الشهيد أنور عوني عبد الغني
الشهيد أنور عوني عبد الغني
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد أنورفي قرية صيدا إلى الشمال من مدينة طولكرم في العام 1969م. عاش منذ نعومة أظفاره على
العزة والإباء والكرامة، كان دائماً صوتاً للحق مناديا للإسلام عاشقاً للشهادة،تخرج الشهيد من بيت إسلامي
عرف عنه التدين والالتزام منذ صغره وهو يتردد على المسجد،يرتل دائماً قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾،
بدأ مشواره الدراسي
بدأ دراسته في مدارس قريته صيدا، فبرغم الإعاقة التي كان يعاني منها في رجله والظروف التي
ألمت به إلا أن الشهيد أصر على إكمال مشواره الدراسي، ولكن بعد إنهائه الثانوية العامة ولظروف خاصة
لم يكمل الشهيد دراسته الجامعية، حيث قام بفتح مطعم شعبي في البلدة التي يعيش فيها ليقوم بمساعدة
والده في إعالة الأسرة.
صفاته
كان الشهيد أنور صاحب صفات عظيمة لا يحملها إلا من هم أهل لدرجة الشهادة الذين يختارهم
الله من بين العباد، فمنذ نعومة أظفاره وهو يتردد على المسجد محافظاً على الصلوات وخاصة صلاة الفجر
حيث كان يجلس هو وإخوانه في حركة الجهاد الإسلامي كل يوم بعد صلاة الفجر في حلقة قرآنية ، كان
صادقاً وشهماً وحيياً حيث عرف عنه حسن الخلق والكرم،
امتاز الشهيد بحسن الخط وإتقان الرسم، فقد كانت جدران صيدا دائماً مشتاقة لرسومات الشهيد ومخطوطاته
التي كانت تتزين بها وبعباراته الرنانة التي تلهب الصدور والمشاعر، ومما قام برسمه بريشته وهو في سجن
النقب الصحراوي في التسعينات صورة لملثم وقد غرز في ظهره خنجراً غادراً وقدكتب من دمه الأحمر القاني
على الجدار الانتفاضة مستمرة….
مشواره الجهادي
انضم الشهيد القائد أنور عبد الغني إلى حركة الجهاد الإسلامي في بداية التسعينيات حيث كان دائماً
يخرج ليكتب على الجدران وكان يعرف من خلال عرجته، وكان دائماً معرضاً للاعتقال عند الاحتلال وكذلك
عند السلطة الفلسطينية، بدأ أنور يغرس بذور المقاومة في قريته مع إخوانه المجاهدين حيث
سعى دائما لتكون كلمة الله هي العليا من خلال عمله على حشد الشباب في استئنافٍ للحياة الإسلامية
واتخاذها منهج حياة، وكان رحمه الله لا يرضى إلا أن يكون بداية المشوار من المسجد لأنه اللبنة الأساسية
في إعداد جيل قرآني فريد يحمل الرسالة ويقوم بأداء الأمانة.
مع بداية الانتفاضة الأقصى المباركة أعلن الشهيد في بلدته عن ميلاد السرايا وبدأ مع إخوانه
الشهداء احمد عجاج وعزمي عجاج ورامي الأشقر ومحمد عبد الغني عن بداية المواجهة فكانت رحاب
صيدا وباقة الشرقية مسرحاًلعملياتهم البطولية التي نفذوها، وهذا ما أقلق المحتل الذي سعى دائماً
لكسر شوكة المقاومة ،إلا أن الفرسان كانوا وبتواصل دائم مع قائد السرايا في طولكرم الشهيد القائد
أسعد دقة يواصلون العطاء والتضحية والفداء.
الشهادة
وكما هي عادة المحتل دائماً يجمع خفافيشه لتأتي ليلاً بتاريخ 15/02/2002 وتحاصر عشرات الآليات
والدباباتصيدا ترافقها طائرات الأباتشي وقبل أن يحكموا حصارهم على القرية كان قد انكشف أمرهم
وأخذ معظم المطاردين حذرهم وتحصنوا في أماكن آمنة، ولكن شهيدنا القائد أبى أن يترك الشهادة
تفر منه ورفض مغادرة منزله، وامتشق سلاحه وبعينيه نظرة لا يعرف معناها إلا من عشق الشهادة،
وحاصرت القوات الاسرائيلية منزل أنور وأخذوا ينادون بمكبرات الصوت ليسلم نفسه والخروج رافعاً يديه،
إلا أنه رد عليهم بأزيز الرصاص وأمطرهم به، وبدأت المواجهة بين أسد السرايا والعدو، واستمر
الاشتباك لعدة ساعات تمكن الشهيد أنور من قتل قائد وحدة الدوفدوفان “القوات الخاصة”(ايال فايس)
ويجرح العديد من الجنود، وبعد نفاد ذخيرة الشهيد يرتقي إلى العلا فقامت القوات الصهيونية بالتنكيل
بجثمان الشهيد ظناً منهم أنهم يؤذونه، ولكن روحه الطاهرة كانت تسخر منهم ومن فعلهم وكانت تنادي
يا إخوتي أكملوا المسير من بعدي وجهزوا أنفسكم فالغد القادم مشرق بنوركم ودمائكم وصبركم.