اللحــظات الأخيرة للشهيد محمد الصالحــي
في منزله وسط المخيم كان الشاب محمد صبحي الصالحي 32عاما، ينام بعد يوم طويل من العمل على عربته في المخيم، فكان صوت والدته فجرا، والتي أفاقت على جنود أقتحموا منزلها دون أستئذان، وعندما رفع يديه لحماية والدته والدفاع عنها كانت رصاصات الجنود تنغرس في جسده ليسقط شهيدا وسط صراخ والدته وشقيقته.
هذه الجريمة التي حاول الإحتلال عبر آلياته الإعلامية المختلفة التستر عليها بالإدعاء إن محمد حاول رفع سكيناً عليهم ولاحق الجنود الذي إقتحموا منزله، كانت مكشوفة وخاصة لأهالي المخيم الذين عرفوا محمد عن قرب.
يقول الناشط ياسر أبو كشك من قيادات المخيم:”كان هناك إقتحام للمخيم وحملة مداهمات، وخلال إقتحام الجنود لمنزل محمد للوصول إلى منزل الجيران في البيت الملاصق، حيث الشاب الذي ينوي الجنود إعتقاله، تفاجأ بالجنود وكأي إنسان يصحى من نومه فجأه لم يميز هل هو جندي أو حرامي من دخل بيته فكان أن رفع يده أمام الجنود فأطلقوا النار عليه بشكل مباشر”.
يتابع أبو كشك:” كل من يعرف محمد يعلم كم هو إنسان بسيط خلوق مؤدب دائم الإبتسام، ومجتهد في عمله البسيط، ولم يكن يوما مطلوبا أو مطاردا لجيش الإحتلال حتى يتم إعدامه بهذا الشكل”.
محمد أستشهد بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر ومن نقطة الصفر برصاصات أستقرت في كل جسده، وتركه ينزف لساعات قبل السماح للإسعاف أو أبناء المخيم من الإقتراب من المنزل لنقله إلى المستشفى”.
وينتمي محمد لأسرة لاجئة من مدينة اللد بالداخل المحتل، بسيطة وفقيرة جدا، ومنذ الإفراج عنه من سجون الإحتلال قبل عام، حيث أعتقل لثلاث سنوات متواصله، وموت والده تفرغ لخدمه والدته وشقيقته.
عمل محمد في بيع الخضار والفواكه على عربة على مداخل المخيم، كان يعمل طوال النهار حتى يستطيع جمع ما يكفي عائلته الصغيرة، ومعروف عنه عدم مشاركته في أي فعاليات أو مواجهات وذلك لإنشغاله بهمه الأكبر القيام على خدمه والدته المريضة وشقيقته الوحيدة.
وبحسب أبو كشك فإن رواية الإحتلال تنم عن محاولته تبرير جريمته الواضحة بقتل الشاب الصالحي، وإعدامه بهذه الطريقة الوحشية.