قصص الشهداء

انقطعت أخبارهم فجأة ثم ظهرت صورتهم بالصحف بعدما قتلوا 18 صهيونياً.. قصة الشبان الثلاثة الذين غنت لهم فيروز “وحدن”

من قصص شهداء فلسطين

“وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان وحدهن بيقطفوا وراق الزمان.. بيسكروا الغابي بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي على بوابي”، الأغنية التي كتبها الشاعر طلال حيدر وتغنت بها فيروز يُقال أنها مستوحاة من قصة حقيقية تحكي قصة ثلاثة شباب فدائيين.

يُعتقد بأن أصل القصة يعود إلى أن الشاعر اعتاد الجلوس في بيت بأطراف الغابة في لبنان لكتابة الشعر، وفي جنح الليل مر عليه 3 شباب وألقوا التحية.

في طريق عودتهم كرروا سلامهم إلى أن أصبحت وجوههم مألوفة بالنسبة له، يعرفونه ويعرفهم.

يقول إن الأمر أثار استغرابه لوجود شباب في وقت مبكر من النهار بالغابة،  تساءل: ماذا يفعل 3 شبان في الغابة؟

عاد الشباب وكانت جنسياتهم “سوري، عراقي، فلسطيني” في الليلة التالية وبقلب الليل، ألقوا السلام على طلال الذي كان يجلس في شرفة منزله ما أثار لديه علامات الاستفهام بشكل أكبر، وقرر طلال أن يسألهم عن سبب الخروج في هذا الوقت عندما يعودون في الليلة التالية.

قرر أن يسألهم.. لكن لم يعودوا

تقول الروايات المتداولة عن قصة الإغنية، إن تلك كانت المرة الأخيرة التي يراهم  فيها الشاعر اللبناني؛ إذ لم يعودوا أبداً، وفي صباح اليوم التالي قرأ طلال في الجريدة أن ثلاثة شبّان عرب قاموا بعملية وسط إسرائيل أسفرت عن مقتل 18 صهيونياً، وعندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنهم أنفسهم الذين اعتاد أن يتلقى التحية منهم في الصباح و المساء.

وعُرفت تلك العملية بعملية الخالصة، التي نُفذت في مستوطنة كريات شمونة، شمال فلسطين المحتلة، في صباح 11 نيسان 1974، وكان أبطالها هم الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والحلبي السوري أحمد الشيخ محمود، والعراقي ياسين موسى فزاع الحوزاني (أبو هادي).

عملية الخالصة البطولية

نفذت مجموعة تابعة للجبهة الشعبية – القيادة العامة ، عملية عسكرية داخل الارض المحتلة ، كان أبطالها منير المغربي ( أبو خالد ) , فلسطيني من مواليد 1954 , احمد الشيـخ محمود , حلب , من مواليد 1954 , ياسين موسى فزاع الحوزاني ( أبو هادي) جنوب العراق ـ 1954, استشهدوا في 11-4-1974 داخل مستوطنة كريات شمونة .

• في الساعة الخامسة من صباح 11 نيسان، ابريل 1974، اقتحمت مجموعة مكونة من ثلاثة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، مستعمرة ” كريات شمونة “، الخالصة، التي تقع جغرافياً في شمال فلسطين.

كان الرفاق الثلاثة نواراً في هذا الوطن.. وعندما توجهوا إلى فلسطين، ليسرعوا بتنفيذ العملية التي أقرتها قيادة الجبهة الشعبية القيادة العامة، كانوا في الواقع يخطون نهجاً جديداً في الثورة الفلسطينية المعاصرة، نهج العمليات الاستشهادية التي كانوا، هم والجبهة، أول من قص شريطها، لكي يضيفوا إلى تاريخنا الثوري، حقيقة جديدة، حقيقة مطلوبة، حقيقة تشكل رافعة للتاريخ، لكي يتحرك هذا التاريخ إلى الامام، نحو الوطن ونحو حق الشعب الفلسطيني في استرداد وطنه المغتصب.

تقدّم أبطال المجموعة بطلب الإفراج عن مائة من الأسرى الفدائيين المعتقلين في السجون والزنازين الصهيونية – النازية، حَسَبَ أقدميتهم في الأسر منذ عام ( 1966 ).. ومن بينهم الفدائي الياباني ” كوزواوكاموتو” المحكوم عليه بالسجن المؤبد والمشارك في عملية مطار اللد عام 1972..

• رفضت السلطات الصهيونية مطالب الفدائيين الأبطال.. وعزّزت قواتها النازية، المدججة بجميع أنواع الأسلحة في المستعمرة.. ثم شنت هجوماً على المبنى الذي يُحتجز فيه الرهائن.. وجرت معركة عنيفة بين مقاتلي الوحدة الاستشهادية وقوات العدوالصهيوني..

• بعد اشتباك مع قوات العدو التي حاولت اقتحام المبنى، وبعد أن نفذت الذخيرة من الفدائيين الأبطال، نفذوا الخطة، وهي تفجير المبنى بعد أن زرعوا العبوات الناسفة في أماكن مختلفة منه.

• أسفرت العملية عن استشهاد الفدائيين الأبطال الثلاثة.. ومصرع /18/ صهيونياً.. وجرح /15 / آخرين إضافة إلى الخسائر المادية الصهيونية الكبيرة حسب اعتراف العدو.

• خلقت عملية الخالصة البطولية ردود فعل عنيفة داخل الكيان الصهيوني، واثبت بما لا يدع مجالاً للشك، عجز الاجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الصهيونية – النازية، عن مواجهة اصرار المقاومة الفلسطينية…. حيث تقدمت كتلة الليكود، المعارضة يومئذ، في الجلسة التي عقدتها “الكنيست” الصهيونية، لمناقشة العملية – وذلك بتاريخ 17/4/1974، تقدمت ببيان، انتقدت فيه الحكومة الصهيونية واتهمتها بالتقصير.

مطالب الفدائيين الأبطال :

أولاً : إطلاق سراح مئة أسير فلسطيني، مقابل إطلاق الرهائن المحتجزين.. وعلى رأسهم ” كوزواوكاموتو” وهوفدائيٌ ياباني اشترك في عملية مطار اللد.. وكذلك إطلاق سراح الفدائيات الفلسطينيات، وفي مقدمتهن البطلة الفدائية ” عايدة عيسى “، وهي فدائية من مدينة غزة.. وإطلاق سراح الفدائيين الجرحى

والمصابين، وبعض الأسرى الفدائيين حَسَبَ أقدميتهم في الأسر منذ العام /1966 /..

ثانياً :ترحيل الأسرى المحررين إلى أقرب بلد عربي مجاور لفلسطين..

ثالثاً :أن يتم ذلك خلال الساعات الست..

• الجدير بالذكر أن الأبطال الثلاثة وزعوا خلال هجومهم منشورات باللغة العربية والعبرية بين المستعمرين الصهاينة في كريات شمونة. وجاء في المنشور الأول ( لا يمكن لنا أبداً أن نقبل بتواجدكم الاستعماري الاستيطاني.. وإننا نحب السلام، ونحارب من أجله.. أمامكم أيها الصهاينة خيارين: إما الرحيل، وإما الموت.. فارحلوا لنعش بسلام.. وأنبذوا قيادتكم التي اختارت لكم الموت خدمةً لأهدافها)

• أما البيان العبري فقد جاء فيه ( إن الهدف المركزي لنضالاتنا هو إقامة دولة فلسطينية على كل التراب الفلسطيني ).

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى