شهداء فلسطين

الشهيد يوسف أبو غبن

نشأ الشهيد يتيم الأب منذ الصغر بالإضافة إلى اخوته الصغار ما يعني أن أعباء الأسرة تكفلت بها والدته،

تعلم يوسف في مدارس وكالة الغوث وأنهى دراسته الابتدائية في مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية

للاجئين وأنهى دراسته الاعدادية في مدرسة ذكور الرمال الاعدادية للاجئين، ومن ثم انتقل لاتمام

دراسته الثانوية عام 1968 في كلية غزة.

هوايته المحببة له …

الشهيد الرفيق يوسف، الملقب “سعداوي” صيد العصافير كان هوايته التي مارسها منذ الصغر في مخيم

الشاطئ، كان شاطئ البحر محطة التنقل من بيت لاهيا شمالاً حتى رفح جنوباً، وكانت شباكه تنتقل معه

وهو يحمل أقفاصه وعصافيره، صقلته هذه الهواية فتعلم كيفية التعامل بحذر مع العدو فعلمته العصافير كيف

تغرد وكيف يمكن أن تضع الشباك لاصطيادها، علمته النهوض مبكراً في الصباح كي يبدأ بملاحقة أسرابها.

صفات وشخصية الرفيق:

اتسم الشهيد البطل بصفات المناضل الثوري، بالقدرة على تحمل المسؤولية فكان جريئاً يهاجم أوكار العدو

ويلاحق سياراته العسكرية، كان مقداماً وشجاعاً ولديه القدرة على المرونة والسرعة في آن معاً، وكثيرة

هي المواقف البطولية التي تنم عن شخصية هذا القائد.

تميز بالعطاء والحب والتضحية من أجل قضيته ومن سماته الابتسام في أحلك الظروف فهو يعرف أن طريق

الثورة طويل يحتاج لكل سمة ثورية فكان الاخلاص لحزبه وقضيته لها مردود على قدرة الجبهة الشعبية

في شحن الشارع الفلسطيني وقيادته.

لقد ساعدت هذه الصفات على تبوؤ الشهيد مركزاً مرموقاً في قيادة العمل العسكري في قطاع غزة،

منذ التحاقه بحركة القوميين العرب، وقد كان من أوائل المنخرطين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير

فلسطين منذ إعلان انطلاقتها وكان من أصلب المقاتلين وأكثرهم التزاماً إضافة إلى امتلاكه الوعي السياسي

والفكري والحس الثوري.

المقاومة:

بدأت المقاومة في حياة الشهيد يوسف تتصاعد يوماً بعد يوم على إثر هزيمة حزيران، وبدأ الرفاق بتشكيل النواة

المسلحة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. استطاع بفضل صفاته الثورية وحنكته مواجهة التطورات والتغييرات

المفاجئة، واستطاع مع رفاقه جمع بعض الاسلحة التي خلفها الجيش المصري إثر هزيمة حزيران 1967.

بدأ الجيش الصهيوني في مهاجمة القطاع عام 1967 وتقدمت البلاغات إلى كل العاملين في حركة القوميين

العرب لأخذ الحيطة والحذر فعمد الشهيد يوسف إلى تغيير اسمه إلى “يوسف الخطيب”، فأصبح يحمل اسماً

ثانياً فساعده ذلك على التنقل بحرية في أرجاء الوطن وفي السفر إلى الخارج.

عمل الشهيد ضمن مجموعات حركة القوميين العرب ولاحقاً مجموعات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

وواصل مع رفاقه تسديد الضربات الموجعة للاحتلال حتى بداية السبعينات وفي تلك الفترة كان يوسف

مع رفاقه يشكلون مدرسة العمل العسكري والسياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة.

الشاطئ:

كانت القنبلة الصديق الوفي ليوسف، كان قد خبأها ليل أن قامت قوات الاحتلال بحملة هستيرية ضد قوات

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة تركزت على مخيم الشاطئ شنت خلالها قوات الاحتلال

حملة مداهمات واعتقالات فاعتقلت أكثر من 72 رفيق وأخضع المخيم إلى نظام حظر التجول.

استطاع رفيقنا الإفلات من حصار مخيم الشاطئ وتنقل ما بين مخيم جباليا والشاطئ تحميه الخنادق التي

كانت أعدت مسبقاً للمقاتلين، وظلت المقاومة متصاعدة ولمع اسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كمنظمة

سياسية عسكرية تنمو بسرعة، وكان لرفيقنا الشهيد دوراً في إبراز الهوية السياسية والعسكرية للجبهة

فاستحق التقدير والاحترام من رفاقه وجماهير شعبه.

المطارد:

أصبح الرفيق يوسف مطلوباً لقوات الاحتلال، ووسائل الاعلام الصهيونية تعلن عن مكافأة مليون “ليرة” لمن

يدلي بمعلومات عن يوسف، قوات الاحتلال تفتش عنه في كل مكان وتداهم العديد من البيوت وتلاحق كل

من يحمل اسم يوسف غبن، فيما رفيقنا يتجول بحرية باسم “يوسف الخطيب” ويتوجه إلى أريحا ومنها إلى

عمان يلتقي قيادته ويعود بنشوة الانتصار من مخيم الوحدات إلى القطاع، ليواصل بناء قواعد العمل العسكري الجبهوي.

الرابع والعشرون من نوفمبر:

ظل سعداوي مكافحاً صلباً ، متنقلاً بين أزقة المخيمات والبيارات طول فترة مطاردته مع رفاق دربه الذين سبقوه

والذين لحقوا بموكبه، كانت ليلة الرابع والعشرين من نوفمبر هي بداية الخلود للشهيد فقد حاصرت قوات الاحتلال

الصهيوني مخيم الشاطئ وشنت حملة عسكرية هي الأعنف غي تلك الليلة وبينما كان رفيقنا إلى جانب الرفيق

“جيفارا غزة” يتلمسون طريقهم نحو تنفيذ إحدى العمليات الفدائية فوجئا بوابل من الرصاص ينهمر عليهما، بدأ

يوسف وجيفارا بإطلاق النار على الدورية التي تحاصر المكان ، عملية بطولية وملحمة تاريخية يخطها الخالدان

على مدى أربع ساعات متواصلة، لا يتوقف أزيز الرصاص ولا فرقعات القنابل.

اقرأ المزيد:الشهيد محمد عودة

زر الذهاب إلى الأعلى