المولد والنشأة:
وُلِدَ البطل المجاهد رفعت يعقوب عجور -رحمه الله- في عام 1965م، ومع ميلاده وُلِدَ بطل جديد حمل همَّ وطنه المسلوب
فلسطين، فشاهد وعايش ظلمَ المحتل وبطشه بأهله وأبناء شعبه، فكبر وهو يحمل في قلبه العزم على الثأر من هذا العدو
المحتل الغاصب لأرضه.
تربى بين أحضان عائلته التي تعود جذورها إلى قرية بئر السبع المحتلة، والتي ربته على حب الدين والوطن ومقارعة الأعداء،
وبدأ رفعت يكبر شيئاً فشيئاً وحب الجهاد يكبر في فؤاده.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مدينة بيت لاهيا، حيث أنهى مشواره في التعليم وهو في الصف (الثاني
الثانوي) ليساعد والده في العمل، وخلال فترة دراسته اتصف رفعت بالعديد من الصفات والأخلاق العالية التي جعلته مناطاً للاحترام
والتقدير من كلِّ إنسانٍ عرفه أو عايشه، حيث كان طيب القلب مبتسم الوجه حسن السريرة يعامل الناس بالمعروف، وكان بين زملائه
الطلاب وأيضاً مدرسيه محبوباً بشدة.
كما أنشأ المجاهد لنفسه علاقةً قويةً ومتينةً مع عائلته جعلته متميزاً، فقد كان يشارك الجميع في كلِّ مناسباتهم، ويحرص على زيارة رحمه
وأقاربه، وكان مطيعاً لإخوته وأخواته يسمع كلامهم ونصائحهم، محباً لهم بشكلٍ كبير، حتى أنَّه كان يؤثرهم على نفسه في كل شيء.
تزوج من امرأة صالحة أنجبت له أربعة من الأبناء، رباهم على الفضيلة وحب الدين والوطن، وأوصاهما بالسير على دربه والمضي في
طريقه المعبدة بالدماء من بعده.
ميدان الجهاد:
أحب رفعت الجهاد صغيراً، وتمنى أن يحمل البندقية يوماً ما لمقارعة أعداء الله الصهاينة من والاهم، فكان يردد هتافات الجهاد،
وعيناه ترنو إلى مواطن الجهاد والاستشهاد، وقلاع العز والشرف والكرامة.
لذلك ألح على إخوانه كثيراً في طلب الانضمام إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، فوافق إخوانه نظير شجاعته وإقدامه،
وانضمَّ -رحمه الله- إلى صفوف مجاهدي القسام في عام 2006م.
انطلق برفقةِ إخوانه المجاهدين يقاتلون العدو الغاصب في كل مكان، ويخرجون عليه من كل بقعة ليذيقوه سوء العذاب، وليجرعوه من نفس
الكأس الذي شبعوا منه، كأس الألم والقتل، وهم حاملين في عقولهم وأنفسهم شعاراً كبيراً نصّه: “أيُّها الصهاينةُ المحتلون … العين بالعين
والسن بالسن …. والرعب زيادة”.
بالإضافة لذلك قام المجاهد بالعديد من المهام الجهادية، من أبرزها:
- الرباط الدوري على حدود وثغور مدينة غزة، يحمي أهلها من غدر الصهاينة الجبناء.
- تلقى العديد من الدورات الجهادية لا سيما التدريبية التي من شأنها أن تطور من المستوى القتالي للمجاهد.
- شارك في صدِّ العديد من الاجتياحات التي كانت تتعرض لها الأطراف الشرقية للمدينة.
- وعلاوة على ذلك كان أحد جنود تخصص الطبية لمساعدة المجاهدين المصابين.
- خرج في العديد من المهمات الخطيرة جداً، وخاض اشتباكات مباشرة مع قوات العدو الصهيوني الخاصة.
كما اتسم بسريته العالية في عمله العسكري، وكان يقضى ليالي الرباط بالذكر والتسبيح وتلاوة القرآن، وكان شديد الحرص على أن
يكون موقع رباطه في الأماكن شديدة الخطورة والتي يحتمل تواجد القوات الخاصة الصهيونية بها، وكذلك كان محباً للشهادة والموت
في سبيل الله يبحث عنها في كل مكان، ويدعو الله أن يرزقه إياها.
وفاته:
توفي يوم السبت 14 شعبان 1442هـ الموافق 27/03/2021م إثر مرضٍ عضالٍ، ليمضي إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء
والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله.