شهداء الأمةقصص الشهداء

الشهيد وجدي الصائغ :

 

ولد الشهيد وجدي الصائغ في بلدة شارون قضاء عالية عام 1966في أسرة متواضعة , تلقى علومه في أزقة قريته شارون واستطاع أن يحظى بصداقات حيث أحبّه كل من عرفه .

انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ بدايات شبابه , ومالبث أن التحق  بالجناح العسكري للحزب ,وخضع مع رفاقه إلى العديد من الدورات العسكرية كان أهمها في المتن الشمالي .

في مساء 13/آذار /1985أطل وجدي في نشرات الأخبار المسائية يقول :” أنا الشهيد وجدي الصائغ عمري 21 سنة قررت أن أنفذ هذه العملية الاستشهادية إيمانا” مني بأن مسؤولية تحرير الجنوب من العدو الصهيوني لاتقع على عاتق الجنوبيين فقط , وإيماتا” مني بأن تحرير الجنوب والبقاع الغربي وراشيا هو واجب وطني وقومي , كما أن تحرير فلسطين هو واجب وطني وقومي , ورفضا” مني لمنطق استفراد الجنوب أو أي منطقة من مناطقه وإيمانا” مني بأن العدو الاسرائيلي هو عدو أمتي وأن أبناء الجنوب هم كأبناء بلدي وأبناء شعبي وأنّي على طريق قائد مجموعتي الشهيد البطل نضال الحسنية وعلى درب حسن درويش وبلال فحص ونزيه قبرصلي وعبد الله الخيري وفؤاد صالح والشيخ راغب حرب وشهداء سحمر أقدمت وقدّمت ورددت الوديعة إلى أمتي لأنني أقسمت معهم أننا لن ندع العدو الصهيوني يرتاح .

وصيتي إلى رفقائي وأبناء شعبي وأهلي وإخوتي أن يكملوا المسيرة وأطلب ياأمّي المعذرة إذا ما تركتك دون استئذان تلبية لنداء أمتي وحد ة بنادقنا شرط أساسي لانتصارنا في حرب التحرير القومية “.

يقول أحد مسؤولي جهة المقاومة الوطنية :” هو ابن الحزب منذ طفولته كان الحزب بمثابة أهله وقد شارك في جميع معارك الحزب  منذ كان شبلا” وكان متأثرا” جدا” بأعمال المقاومة الوطنية وخاصة الانتحارية وكان مثاله الشهيد البطل نضال الحسنية أحد أبطال المقاومة والذي كان يحبه كثيرا” وكانت أمنيته أن يستشهد في عملية ضد العدو الصهيوني .

التحق وجدي بالمقاومة وقام بعمليته عن قناعة وإصرار منه رغم محاولاتنا إقناعه بعمليات أخرى دون الطابع الاستشهادي , كان ينظر إلى المقاومة بأنها ملك لكل الشعب , وقبل تنفيذ العملية قلت له ضيعتك ليست محتلة وأنت لاتتعرض لمضايقات العدو بشكل مباشر فلماذا هذا الاصرار على العملية الاستشهادية فأجاب :”هذا العدو ليس عدو ضيعتي ولاطائفتي أو أية طائفة أخرى بل هو عدو أمتي “.

كان الشهيد وجدي يتمتع بأعصاب باردة جدا” عندما كان يتدرب على تنفيذ العملية , وقد عاش ماقبل مرحلة التنفيذ فترة صعبة جدا” بعد تأجيل توقيت العملية لاعتبارات أمنية مما جعله يعيش حالة انتظار صعبة وخاصة بعد أن علم أن العدو ينوي الانسحاب فاشتد إصراره بشكل عجيب واستعجل علينا التنفيذ كي يلقن العدو درسا” لن ينساه ”

 

في 13/آذار /1985 وعلى طريق جزين  – كفر حونة اقتحم فتى الجبل الشهيد البطل وجدي الصائغ بسيارة مرسيدس محشوة بمايزيد على مئة كيلو غرام من مادة (TNT)  شديدة الانفجار رتلا” للعدو الصهيوني كان مغادرا” بلدة جزين تتقدمه سيارة جيب في داخلها ضابط وجنديان وفجّر نفسه مماأدى إلى تدمير سيارة الجيب واحتراقها و وتدمير ناقلة جند مدرعة وقتل من فيها وقدرت خسائر العدو بثلاثين جنديا” , وتناثر وجدي في حقول الجنوب سنابل تتفتح في كل آذار ليزهر الجنوب بدماء الشهداء .

زر الذهاب إلى الأعلى