شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد محمود جودة

ميلاد الشهيد

ولد الشهيد محمود عبد الفتاح محمود جودة (أبو المحتسب) بتاريخ 18 – 4 – 1980م، في مخيم

جباليا شمال قطاع غزة، وسط أسرة فلسطينية ربت أبنائها على الإسلام العظيم وحب الجهاد و

فلسطين، وتعود جذور عائلته المجاهدة إلى بلدتهم الأصلية أسدود وهي إحدى البلدات الفلسطينية

عام 1948م عندما هجرت عصابات الإجرام الصهيونية أهلنا منها في ذلك العام، وعندما هجرت

عائلته أستقر العيش بها في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

كان  محمود جودة  البكر لوالديه بين خمسة ذكور واثنتين من الإناث، وتزوج في العام 2001م، برفيقة

حياته رغم  أنها كانت تعلم أنه مطلوب لقوات الاحتلال الصهيوني ولم تتردد هي وعائلتها في قبوله،

ورزقه الله تعالى بنتان وهما: بتول ونور السرايا.

درس الشهيد محمود جودة المرحلة الأساسية في مدارس مخيم جباليا للاجئين، والمرحلة الثانوية في

مدرسة أسامة بن زيد، وأنهى دراسة الثانوية العامة في مدرسة الشهيد أحمد الشقيري، وواصل تعليمه

الجامعي، فالتحق بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، لكنه لم يكمل تعليمه بسبب ملاحقته من قبل قوات

الاحتلال الصهيوني وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

شجاعاً صلباً

كان الشهيد أبو المحتسب شجاعاً صلباً لا يعرف الخوف في مواجهة أعداء الله وكان يتمتع بلياقة

جسمية عالية، وكان محبوباً من الجميع , وكانت معاملته حسنة مع والديه وأسرته وجيرانه،

وكان حريصاً على التواصل مع أسر الشهداء من رفاقه وتوفير كل ما يحتاجونه، وشهد له الجميع

بالتزامه بتعاليم الاسلام، وكان محافظاً على الصلوات الخمس في مسجد الشهيد عز الدين القسام

بمشروع بيت لاهيا، وكان ملتزماً في صيام النوافل منذ صغره، وكان من محبي لعبة المصارعة والتي

كان يمارسها في صالة ” السلام” الرياضية التابعة لمسجد القسام.

سجل الشرف الجهادي

انتمى الشهيد  محمود جودة لحركة الجهاد الإسلامي في منتصف التسعينيات، وشارك

في المهرجانات والمسيرات الشعبية التي كانت تقيمها الحركة، ولنشاطه السياسي والحركي

تعرض لعدة عمليات اعتقال على يد أجهزة السلطة الفلسطينية حيث اعتقل عام 1997م، من

قبل جهاز المخابرات الفلسطينية قبل ساعات من تجهيز نفسه لتمثيل فلسطين في الألعاب

الدولية في سوريا، واستمر اعتقاله مدة 7 شهور، وحال ذلك دون تحقيق حلمه بأن يكون أحد

أبطال العالم في الألعاب الدولية.

أصيب الشهيد محمود جودة مرتين في قدميه برصاص الاحتلال الصهيوني خلال الانتفاضة

الأولى، وذلك خلال المواجهات شبه اليومية بين قوات الاحتلال وجماهير شعبنا المجاهد.

التحق الشهيد محمود جودة في صفوف سرايا القدس منذ بداية انتفاضة الأقصى، حيث قدم نفسه

كاستشهادي ، وكان متحمساً للعمل العسكري بشكل كبير، حيث قام بتشكيل عدد من المجموعات

العسكرية لسرايا القدس في منطقة رفح، وكانت أول تجربة له في العمل العسكري كانت المشاركة

مع الشهيد مقلد حميد في إعداد وتجهيز الاستشهادي “نبيل العرعير” المنتقم الأول في انتفاضة

الأقصى بتاريخ 26/10/2000.

تقلد الشهيد أبو المحتسب وسام شرف قيادة سرايا القدس، وهو لم يبلغ بعد24عاماً وذلك نظراً

لخبرته وشخصيته وحنكته العسكرية المميزة التي كان يتمتع بها منذ طفولته وحتى لحظة مرافقته

للشهيد القائد مقلد حميد، وتميز بعلاقات اجتماعية كبيرة فقد كانت تربطه علاقة قوبة جداً بالشهيد

مقلد حميد وشادي مهنا من قادة سرايا القدس كما كنت تربطه علاقة قوية بالشهيد القائد أيمن

الدحدوح والشهيد أمين الدحدوح والشهيد هاني أبو سخيلة والكثير من قادة وشهداء

سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية.

قاد الشهيد جودة المجموعات والخلايا المكلفة بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، كما كان يشارك

بنفسه في زرع وتفجير العبوات وإطلاق قذائف الأر بي جي، وكان يتابع كافة الأمور الميدانية

لمجموعات سرايا القدس في مناطق (بيت حانون، جباليا، الشاطئ، الزيتون، النصيرات، دير البلح،

رفح)، و كان على اتصال مباشر مع عدد من خلايا سرايا القدس في الضفة الغربية، ويتابع

معهم كيفية تنفيذهم للمهمات الجهادية وإصدار البيانات العسكرية، كما أشرف على العديد من

العمليات الجهادية والتي كان آخرها تجهيز الاستشهادي عبد الحميد خطاب بتاريخ 27/2/2004م

أي قبل استشهاده بيوم واحد فقط .

موعد مع الشهادة

موعد الرحيل في تمام الساعة8 مساء يوم السبت الموافق 28/2/2004، بعد ان أطلقت

طائرات الغدر الصهيونية صواريخها اتجاه السيارة التي كان يستقلها القائد محمود جودة والقائدين

أيمن وأمين الدحدوح، في شارع الصفطاوي شمال قطاع غزة، فارتقى القادة إلى علياء المجد والخلود

بعد رحلة عطاء سطروها بدمائهم وأشلائهم الطاهرة، واستشهد في القصف عدد من المواطنين

واصيب آخرين، ليستريح القائد ويخلفه ألف قائد يواصل الطريق نحو تحرير أرض فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى