الشهيد مصطفى فيصل أبو سرية
ميلاد فارس
ولد الشهيد مصطفي لأسرة لجأت لمخيم جنين بعد النكبة بعد اغتصاب ارضها في قرية زرعين وتلقى تعليمه في مدارس الوكالة بين اشقائه التسعة ليعيش مع والده واسرته ارهاصات اللجوء ومعاناة الشتات القسري الذي فرضه الاحتلال.
ومنذ صغره يقول فيصل ابو سرية والد الشهيد تميز بالصلابة والتمرد على الاحتلال ورباطة الجأش وقوة الارادة والعزيمة حتى لقبه اصدقاؤه وعائلته بالجبلي وهو اللقب الذي كان يحبه لانه يرمز للارادة والاصرار على تحقيق الهدف مهما كثرت الصعاب. ولذلك لم يتابع تعليمه في المرحلة الثانوية وانخرط في العمل الحر لمساعدة والده الذي يعمل موظفا في بلدية جنين. ومن ثنايا المخيم رضع الشهيد ابن سرايا القدس حليب المقاومة والجهاد فما ان اندلعت انتفاضة الاقصى حتى كان من اوائل من لبى النداء فدوما يقود المسيرات والمواجهات ويحث رفاقه على مقاومة العدو الغادر وحتى عندما اصيب برصاص العدو الغادر خلال العدوان على مدينة جنين في 11-9 بعد العملية الاستشهادية لسرايا القدس التي نفذها الاستشهادي محمد نصر في حيفا حيث اصيب بشظايا القذائف الصهيونية ورغم ذلك لم ينتظر شفاءه الكامل بل امتشق السلاح الذي احبه وشارك في عمليات المقاومة والدفاع عن المخيم.
وقال أمجد ان شقيقه تأثر جداً عندما استشهد رفيقاه اياد المصري وابراهيم الفايد فقد كان يخوض معهما اشتباكات مسلحة مع العدو حيث حاصر الرصاص مصطفى فتقدم الشهيدان لنجدته واسناده فألقى العدو عدة قذائف اصابت الفايد والمصري فاستشهدا واصيب هو بجروح. هذه الحادثة وما ارتكبه العدو من جرائم زادته تصميما على حمل رايتهما ومواصلة دربهما حتى نال امنيته بالشهادة فالكلمة الوحيدة التي كان يرددها على مسامع والدته امل عبد الحميد انني اريد الشهادة فلا تحزني او تبكي كما تقول بل افرحي وباركي شهادتي.
العملية النوعية
أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح عن تنفيذ أول عملية نوعية استشهادية في عمق الكيان الصهيوني على الرغم من الحصار والطوق العسكري والإجراءات الأمنية المشددة التي تخضع لها محافظة جنين والتي وصفتها المصادر الصهيونية بأنها عاصمة الاستشهاديين الذين حطموا نظرية الأمن الصهيونية.
في بيان مشترك قالت السرايا والكتائب أنه تأكيدا على وحدة الدم والنضال والجهاد الفلسطيني نفذنا العملية الإستشهادية البطولية المشتركة المزدوجة في قلب مدينة العفولة عبر هجوم مسلح شنه الإستشهاديان مصطفى فيصل ابو سرية 19 عاما من مخيم جنين وهو العضو في سرايا القدس وعبد الكريم عمر ابو ناعسة 20 عاما من مخيم جنين وهو عضو في كتائب شهداء الاقصى.
وكان التلفزيون الصهيوني قطع برامجه المعتادة في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف من ظهر الثلاثاء – بعد دقائق من بدء العملية- ليعترف أن فلسطينيين هاجما محطة الباصات المركزية في مدينة العفولة وفتحا نيران أسلحتهما الرشاشة باتجاه جنود الإحتلال والمستوطنين مما أدى لمقتل وإصابة عشرات الصهاينة، واعترفت المصادر الصهيونية أن المسلحين استمرا في إطلاق النار ورفضا الاستسلام رغم الحصار المشدد الذي فرض على المنطقة وواصلا الإشتباك مع أفراد الشرطة والجيش حتى لفظا أنفاسهما الأخيرة.