الهيئة المستقلة: العام 2014 الأقسى على الفلسطينيين
كل ذلك جعل لغزة وقطاعها المساحة الأكبر من تقرير الهيئة، سيما أن الأمور تتداخل على الصعيد السياسي فتشكيل حكومة الوفاق الوطني بهدف انهاء الانقسام والتمهيد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال 6 أشهر من تشكيلها، والقيام بواجباتها تجاه القطاع واعادة اعماره ، لم ينجح، ما زاد في حجم الانتهاكات.
من أبرز التحديات التي اكتسحت العام المنصرم هي مخلفات الانقسام، فعدم توحيد السلطة القضائية ومرجعيات الأجهزة الأمنيه، التي تعمل دون رقابة برلمانية، زاد في عدد الاعتقالات التعسفية وحالات التعذيب في الضفة وغزة، كما ساهم في زيادة نفوذ السلطة التنفيذية التي كان أبرز ملامح نفوذها الطاغي، تعيين رئيس مجلس القضاء الأعلى، وتعطيل نقابة العاملين في الوظيفة العمومية، اضافة الى عدم تنفيذ قرارات المحاكم أو المماطلة فيها والالتفاف عليها. عدا عن استمرار ظاهرة الاحتجاز على “ذمة المحافظ”.
التقرير من خلال أبوابه الأربعة، يوضح أن واقع حقوق الانسان خلال 2014 هو الأسوأ من حيث تمتع المواطن الفلسطيني بحقوقه السياسية والقانونية والانسانية والثقافية والاقتصادية.
وكانت أزمة الرواتب وأزمة موظفي القطاع مثال على الأخيرة – اضافة للحقوق الصحية، كعدم توفر الأدوية للأمراض المزمنة، وطرح مشروع لاقرار تأمين صحي يغطي المريض في حالات الأخطاء الطبية. اضافةً الى تزايد حالات العنف الممارس بحق النساء وحالات القتل الغامض لهن.
جاء ذلك التدني بمستوى التمتع بالحقوق رغم ما شهده العام من انضمام فلسطين لمواثيق ومعاهدات ومؤسسات دولية أبرزها محكمة الجنايات الدولية. وتطالب الهيئة بنشر نصوص تلك الانضمامات والمعاهدات في الصحف الرئيسية لتطلع عليها كافة شرائح الشعب.
أخيراً قالت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان أنها استلمت ثلاثة آلاف شكوى، 54% منها كان من غزة، كانت جديرة برصد الحقوق المدنية، فاستمرار المؤسسات الأمنية في شطري الوطن بالمداهمات والاعتقالات والتعذيب دون وجود مسوغات سليمة هو انتهاك صارخ. وكان من بين هذه الشكاوي 606 حالة تعذيب في غزة، و144 في الضفة، 99 من الأخيرة تتعلق بجهاز المباحث.