الطفل ناصر مصبح …حافظ للقرآن وشهيد
على مرأى من الكاميرات كان القناص الصهيوني يصوب إلى قلب الطفل الشهيد ناصر مصبح ابن مدينة خانيونس …,ليقتل البراءة في عيون من حلم أن يصبح ذات يوم مدرساً كي ينشر العلم والثقافة والوطنية لشعب لن يرحل عن أرضه بل سيبقى فيها لتعود إلى أهلها.
ناصر ابن ال12 عاماً أدمى قلوب كل من شاهده وهو يهوي إلى الأرض التي عشقها ولأجلها شارك بمسيرات العودة منذ أن انطلقت في 30 آذار. لم يكن يحمل رشاشا أو صواريخاً…, كانت حقيبته المدرسية وابتسامته هي زودة طفل جاء مبتسماً للحياة كي يقول للمحتل ارحل عن أرضنا.
والدة الشهيد الطفل ناصر عزمي مصبح والدموع تملأ عينيها حزناً على طفلها الذي استشهد مساء الجمعة28- 9 -2018 خلال مشاركته في فعاليات جمعة “انتفاضة الأقصى” على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة قالت :إن نجلها يحفظ القرآن الكريم كاملًا ويلعب “الكونفو” منذ سنوات وهو من المتفوقين بمدرسة المهاجرين الشرعية بخان يونس ومشارك دائم بمسيرة العودة .
يقول أحد أصدقائه: “كيف سننسى ناصر وهو المبتسم دائماً… وهو الذي يدعونا إلى الابتسامة في وجوه بعضنا…حزنا كثيراً وبكينا…وبكى معنا كل الأساتذة .
كنا نلعب سوية ونكتب وظائفنا معاً. غاب ناصر وأصبحنا نفتقده كم سنتألم ونحن نرى مقعده خالياً”.
في جمعة الأقصى كان الاستهداف واضحاً اتجاه الأطفال واستشهد 7 فلسطينيين برصاص الاحتلال.., وأصيب أكثر من 500 آخرين خلال مشاركتهم في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة. وشيّعت جماهير مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة يوم السبت 29-9جثمان الشهيد الطفل ناصر مصبح أصغر خطيب مفوه ،الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق المدينة.
صورة الطفل الشهيد البطل ناصر إن لم تهز ضمائر هذا العالم فما الذي يهزها؟ طفل فلسطيني يستشهد في ذات التاريخ الذي استشهد فيه الطفل محمد الدرة وكأنهما على موعد معا.
كل الذين عرفوا الطفل الشهيد بكوه واختنقوا من حزن على فارس صغير…, لكنه أكبر من كل الذين رَهنوا أنفسهم للمحتل وباعوا فلسطين.
لن ينسى أخوة ناصر حبيبهم الذي لم يكمل بعد أعوامه ال12…لن تنسى فلسطين أبناءها. سيهزم الإرهاب الصهيوني ولن تنكسر إرادة شعب سيظل يقاوم ..سيظل على عهد كل الذين آمنوا أن فلسطين هي أرضنا من بحرها إلى نهرها والاغتصاب الى زوال.