الشهيد هاني محمود أبو سخيلة
الشهيد هاني محمود أبو سخيلة
الميلاد والنشأة
ولد هاني محمود أبو سخيلة “25 عاماً” في مخيم جباليا بتاريخ 24-12-1978م ، ونشأ وترعرع في
أحضان أسرة تعود جذورها إلى قرية ” برير ” التي طردت منها عام 1948م ، متزوج وأب لطفل عمر
3اشهر ، و أكتسب من عائلته العادات والتقاليد الإسلامية ، كان نعم الأب و نعم الإبن ، تتكون عائلته
من سبعة أبناء بالإضافة الى الأب و الأم ، وهم أربعة أبناء و ثلاثة بنات ، و تميز الشهيد بحبه و
مساعدته للآخرينمن جيرانه و كل من يعرفه على نطاق محيطه الإجتماعي ، وكان محباً لوالديه و
باراً بهما ، وكان يبرهما رغم مطاردته من السلطة الفلسطينية ، و العدو الصهيوني ، لذلك كان يقول
“ان عملي لله ولا ابتغي غيره ” . وكان لا يحب الظلم و يأبى إلا ان يكون نصير المستضعفين .
تعليمه ودراسته
تلقى شهيدنا المجاهد تعليمه و جميع مراحله الدراسية في مدارس وكالة الغوث الدولية في مخيم جباليا ،
فدرس دراسته الإبتدائية في مدرسة “أبو حسين الإبتدائية أ ” ، و درس مرحلة دراسته الإعدادية في
مدرسة ذكور جباليا الإعدادية “ب” ، و توقف عن مشواره الدراسي لغاية الصف الثالث الإعدادي .
في حماس و كتائب القسام
التحق الشهيد القائد هاني في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس في بداية عام 2002م ،
فكان مثالاً للشباب المسلم في كرمه وشجاعته ، وكان يحب إخوانه ابناء حماس حباً شديداً ،
ويدافع عنهم في كل المواقف والأزمات .
التحق الشهيد هاني في كتائب الشهيد عز الدين القسام ،عام 2002م ،أيضاً و تحديداً بعد استشهاد
أربعة من مجاهدي كتائب القسام في صد اجتياح مخيم جباليا ، وهم الشهيد يوسف أبو القمصان ،
والشهيد نبيل ابو القرع ، و الشهيدين الشقيقين هاني و محمد أبو سخيله . فالتحق في إحدى
المجموعات المجاهدة في مخيم جباليا .
مشواره الجهادي
وبدأ القائد مشواره و عمله الجهادي في وحدة تصنيع وإطلاق الصواريخ القسامية ، وفي كل
مهمة جهادية لإطلاق صواريخ القسام “1-2” على مغتصبات العدو الصهيوني في منطقة شمال غزة،
كمغتصبة اشدروت ، وإيلي سيناي ، ونسانيت ، ودوغيت ، كان الشهيد هاني يكون مشاركاً فيها و
على رأس المجموعة ، وبجانب عمله في وحدة الصواريخ القسامية ، عمل في مجال تصنيع العبوات
الناسفة وقذائف الهاون ، والأحزمة الناسفة ، والقنابل اليدوية
أوصى بأن يخرج ابنه استشهادياً
ووصلت قوة ايمانه و شجاعته ، أوصى أحد الإخوة المجاهدين المقربين منه ان يرسل ابنه اسلام
استشهادي في احدى العمليات الإستشهادية بعد ان يكبر و يشتد عوده و يصل الى سن الشباب ،
ووضع هذا الامر امانة في عنقه . ومن شدة حبه للعمل الجهادي وحرصه على نشره في جميع أرجاء
أرض فلسطين المسلمة ، تمنى الشهيد هاني بأن يذهب إلى الضفة الغربية ليوسع نطاق العمل
الجهادي هناك رغم خطورة الأوضاع في الضفة .
أيامه الأخيرة قبل الإستشهاد
قبل استشهاد القائد المجاهد هاني بعدة أيام ، و تحديداً في أيام عيد الأضحى المبارك ، زار الشهيد
هاني أقاربه ، ووزع الهدايا ، و المال ، و كان يقول لمن يزوره من أقاربه ان هذا العيد سيكون آخر عيد له
بينهم .وقبل استشهاده بساعات في منتصف الليل ، كان الشهيد هاني في زيارة ، لوالدة الشهيدين هاني
و محمد ابو سخيله ابناء عمه ، بعد عودتها من الديار الحجازية ، بعد اداء فريضة الحج ، و بعد ان اطمأن
على صحتها ، خاطبها قائلاً :”هل دعوتي لي وانت في الحج” ، فردت عليه قائلة:”دعوت لك بان يحفظك
الله ، و يمد في عمرك ، و يبارك فيك و في جهادك ، فبادلها الحديث قائلاً :” ألم أوصيك بأن تدعي لي بأن
يرزقني الله الشهادة “.
تعرض للاغتيال مرتين
نجا الشهيد القائد هاني “الزعيم” من الاغتيال والاستشهاد على يد الجيش الصهيوني مرتين ، المرة
الأولى كانت ، أثناء مشاركته في صد الاجتياح الصهيوني لمدينة بيت حانون ، يوم الأربعاء 9-4-2003م
فكان ضم مجموعة من مجاهدي القسام ، و كان من ضمنهم اعز اصدقائه الشهيد رامز التلمس ، الذي
لقب بإسم “حوت القسام” .
حيث كان الشهيد هاني يحاول تثبيت صاروخ من نوع البتار ” مضاد للدروع” على شارع صلاح الدين ،
لإطلاقه على احدى الدبابات الصهيونية التي كانت متمركزة على شارع صلاح الدين ، و أثناء قيام
المجاهدون بتثبيت الصاروخ ، رصدت تحكاتهم الدبابة الصهيونية ، فأطلقت عليه قذيفة مسمارية ،
أدت الى استشهاد رامز التلمس ، و اصابة الشهيد أبو سخيلة في ساقة ، اصابة بالغة ، حالت
دون مواصلته لمهامه الجهادية عدة أشهر ، و بعد ان تعافى الزعيم من الإصابة ،انطلق بقوة و عزيمة
و إرادة قسامية صلبة لمواصلة مهامه الجهادية.
مشواره الجهادي
و اطلق العديد من صواريخ القسام على مغتصبات العدو في المنطقة الشمالية،فكانت محاولة اغتياله
الثانية ، بالقرب من المقبرة الشرقية مع أحد المجاهدين حيث استهدفت سيارتهم من قبل صواريخ
طائرات الأباتشي ، فتمكن المجاهدان من القفز من السيارة قبل وصول الصواريخ اليها ،
فأصيب الزعيم مرة اخرى في ساقه ، و أصيب المجاهد الآخر اصابة بالغة ، و لا يزال يعاني من اصابته .
عملياته الإستشهادية النوعية
الشهيد القائد هاني له من مواقف البطولة والشجاعة ما يعجز الإنسان عن وصفها، فقد خرج الشهيد
يوم زفافه ليشارك في العملية الاستشهادية الكبيرة التي نفذها الاستشهادي محمود العابد وقتل بها
3 جنود وأصيب بها العديد منهم، وشارك في العملية البطولية التي نفذت بالاشتراك مع سرايا القدس
وكتائب الأقصى وقتل فيها أربعة جنود في معبر بيت حانون، وشارك أيضاً في العملية الأخيرة التي نفذتها
الاستشهادية ريم الرياشي وقتل فيها أربعة جنود وأصيب أكثر من 10 جنود.
الإستشهاد
في ساعات الفجر الأولى يوم الأربعاء الموافق 11-2-2004م ، و تحديداً في تمام الساعة4 ونصف فجراً ،
تسللت مجموعة من الوحدات الخاصة الصهيونية الى منطقة حي الشجاعية شرق غزة ، و حاصرت منزل
يعود لعائلة أبو حسنين ، فشاع الخير و انتشر بين المجاهدين ، الذين توجهوا على الفور الى مكان تسلل
الوحدات الخاصة و اشتبكوا مع المجموعة حتى تمكنوا من محاصرة المجموعة الخاصة.
وحين أصبحت القوات الخاصة تحت مرمى نيران أسلحة المجاهدين ، توغلت عشرات الدبابات الصهيونية في
المنطقة لمساعدة القوات الخاصة على الإنسحاب ، فعلم القائد المجاهد هاني بالأمر ، فحاول الإتصال
بمسؤله العسكري ليستأذنه بالتوجه الى منطقة الشجاعية ليساند اخوانه المجاهدين في صد الإجتياح
فلم يتمكن من الإتصال به ، فتوجه بنفسه الى ساحة المعركة في الشجاعية .
.