شهداء فلسطين

 الشهيد محمد السحلوب

الشهيد محمد السحلوب

حياة الشهيد في سطور

ولد البطل محمد السحلوب،بتاريخ 26/6/1981 وكان أول فرحة لوالديه بعد تأخر في الإنجاب

دام لأكثر من ست سنوات، وقضى”أبو أسامة” سنوات طفولته الأولى في مخيم النصيرات مع

الشهيد طارق دخان أحد قادة القسام الذي استشهد في الانتفاضة الأولى.

انتقلت عائلة الشهيد فيما بعد إلى منطقة المغراقة قرب مغتصبة “نيتساريم” الصهيونية، حيث قضى

الشهيد مرحلة النضج حتى الصف الخامس، ليلتحق بعدها في مدارس حي التفاح بغزة، وكان أميرا

للكتلة الإسلامية في المرحلة الإعدادية، وأكمل دراسة الثانوية العامة في مدرسة الشهيد عبد الفتاح حمود.

بعد أن أنهى دراسة الثانوية العامة سعى لتحقيق حلم أمه بأن يلتحق بالجامعة، فقد درس في الجامعة

الإسلامية بغزة عام 1999، وتخصص في كلية أصول الدين، وكان نشيطا في الكتلة الإسلامية، وأحد أعضاء

مجلس طلاب الجامعة. كان محمد صاحب ابتسامة لا تفارق وجهه، وكان مطيعا وبارا بوالديه، كما كان يعامل

إخوته الأصغر منه معاملة حسنة فيها الكثير من الاحترام لهم، والعطف عليهم، ويشعرهم دائما بالمسؤولية

كونه أكبر منهم.

اكتسب محمد من والده “الشيخ” الكثير من أصول الدعوة إلى الله، فضلا عن محافظته على صلاة الفجر

في المسجد أسوة بوالده، كما كان يحفظ سورة الكهف منذ صغره، وكان يحب تلاوة القرآن بصوته الندي.

التزامه بالمسجد

التزم محمد في مسجد عمر بن الخطاب بحي الزرقا في منطقة التفاح شرق غزة، وقد كان من المسارعين

إلى المسجد في أوقات الصلاة ، وكان يحزن كثيراً إذا لم يلحق الصف الأول في المسجد، وخصوصاً في صلاتي

الفجر والعشاء، التحق بالدعوة في بداية انتفاضة الأقصى لينتمي بعد ذلك إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وكان محمد يؤم المصلين في مسجد عمر بن الخطاب، وكان صوته عذبا في تلاوة القرآن، كما كان يشرف

على رحلات التحفيظ، كما عمل أيضا في أعمل صيانة المسجد من تنظيف وترتيب وغيرها من نشاطات.

أحبه أشبال المسجد كثيرا، لأنهم كانوا يرون فيه الأخ الكبير الحنون العطوف عليهم، فقد كان المجاهد

يدربهم على الكاراتيه والبوكسينج، وهي ألعاب قوى من هواياته بجانب الجري والسباحة حتى أنه طلب

الشهادة بالبحر مع أخيه وصديق دربه الاستشهادي محمود الجماصي، ولكن لظروفٍ ما لم يخرج مع

الاستشهادي محمود. وكان الشهيد محمد من أوائل المشاركين في جنازات الشهداء، لا سيما

الاستشهاديين منهم، وكان يأبى إلا أن يحمل جثامين الشهداء على كتفيه الطاهرين ليشتم رائحتهم

الزكية الفواحة، وكان يعمل على صب الشراب في أعراس الشهداء.

انضمامه للكتائب

انضم محمد إلى صفوف كتائب القسام في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى عام 2001م، حيث كثرة

العمليات في ذلك الوقت، فقد شاهد من هم أصغر منه سنا يعملون، ومن هنا انطلق حبه للجهاد والدفاع

عن المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وشارك في عدة مهام منذ انضمامه لصفوف الكتائب،

حيث أتم العديد من الدورات العسكرية المبدئية منها والمتقدمة.

خاض الشهيد محمد تدريبات شاقة في بداية عمله الجهادي، وكان بين صفوف المرابطين، ومن ثم تم

اختياره وبعد إلحاح منه ليتم تهيئته لعملية استشهادية، وقد أثبت نجاحه في هذا الأمر من خلال التدريبات

الشاقة التي خاضها الشهيد من إخوانه المجاهدين.

كان الشهيد محمد ذا نشاطٍ ملحوظ، حيث كان يخرج للرباط في غير أيام رباطه، وخلال الرباط كان شهيد

يقضي وقته بذكر الله وقيام ركعتين، وكان جل وقته في الرباط يرتل القرآن الكريم، ويحسن من صوته لأنه

كان دائم المشاركة في مسابقات القرآن الكريم، وكان أحمد جيد في قسم الدروع، حيث كان يجيد

حمل سلاح البتار، وقد شارك في عدة مهام منها صد الاجتياحات الصهيونية بعضها في حي الزيتون،

وفي شمال القطاع، وفي حي التفاح.

في ساح المعركة

كانت الساعة في يوم 19-2-2003م، قد تجاوزت العاشرة مساء، والهدوء يسود منطقة

غزة إلا من صوتٍ لطائرة التجسس الصهيونية، فجأة ارتفع رنين الهاتف الخاص بمحمد وإذ بأحد أصدقائه

يخبره بأن القوات الصهيونية قد شقت طريقها للتقدم نحو حي التفاح لمدينة غزة. وما كاد شهيدنا يغلق

الهاتف، وإذا بصوت إطلاق كثيف للنيران قد علا و بالفعل ارتدى شهيدنا البطل ملابسه العسكرية، حمل

العبوة الناسفة ذات الـ 70 كيلوجراماً، وخرج إلى أرض المعركة مقبلا غير مدبر، وبسرعة فائقة كانت العبوة

قد زرعت في المكان المحدد وفي انتظار دبابات العدو. وحين وصلت الدبابات إلى المنطقة كان كل شيء

على أتم الاستعداد، العبوة مجّهزة وبشكل دقيق، والشهيد ينتظر تقدم العدو الصهيوني، ويتربص في

منطقة غير بعيدة من مكان زرع العبوة، وتجتاز الدبابة الأولى وهو ثابت، والدبابة الثانية تمر وهو في

مكانه لم يحرك ساكنا حتى تقدمت الدبابة الثالثة ليضغط على مفتاح التفجير، ويحولها إلى فتات متناثر

من قوة الانفجار، وهذا ما أسعده كثيرا حتى كاد يطير فرحاً.

والشهادة بعد الفرحة

بعد أن فرح الشهيد محمد بأن وفقه الله عز وجل بتفجير دبابة صهيونية، جاءقدره  بأن يقضي محمد

شهيدا، فقد رصدته إحدى طائرات العدو الصهيوني بعد تفجيره للدبابة، وأطلقت النار صوبه، فحاول

الإفلات من نيرانها ولكن الرصاص كان أسرع منه وبشكل مباشر،  حيث أصابته الرصاصات في مقتل

ليرتقي شهيدا وهو يقاوم الاحتلال في شارع يافا بالقرب من المحطة،  وكان أصبع سبابته اليمنى

مرفوعا صوب السماء، ومفتاح التفجير بيده اليسرى

زر الذهاب إلى الأعلى