الشهيد نهاد خالد أبو غانم
إنها الذكريات تتجدد، وذكرانا اليوم مع قائد عشق الجهاد وعاش مطارداً حتى نال شرف الشهادة، إنه القائد نهاد أبو غانم، هذا المطارد الذي لقن الصهاينة دروساً قاسية، صاحب البطولة والفداء، فارس الشهادة وعاشقها.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد القائد نهاد خالد أبو غانم (أبو خالد) يوم 7 يناير (كانون الثاني) 1979م في قرية برقين غرب جنين،
درس في مدارس برقين وأنهى تعليمه الثانوي فيها، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة النجاح الوطنية بنابلس،
لكنه لم يصبر هناك، وبعد سنة انتقل لجامعة القدس المفتوحة، ودرس سنتين قبل أن تطارده قوات الاحتلال،
تتكون أسرته من الوالدين وثلاثة أشقاء وشقيقتين.
صفاته وأخلاقه
بدأت والدته بالحديث إلينا وهي تنظر في صوره التي ملأت جدران غرفة الضيوف في بيت شقيقه،
وتصفه قائلة:” محبوب من الجميع، ولم يعرف طبع الكره، حرص على رضاي ورضا والده، وكثيرًا ما
ساعدني في أعمال المنزل، حافظ على صلاة الفجر منذ نعومة أظافره، وحضر في صغره جلسات
التجويد وعلوم القرآن، له شخصية قيادية، وأحب مساعدة الآخرين”. تكمل الوالدة:” في الثالثة عشرة
من عمره حينما يعود للبيت بعد رشق الحجارة على اليهود، يجلس ويحدثني عن الشهادة وفضلها،
ويطلب مني أن أدعو له بالفوز بالشهادة، لا يجلس أي مجلس يذكر فيه عيوب الناس، كريم الأخلاق،
لا يخاصم أحدًا، ولد واستشهد ولم يحدث أنه عمل أي مشكلة، كما تميز بالغموض الشديد”.
مشواره الجهادي
بدأ مشواره الجهادي بعد استشهاد الشيخ القائد محمود طوالبة بعد معركة مخيم جنين في أبريل2002م،
وعندما علم بالخبر بكاه وحزن عليه حزنًا شديدًا، وبعدها بدأ يتردد على المخيم، وهناك بدأ مشواره
الجهادي مع جنود سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
تقول والدته:” كنت أستيقظ عليه فأجده مستعدًا في منتصف الليل عندما يعلم عن دخول جيش الاحتلال
أو قواته الخاصة”. اعتقل شهيدنا القائد نهاد في سبتمبر (أيلول) 2002م بعد مداهمة منطقة وادي برقين
هو والأسير القائد في سرايا القدس محمد أبو طبيخ والمحكوم بالمؤبد والأسير المجاهد أحمد صبح
الذي حكم عليه عشر سنوات، أثناء اختبائهم في أحد الجبال بعد مطاردة لمدة أشهر، وأمضى على
إثرها 33 شهرًا متنقلاً بين سجون الاحتلال.
بعد الإفراج عنه طورد بتهمة تسليح مجموعات عسكرية في المخيم إلى جانب الشهيد المجاهد
أحمد حسام الطوباسي، وتشكيل خليه عسكرية فعالة لسرايا القدس، ومنهم الشهداء الأبرار علي
أبو خزنة ولؤي السعدي وإلياس الأشقر ومعتصم جعار وخالد أبو صقر وطارق أبو غالي ومجاهد أكر
م السبع إلى أن استشهدوا ولحق بهم.
موعد مع الشهادة
رأته للمرة الأخيرة قبل استشهاده بأربعة أيام عندما أفطر عند أحد الجيران في رمضان، أرسل لشقيقته
بأنه يريد رؤيتها، وبالفعل اجتمعت الأم والأبناء لأول مرة منذ عدة شهور. وفي يوم استشهاده 16 أكتوبر
(تشرين الأول) 2005م في رمضان كان معزومًا على الإفطار في بيت الشهيد المجاهد أحمد الطوباسي
المطلوب لقوات الاحتلال في حينها، وقبل وصوله بربع ساعة إلى المخيم قادمًا من قباطية وعلى مفرق
الشهداء برفقة الشهيد المجاهد مجاهد أكرم السبع، تفاجآ بسيارة للقوات الخاصة بجانب مقبرة الشهداء
العراقيين، وعلى جهة اليمين دخلة قرية مثلث الشهداء، فدخل بسيارته بسرعة، فاصطدمت السيارة بأحد
الأسوار، فاقترب عجوز من باب السيارة، فقال له الشهيد المجاهد نهاد: ابتعد من هنا أود الاستشهاد،
ولا أريد أن تتأذى، ثم استدار الشهيد المقدام نهاد وخرج من السيارة ودخل في اشتباك مسلح جريء
مع القوات الخاصة الصهيونية أسفرت عن استشهاده وإصابة عدد من القوات الخاصة ليلاقي ربه صائمًا
ويدخل الجنة بإذن الله من باب الريان الذي لا يدخله إلا الصائمون.
اقرأ المزيد:الذكرى ال66 لمجزرة كفر قاسم