القائد زياد ملايشة في ذكرى ارتقائه
الميلاد والنشأة:
ينحدر الشهيد القائد زياد صبحي محمد ملايشة من عائلة مجاهدة في قرية جبع قرب جنين، حيث ولد بتاريخ 2 شباط /
فبراير 1981م.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس المنطقة، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة في جنين ودرس
فيها بكالوريوس برمجة حاسوب.
أخلاقه:
عرف عن الشهيد زياد ملايشة تدبره في الأمور والرصانة والحكمة، والسرية كذلك؛ حيث تقول والدته: “لم أعرف عن
نشاطه شيئاً؛ لأنه كتوم لا يعلم أحد سره، ولكن روح المحبة لفلسطين برزت في وقت مبكر فشارك في المسيرات
ومواجهات المحتلين”.
يقول رفاقه: إنه نشط في الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في المدرسة، ثم جامعة القدس
المفتوحة، ولكن بعد عام من انخراطه بالجامعة داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله وقامت باعتقاله، ونقلته لأقبية
التحقيق في سجن الجلمة حيث تعرض لتحقيق وحشي، ثم حكِمَ بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات ونصف قضاها
مجاهداً في صفوف مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي المعتقلين؛ فالسجن لم ينل من عزيمته وإرادته.
مشواره الجهادي:
بعد خروجه من السجن انتقل الشهيد القائد زياد ملايشة من جامعة القدس المفتوحة إلى الجامعة العربية الأمريكية
لدراسة تحاليل طبية، حينها بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بملاحقته، ولم يكن يمضي وقت وآخر حتى تداهم قوات
الاحتلال منزل عائلته بحثاً عنه.
انخرط القائد ملايشة في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وبدأ بقيادة مجموعاتها في
المقاومة ومواجهة الاحتلال، كما شارك في عدة عمليات مقاومة ضد جنوده، فبدأ الاحتلال يلاحقه في كل مكان يتواجد
فيه، فمن قباطية حتى مخيم جنين ومن السيلة الحارثية حتى كفر دان حيث هو في مقدمة الصفوف يقاوم.
خاض الشهيد زياد ملايشة العديد من الاشتباكات المسلحة برفقة الشهيد القائد لسرايا القدس حسام جرادات، والشهيد
المجاهد صلاح الدين صوافطة، والشهيد المجاهد محمود نزال، والشهيد المجاهد وليد العبيدي في مخيم جنين وقباطية
والعديد من مناطق جنين وطوباس.
وكان الاحتلال له بالمرصاد من محاولة عملية اغتيال له لأخرى، وكلما سبقه رفيق في الشهادة كان يتألم ويتمنى
الشهادة، ويزداد عداء وكراهية للمحتل، بالإضافة لذلك لم تكن بندقيته والعبوات التي أتقن تصنيعها تفارقه فكان يقول:”
سأكون قنبلة تتفجر في وجوههم في كل لحظة وثانية”.
على أرض بلدة كفر دان تمت المواجهة، ويقول رفاق القائد زياد إنه وصديقه الشهيد المجاهد إبراهيم عابد برا بقسمهما
وعهدهما الذي طالما ردداه؛ فكل منهما تمنى الشهادة في معركة ومواجهة المحتل، كما ذكروا أن الشهيد القائد زياد
تحدث دوماً عن الشهادة، وفي كل معركة قاتل بشراسة وحث رفاقه على الجهاد، وردد: “لن أتخلى عن بندقيتي حتى
النصر أو الشهادة”.
موعد مع الشهادة:
في 20 حزيران / يونيو عام 2007م، استشهد القائد زياد ملايشة وهو يحتضن بندقيته مع رفيق دربه الشهيد المجاهد
إبراهيم عابد على أرض قرية كفر دان غرب جنين، ويقول أهالي القرية إن الوحدات السرية الخاصة تسللت للقرية
مستخدمة سيارات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، فاقتحمت عدة منازل ونصبت الكمائن فيها بموقع قريب من منزل
يتواجد فيه الشهيدان.
كما يضيف الأهالي: إنه بعد أن استحكمت الوحدات الخاصة في مواقعها بدأت دوريات الاحتلال في التوغل لدفع
المقاومين للخروج من مواقعهم لمهاجمتها مما يتيح للوحدات الخاصة تصفيتهم.
وقال أحد شهود العيان: “عندما توغلت الدوريات في القرية سارع الشهيدان لمغادرة موقعهما للالتحاق بباقي
المقاومين، ولكن سرعان ما تعرضا لإطلاق النار من الفرق الكامنة”.
هذا ويشير الأهالي إلى أن القرية تحولت لثكنة عسكرية؛ حيث إن أكثر من 30 دورية شاركت في الهجوم، وحاصرت
المنطقة بشكل كامل حتى أن الشهيدين المجاهدين زياد وإبراهيم أصبحا محاصرين، ولكنهما رفضا الاستسلام واندلع
اشتباك مسلح لم تشهد له القرية مثيلاً، بيد أن الشهيدين كانا يقاتلان بشراسة.
حوصر الشهيدان زياد ملايشة وإبراهيم عابد بعد نفاذ ذخيرتهما، ويقول الشهود: “إن الجنود اعتقلوهما حيين ومصابين،
ولكنهم رفضوا علاجهما وقاموا بإعدامهما وتصفيتهما بدم بارد”، وذلك تنفيذاً لتهديدات المخابرات الصهيونية التي
توعدت عدة مرات عائلتي الشهيدين بتصفيتهما.