شهداء فلسطين

الشهيد محمد الفقيه “عنوان فلسطين “

 

محمـد الفقيه، الذي جدد إلى أذهاننا صمود الشهيد القائد عصام براهمة في قرية عنزة بمخيم جنين عام 1992م والشهيد الجنرال محمود طوالبة في اجتياح مخيم جنين في عام 2002م ، وأيضاً الشهيد القائد عبد الله السبع في بيت حانون شمال غزة عام 2003, ولا ننسى الشهيد محمد عاصي قبله بسنوات قليلة عام 2013م ، تلك الدماء التي سالت على أرض فلسطين هي طهارة القضية وصدق النهج وصوابية البوصلة نحو فلسطين نحو طريق القدس .

الشهيد محمد الفقيه

وُلد الشهيد الفارس المجاهد محمد جبارة الفقيه في قرية دورا في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، بتاريخ الرابع عشر من شهر يوليو عام 1987م.

يتصف الشهيد محمد بالغموض والهدوء الكامل ، وكان يحب كل الناس لا يكره أحد ، ولا يفشي أسراره لأي أحد ، وتميز بالتزامه وروحانيته ، وكان عنيداً على الحق، بسيطاً في تعامله مع الآخرين .

درس الشهيد محمد في جامعة النجاح الوطنية عام 2005م، بتخصص التربية الرياضية، وكحال أغلب الشباب الفلسطيني، فقد نغصَّت ملاحقات قوات الاحتلال له حياته الدراسية ، استمر بالدراسة لمدة عام واحد فقط .
بعد ذلك قامت القوات الصهيونية باعتقاله بتاريخ 20/9/2006م؛ بتهمة الانتماء لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي  في فلسطين من على حاجز حوارة ، وقد أتم حفظ القرآن الكريم أثناء فترة اعتقاله،
وأفرجت عنه القوات الصهيونية بتاريخ 12/11/2010م، بعد قضاء فترة محكوميته البالغة 4 سنوات وعشرة أشهر، وبعد الإفراج كانت أجهزة السلطة الأمنية له بالمرصاد، فاعتقل لديها عام 2011م، مدة 50 يوماً، على خلفية انتمائه ونشاطه في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

ثم أكمل دراسته وحصل على دبلوم في إدارة الأعمال من جامعة بوليتكنك فلسطين، وعلى البكالوريوس في ذات التخصص من جامعة القدس المفتوحة.

وكما اعتقلته الأجهزة الأمنية لمدة أسبوع واستدعته لمقابلة المخابرات ثلاث مرات خلال العام الجاري.

تزوج الشهيد محمد الفقيه في شهر 8 عام 2015 من فتاة من مدينة قلقيلية وزوجته حامل في شهرها الخامس .

عمل الشهيد محمد الفقيه في عدة أماكن كمحاسب وكان أخر عمل له في شركة الوطنية للاتصالات، ويمتلك بيتاً وسيارة، ومتزوج؛ أي أنه يمتلك من الشروط المادية ما يعجز عن توفيره 42% من الشباب الفلسطيني خريجي الجامعات العاطلين عن العمل حسب الإحصاءات ، وقد اختار طريق الجهاد والشهادة ليس لأنه من الفقراء وليس لأن حياته المعيشية سيئة ، قد اختار طريق الجهاد والاستشهاد لأنه طريق الصادقين مع  ربهم ومع الشهداء .

خلية عملية “عنتائيل”
يتهمه الشاباك الصهيوني بقيادة خلية عسكرية في منطقة الخليل، وعقب استشهاده كشف جهاز الشاباك الصهيوني أن الخلية التي كان يقودها الشهيد محمد الفقيه ، مسؤولة عن عملية “عنتائيل” البطولية.

حيث نَفذت الخلية في الأول من شهر يوليو الحالي، عملية إطلاق نار على طريق رقم(ظ¦ظ ) قرب مستوطنة “عتنائيل”، أدت لمقتل الحاخام ميخائيل مارك، وإصابة صهاينة آخرين.

يذكر أن الحاخام ميخائيل مارك هو المسؤول عن المدرسة الدينية في مستوطنة “عنتائيل”، ومن أقارب رئيس جهاد الموساد “يوسي كوهين”.

وكانت قوات الاحتلال أصدرت قرارًا في منتصف الشهر الجاري، بهدم منزلي محمد الفقيه ومحمد بريوش في بلدة دورا؛ وذلك لدورهما في العملية، فيما يتكتم الشاباك على باقي تفاصيل الخلية المقاومة.

شهادة مباركة
يذكر أن الشهيد محمد الفقيه ارتقى خلال اشتباك مسلح خاضه مع قوات الاحتلال الليلة الماضية لمدة سبع ساعات متواصلة، ليستشهد بعد أن هدمت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه في بلدة صوريف شمال الخليل حيث استخدمت قوات الاحتلال الطائرات والصواريخ المحمولة “الأنريجا”، والجرافات، وكل أنواع الأسلحة الممكنة، لهدم البيت الذي يتكون من أربع طبقات الذي تحصن فيه الشهيد محمد .

وقد اعتقل الاحتلال شقيقته ونجلها، بالإضافة لشقيقه وبعض أقاربه ، وكان أفرج عن أقارب آخرين اعتقلهم الليلة خلال الحملة العسكرية على البلدة ، بعد استشهاد محمد داهمت قوات الاحتلال بيت عائلة الشهيد وحققت مع جميع أفراد العائلة رجال ونساء ، حيث كان نبأ استشهاده مفاجئ لجميع أفراد عائلته وكانوا محتسبين شهادته عند الله تعالى بأنه كان استشهادي فدائي بمعنى الكلمة ، لم يجبن ولم يخف من جبروت الصهاينة ، ودافع عن وطنه وعن آخر قطرة من دمه ، وكأنه كان يقول يا رب خذ من دمائنا حتى ترضى ، هذا هو نموذج الاستشهاديين في فلسطين وثقافة الشهادة لرضى الرحمن .

وقد نعت معظم التنظيمات الفلسطينية الشهيد الفارس وباركت هذا العمل المقاوم من الشهيد محمد الفقيه ورفاقه المجاهدون، وكان قد أطل عبر الشاشات سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى الشهيد الجهادي اسماعيل زهري  ونعى الشهيد المجاهد : محمد الفقيه وقال السيد نصر الله “أننا إذا كنا نريد اليوم أن نبحث عن اسم لهذا الخيار الفلسطيني المقاوم سوف نجد اسم الشهيد محمد الفقيه من مدينة الخليل ببلدة صوريف  ، التي دخلها الإسرائيلي بمئات الجنود 750 ضابط وجندي ،و33آلية عسكرية وفوقهم مروحيات وطائرات استطلاع ، لاعتقال شاب فلسطيني واحد مقاوم فلسطيني واحد ، وعجزوا عن اعتقاله، قاتلهم وحده سبع ساعات ولم يستطيعوا أن يقتلوه إلا بعد أن دمروا المنزل على رأسه، محمد الفقيه هو عنوان فلسطين وخيار فلسطين وشعبها لذلك نحن لسنا قلقين على القناعة والوعي لدى الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني والشعوب التي واجهت ولكن من حقنا أن نقلق على ثقافة الأمة التي سيقومون بتضليلها ”

 

زر الذهاب إلى الأعلى