة هذا
المحتل بكل الوسائل والطرق المتاحة؛ لتحقيق نصرنا ونزع حريتنا.
وأكد على أن الدافع وراء هذه الجرائم هو إرضاء وإسكات الشارع “الإسرائيلي” الذي يتحكم بالسياسة الاستعمارية
الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وهذه الحكومة اليمينية المتطرفة تعمل جاهدة على الفتك بشعبنا للخروج من
الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التي جعلت “إسرائيل” على صفيح ساخن.
بث الخوف والرعب:
وفي حديث مع الدكتور عمر جعارة المختص في شؤون العدو أكد على أن المنظومة “الإسرائيلية” تتعمد قتل
الفلسطيني سواء كان مقاوماً أو مدنياً في محاولة منهما الإجهاز على الشعب الفلسطيني، وإثارة الخوف والرعب في
قلوب أبنائه.
كما أضاف جعارة أن السياسة التي تتبعها أي حكومة “إسرائيلية” سواء كانت متطرفة أو لا هي إنهاء الوجود الفلسطيني،
والهدف الحالي هو القتل وليس الاعتقال؛ حتى لا يدخل الفلسطيني إلى السجن فيأكل ويشرب ثم يخرج منها صاحب
تجربة قيادية، وامتلاك لقب البطل بنظر شعبه ويصبح صاحب قرار ورأي وتأثير عليهم.
كما أوضح أن الإعلام “الإسرائيلي” مبرمج على تبرير قتل أي مواطن فلسطيني؛ حيث أن المواطن “الإسرائيلي” بزعمهم
يعيش خائفاً غير مطمئناً على نفسه و”أملاكه” وأبنائه، وبهذا إظهار لصورتهم على أنها ردة فعل على مقاومة
الفلسطيني الذي يجب مجابهتها بكل قوة، حتى ولو استدعى الأمر قتله وإنهاء حياته.