74 عاما على النكبة و الفلسطينيون في مقاومة و صمود
العودة حق مقدس حق شرعي “عندما بدأنا هذا الطريق كنا نعرف أن تكاليفه صعبة جدا، لكن هذا هو واجبنا و خيارنا المقدس”
فلسطين لا تتسع لأكثر من شعب واحد ولا تتسع لأكثر من سلطة واحدة ولا تتسع لأكثر
من حضارة واحدة علينا أن نختار لمن تكون السلطة ومن هو هذا الشعب ومن هي هذه الحضارة. النكبة حكاية ألم عربي
فلسطيني النكبة تاريخٌ ممزوج بالألم والحسرة يستوطن عقل ووجدان كلّ فلسطيني وعربي، خاصةً أولئك الذين عاشوا
أحداث النكبة وجربوا مرارة الشعور بأن يفقد الإنسان وطنه في لحظة غدرٍ من كيانٍ جاء ليسلب حقوق شعبٍ آخر؛ و
سيظلّ يوم النكبة بمثابة التاريخ الذي يقصم القلب حتى يتمكن العرب والفلسطينيون من استعادة أرضهم. منحت النكبة
للعدوّ حقًا لا يَملكه فاحتل الإسرائيليون الأراضي الفلسطينية، وهجروا أهلها، وارتقى كثير من الشهداء من أبناء فلسطين
وهم يُدافعون عن أرضهم وحقهم، فوقف معظم العالم صامتًا أمام الجرائم التي اقترفها الكيان الصهيوني الأشم في حق
أبناء فلسطين، إذ أصبحت فلسطين محتلةً مسلوبةَ الحرية، وذلك يجعل حياة الفلسطينيين مأساةً متجددةً لا تنتهي،
تبدأ مع كلّ صباح وتتجدد مع طلعة كل شمس. (فلسطين قلب العرب وقلب المسلمين، ومركز الصراع الكوني بين تمام
الحق وتمام الباطل) النكبة ليست مجرد خسارة عادية لأرض فلسطين، بل هي حكاية لألمٍ لا يزول وجرحٍ لم يُشفَ، يتحمل
ألمه الفلسطينيون في كل لحظة؛ لأنّهم ذاقوا كل معاني الأسى وهُم يُشاهدون بيوتهم تُهدم وأراضهم تُسلب ومزارعهم
مستباحة، كما استبيحت المقدسات الإسلامية في القدس وأصبحت في يد الاحتلال الظالم الذي يُمارس استبداده وتوسعه
الاستيطاني يوميًا، فالفلسطينيون لا يعرفون طعم الراحة أبدًا وهُم يرون بلادهم في أيدي المجرمين. 1948 عام النكبة والهجرة
منذ تاريخ النكبة المرتبط بعام 1948م بدأت المعاناة الحقيقة المستمرة إلى اليوم؛ إذ لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي الظالم
بالاستيلاء على بيوت الفلسطينيين وأراضيهم، وإنّما هجرهم وقتل أبناءهم، فما كان للعديد منهم إلا أن تركوا بيوتهم قسرًا،
بدلًا من الآلاف من أرواح الشهداء الفلسطينيين التي ارتقت إلى بارئها دِفاعًا عن الأرض والعرض . إنّ عام 1948 هو عام النكبة
والهجرة، والعام الذي أصبح فيه الفلسطينيون يُعانون من اللجوء إلى الدول المجاورة، فتفرقت العائلات الكبيرة وضاعت الأراضي
وأصبحوا في الشتات وانقطعت أخبار الكثير منهم وضاعت هُوياتهم وأراضيهم، وتمكّن الإسرائيليون من تنفيذ مخططهم الإجرامي
في حق فلسطين، وأصابونا جميعًا بالقهر على الحال الذي أوصل أهلنا في فلسطين الحبيبة إلى ما هُم عليه. لم يزل الكثير
من أبناء فلسطين الذين هُجروا قسرًا من بيوتهم التي دُمرت يحتفظون بمفاتيحها، ولا زلنا نستمع إلى حكايات الآباء والأجداد
عن تلك الفترة الصعبة على جميع العرب والفلسطينيين، فنحن جزءٌ من الأمة العربية الإسلامية وستظلّ فلسطين قضيتنا
دومًا التي نسعى لأجلّ حلّها والعودة إلى ما كانت عليه قبل النكبة. “دم الشهداء هو الذي ينجب المزيد من المقاتلين
و يصعد المواجهة ضد الاحتلال”. أنّ عدد الشهداء الفلسطينيين، والشهداء من العرب المدافعين عن الحق الفلسطيني
(داخل فلسطين وخارجها) على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 وصل إلى نحو 100 ألف شهيد. وأشار الإحصاء إلى
أنّ العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية إذ سقط 2.240 شهيداً من بينهم 2.181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم خلال
العدوان الإسرائيلي على القطاع، أما خلال العام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 312 شهيداً من بينهم 57 شهيداً
من الأطفال وثلاث سيدات، وما زال الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامين 15 شهيداً. احتلال ومجازر فإنّه خلال النكبة جرى
تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية
عام 1948 في 1.300 قرية ومدينة فلسطينية. وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة، بالإضافة
إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال
الإسرائيلي عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم. وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال
مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال
وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد
ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني. وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو 23 مستوطناً مقابل
كلّ 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس، بنحو 70 مستوطناً مقابل كلّ 100 فلسطيني