شهداء فلسطين

الشهيد محمد سمير المصري

 ميلاد الشهيد ..

ولد محمد سمير المصري في الثاني من شهر مارس لعام 1983م في مخيم المغازي

وسط قطاع غزة، وقضى طفولته حتى سن السابعة في المخيم، ومن ثم انتقل مع عائلته

للسكن في حي الدرج بمدينة غزة. وتميز الشهيد محمد هادئا ومحبوبا ومميزا بين أقرانه

الأطفال، كانت علاقته بوالديه قائمة على الحب والطاعة، وكان يسهر بجانب والديه إذا مرض

أحدهما يخفف عنهما، ويقدم لهما الرعاية، وحنونا على إخوانه، ولم يكن يرفض طلب أحد منهم

إذا احتاج إلى مساعدته أو مشورته، ويحثهم دائما على طاعة الله، ويزرع في نفوسهم حب

الدين والوطن، وقد خطف المجاهد أنظار وإعجاب جميع أقاربه وجيرانه بأخلاقه المميزة،

والتزامه في المسجد منذ الصغر، فكان محبوبا بينهم.

التلميذ المجتهد

انضم شهيدنا في المرحلة الابتدائية لتلاميذ مدرسة ذكور المغازي الابتدائية، ومن المتفوقين

والأوائل فيها، ومن ثم انتقل إلى مدرسة ذكور الفلاح الإعدادية بمدينة غزة، وأكمل دراسة

الثانوية العامة بمدرسة فلسطين، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة في الفرع

العلمي بمعدل عالٍ 94,8% أهلّه فيما بعد للالتحاق بقسم الهندسة الكهربائية في كلية

الهندسة في الجامعة الإسلامية.

دربُ الحبِّ للمسجد

تعلق قلب محمد بالمسجد منذ صغره، حيث التزم في مسجد عز الدين القسام، وتربى

بين أركان المسجد، وشارك في إعادة بناءه، ويعتبر من أكثر الملتزمين في المسجد،

وشارك في العديد من النشاطات والفعاليات وأشرف عليها، فكان أميراً لعدد من اللجان،

وهي: التربوية، والاجتماعية، والثقافية، بالإضافة إلى اللجنة الدعوية، كما شارك في الأنشطة

الرياضية في المسجد، وتميز في رياضة التنس التي تعلمها من والده.

انضمامه للعمل المقاوم

عمل محمد في بداية انضمامه إلى حركة حماس في لجنة العمل الجماهيري، حيث شارك

في العروض الجماهيرية والكشفية، وشارك في وضع الملصقات والشعارات في منطقة الدرج،

وكذلك في الزيارات والعمل الاجتماعي للحركة.

المهندس المجاهد حب المقاومة والجهاد في سبيل الله كان حاضراً في نفس الشهيد المهندس

محمد المصري منذ طفولته، حيث عايش الانتفاضة الأولى وما تعرض له الشعب الفلسطيني من

ممارسات واعتداءات من قبل الصهاينة، ولازمه هذا الحب حتى أصبح شابا يافعا، ليلتحق بصفوف

كتائب الشهيد عز الدين القسام في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة وذلك في

عام 2001م. تميز بالسرية والكتمان في عمله الجهادي، والتزم التزاماً

شديداً برباطه على الثغور، وشجع إخوانه المجاهدين على الرباط، وأثناء توليه مسؤول

فصيل في وحدة المرابطين اعتبر إخوانه المجاهدين كأبنائه؛ وحرص عليهم وتركهم

يستريحون ويظل ساهراً عليهم لا يغمض له جفن كما شهد له زملاؤه بهذا، وعاملهم بكل

حب وإخاء.

أمير سلاح الهندسة

تخصص الشهيد المهندس في وحدة الهندسة في الكتائب، سيما أنه حاصل على شهادة

البكالوريوس في الهندسة، وهذا ما أهله ليكون أميرا لسلاح الهندسة، وقام بتدريب إخوانه

المجاهدين على العديد من الأسلحة العسكرية، وكيفية تركيب وتفكيك الأسلحة المختلفة

وآلية عملها، وعمل على صيانة الأسلحة، كما عمل شهيدنا المجاهد في دائرة تصنيع الصواريخ.

مشاركاته الجهادية

شارك محمد في التصدي للعديد من الاجتياحات الصهيونية لمنطقتي الشجاعية والتفاح، وتقدم

الصفوف لمواجهة القوات الصهيونية، كما شارك في قصف مغتصباتالعدو الصهيوني بصورايخ القسام

وقذائف الهاون.

 البطل محمد المصري عريس

ذهب إلى الحلاق فحلق شعر رأسه، وعاد إلى البيت واغتسل، وقد لاحظ أهل بيته نورا

يشع من وجهه، وخاطبه الجميع قائلين: “كأنك العريس في ليلة عرسه” فأجابهم قائلا:

“وأنا أشعر بأنني عريس وسأزف قريبا” وأخذ يقبل أيدي والديه.

حرص الشهيد أبا عبيدة على إرضاء والديه في يوم استشهاده، فكان بين يديه يومها أول راتب

يتقاضاه من جهاز الأمن والحماية؛ بعد أن أنهى دراسته الجامعية، وأعطى الراتب كله لأبيه

وقبل يديه وعانقه وشكره على تعبه معه طول دراسته وحياته.

ليلة استشهاده

في اليوم الذي صعد فيه حجاج بيت الله الحرام جبل عرفة لأداء مناسك الحج، يوم الجمعة

29-12-2006م، كان محمد يؤدي مهامه الجهادية في جهاز التصنيع برفقة ستة من إخوانه

المجاهدين في منزل أحد إخوانهم، يقومون بتجربة جديدة في التصنيع، وقد حدث خطأ في

هذا العمل تسبب بحدوث انفجار كبير، مما أدى إلى استشهاد المجاهد محمد سمير المصري

والشهيد المجاهد حسام رفيق الزميلي، والمجاهد سامي حسونة عفانة.

اقرأ المزيد:أحمد دراغمة استشهد مشتبكًا ومدافعًا عن شعبنا

زر الذهاب إلى الأعلى