الشهيد مجدي محمد سمير بلاسمة
حكاية شهيد ..
في الخامس من شهر نوفمبر لعام 1983 كان مخيم بلاطة , على موعد لبزوغ فجر يشرق عزة وإباء , والذي عم بمولده بهجة وفرحة على جميع أفراد أسرته . تربى شهيدنا مجدي في أحضان أسرة ملتزمة بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف, تربي أبنائها على تعاليم ديننا الإسلامي القويم , وترشدهم منذ نعومة أظفارهم على طريق الخير والفلاح, وتغرس في قلوبهم حب الأوطان .
كانت علاقة الشهيد المجاهد بوالديه علاقة مميزة جدا، فكان رحمه الله نعم الابن البار بوالديه، الحنون عليهما، يسعى دائما لرضاهما وينزعج كثيرا إذا أحس أنهما متضايقان أو حزينان، وكان لأمه مكانة خاصة في قلبه، حيث كانت دائما تدعو له بالحماية والسداد والتوفيق. أما علاقته بإخوانه فكانت على أحسن حال، فشهيدنا المجاهد بنا هذه العلاقة على المحبة في الله والتناصح على فعل الخير، والتعاون على قضاء حاجات البيت، وكان رحمه الله دائما ما يسأل عن إخوانه وأخواته ويتفقدهم ويسعى لرسم البسمة على قلوبهم ووجوههم..
بينما لم تختلف كثيرا علاقته بأقربائه عنها بجيرانه، فقد كان يحب لأقربائه ما يحبه لنفسه من خير الدين والدعوة، فحرص على جلبهم للمساجد وحلقات الذكر والقرآن، وكان ينصحهم ويرشدهم للطريق الصواب. رحلته التعليمية على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تعيشها عائلات الشعب الفلسطيني في مخيمات اللاجئين، كما هو حال الكثير من الأهالي الذين هجروا من ديارهم عام 1948م، إلا أن شهيدنا دخل المدرسة وواصل تعليمه حتى المرحلة الجامعية. فدرس شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة الشمال في مخيم بلاطة التابعة لوكالة الغوث، وبعد أن أنهي المرحلة الابتدائية بنجاح , انتقل إلى مدرسة سعد الدين ليواصل رحلته التعليمية ويدرس المرحلة الثانوية والتي أنهاها بالنجاح. وواصل شهيدنا رحمة الله عليه تعليمه ليلتحق بعدها بكلية التربية في جامعة القدس المفتوحة.
التحاقه بصفوف القسام عشق الشهيد الجهاد صغيرا، وتعلق قلبه بالمجاهدين، وكان كلما كان يرى مقاتلا أو مجاهدا أو من يحمل بندقية المقاومة يمشي في الشارع يبتسم ويحلم بأن يصبح مثله، ليقاوم المحتل وينتقم من قتلة الأطفال والنساء والشيوخ. وبعد انضمام مجدي إلى حركة حماس والتزامه الكبير بجميع نشطات المسجد، طلب من إخوانه بأن يكون جنديا في كتائب القسام، فوافق إخوانه على طلبه وأصبح جنديا في كتائب القسام في أواخر العام 1998م، فكان مثالا للسمع والطاعة والشجاعة. و
منذ أن أصبح جنديا في كتائب القسام، خرج مجدي مجاهدا على مناطق الاحتكاك والمواجهة ومن ثم انضم شهيدنا إلى وحدة تجهيز الاستشهاديين رحلة إلى الشهادة اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني في 5/4/2002 خمسة من قادة ومجاهدي كتائب القسام بعد محاصرة المنزل الذي كانوا يتحصّنون بداخله في منطقة طوباس في الضفة الغربية، لقد كانت معركة ضارية استمرت ما يقارب (6) ساعات، فبعد أن أحاطت الدبابات الصهيونية بالمنزل الذي كانوا يتواجدون بداخله ويعود للشهيد منقذ صوافطة، أحاط مئات الجنود بالمنزل وطالبوا من بداخله بالاستسلام، وعندها طلب الجنود من أحد الجيران الدخول إلى المنزل ليخبرهم عن المتواجدين بداخله، وعندما دخل هذا الرجل إلى المنزل سأله قادة القسام في داخل البيت «كيف الوضع في الخارج؟» فقال لهم «إنَّ المنطقة كلها مليئة بالجنود وأن عليهم الاستسلام» فقالوا له: «إن رجال القسام لا يستسلمون نحن عاهدنا الله على الشهادة»،وخاضوا اشتباكاً حتى الاستشهاد. وكان المجاهد القسامي الشهيد مجدي محمد سمير حسن بلاسمة من مخيم بلاطة من بين هولاء القادة الذين صنعوا المجد والكرامة بعبق دمائهم الطاهرة.