شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد محمد كزيد فيصل البسطامي

شهيدنا بين السطور ..

محمد كزيد فيصل البسطامي ، ابن التاسعة عشر ربيعا من مواليد مدينة نابلس لأسرة متدينة معروفة

بأخلاقها الطيبة في المدينة ، تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة المعري وظافر المصري والثانوي

في مدرسة قدري طوقان ثم انتقل لجامعة النجاح الوطنية في كلية المجتمع ليتلقى تعليمه في برمجة الحاسوب ..

ترتيبه الثالث بين اخوته وأخواته وله أخ آخر وخمس أخوات ..

شاب عشق المساجد منذ صغره ونشأ بها ،ففاز بـ( وشاب نشأ في طاعة الله)،وأدرك معنى( وبالوالدين إحسانا )

فكان مرضياً منهما لطاعته العظيمة لهما وحرصه على راحتهما .. فطوبى لمن نال رضى الوالدين وحبهما الكبير..

كان شهيدنا محمد شابا مطيعا محبوبا صاحب معنويات عالية ، ويحب عمل الخير والتطوع وخدمة الجار ويشهد

له جميع جيرانه بذلك ، يحب الصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر ..

يوم تنفيذ محمد لعمليته :

حديث والده خرج محمد من المنزل صباح البارحة – يوم تنفيذ العملية – ليؤدي امتحانا في كليّته ،

وتأخر عن البيت ولم يعد فاتصلت عائلته على جواله عدة مرات ولكنه لم يجب ، ولم تظهر عليه أي

علامة أو أي شيء غير طبيعي ، فقد كان تصرفه في الصباح بشكل طبيعي جداً ..

ولم يشك أحد مطلقاً بأنهذاهب لأي مهمة أو عملية.. وفي بعد صلاة المغرب وردنا اتصال هاتفي من

شخص مجهول عرّف على نفسهبأنه من كتائب الشهيد عز الدين القسام وأخبرنا بأن محمد هو الذي

نفذ عملية أرئييل ظهر أمس .. فقلت الحمد لله .. حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

كان ليلة تنفيذ العملية جالسا مع والدته يشرب معها كوبا من الشاي، وبعد حديث مع والدته طلب

منها أن ترضى عليه كثيرا وتدعوا له ، حيث ترضّت عنه والدته كثيرا ودعت له .. وقد استغربت من ذلك

وقالت له لماذا كل ذلك ..فلم يخبرها محمد بشيء وقال لها : لا شيء أحب أن ترضي علي وتدعي لي ..

وقد كان يلمّح لأمه أحياناعن حبه للشهادة ويطلب منها أن تدعوا له بذلك ..

أنه ليلة تنفيذه للعملية وجدته أمه في منتصف الليل قائمامصليا يدعو ربه بشغف وحرقة ..وقد صام النصف الأول

من شعبان ، وهو من المداومين على صيام النوافل بكثرةوصباح يوم تنفيذه للعملية طلب منها صورة له ،

فقالت له لماذا فقال : أريد أن أعطيها لحبيبتي !! فقالت له أمه ومن هي؟؟ فأجابها : إحدى حوريات الجنة ..

ثم مازح أمه وضحك معها وذهب ..

رحل مجاهدنا عن الدنيا الزائلة

للحياة الباقية بكل عزة وشموخ وإباء .. رحل عنها وقد أذاق العدو درسا جديدا في المقاومة وأن شعبنا

لن تلين له قناة في جهادهم والتصدي لهم ، وان شعبنا ومجاهديه تتفجر لن يألواجهدا في ابتكار أساليب

ووسائل جديدة في مقاومة المحتلين وسيجعلونهم لا يأمنوا حتى في مناماتهموأحلامهم فضلا عن شوارعهم

وحافلاتهم وحصونهم ..

إنه المجاهد القسامي الذي أقسم على أن لا يلقى الله عز وجل إلا بعملية نوعية كبرى تهز أركان الصهاينة

وتزلزل أقدامهم.. ومن سأل الله بصدق كان له ما أراد ، فكانت تلبية الله عز وجل لدعائه قريبة وكما تمنى فها

هو يقوم بعملية استشهادية نوعية حطمت الأمن الصهيوني في أعتى معاقله واختار هدفه بدقة وعناية ليفجر

عبوته ويجعل من جسده قنبلة تفتت أجساد الصهاينة المغتصبين لأرضنا تفتيتا .. وتجعلهم يذوقون مرّ الكأس

ويقتحم عليهم حصونهم ويكون الهدف مجموعة من الضباط الكبار في الجيش الصهيوني وجنوده الجبناء ..

فجندل منهم أكثر من ثلاثين قتيلا وجريحا منهم القائد الصهيوني الميجر في الجيش الصهيوني الذي قاد ألوية

الجيش الصهيوني في حرب لبنان سنة 1982م لإسقاط واحتلال قلعة شقيف  .. فأسقطه مجاهدنا أشلاءا ليكون

رسالة للصهاينة بأن مجازركم وحربكم لن تمر دون عقاب مهما طال الزمن ومهما توالت الأيام فالدائرة ستدور عليكم

وأصبحت الآن في هذه الأيام ، وما هو آتٍ سيكون الأقوى بإذن الله عز وجل ..

زر الذهاب إلى الأعلى