الشهيد مؤمن الملفوح
المولد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد مؤمن الملفوح في تاريخ (8/4/1985)، في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة لأسرة فلسطينية مجاهدة تتكون من اثني عشر فرداً ستة أولاد وأربع بنات، نشأً شهيدنا وترعرع على طاعة الله وريادة المساجد، يقرأ القرآن ويصلي الصلوات الخمس جماعة وخاصة صلاة الفجر منها، فالتزم شهيدنا في مسجد الشهيد عز الدين القسام الكائن بمشروع بيت لاهيا فأعجب به شباب المسجد وأحبوه حباً جما.
تلقى مؤمن دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين بمخيم جباليا ومن ثم أكمل مراحله الثانوية في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح، وحصل على الشهادة الثانوية بمعدل جيد يؤهله لدخول الجامعة، والتحق شهيدنا بجامعة الأقصى ودرس في كلية الإعلام، فامتاز شهيدنا بتفوقه الدراسي الملحوظ في ذلك القسم، وقد استشهد شهيدنا وهو في السنة الثانية في التعليم”.
صفاته
تميز شهيدنا رحمه الله بعلاقة اجتماعية قوية مع الأهل وخاصة الوالد والوالدة وخارج البيت كانت علاقته طيبة جداً، وكان كتوماً جداً ويوصف مؤمن بالسرية والكتمان ويتميز بسمو الأخلاق ورفعتها، كان مؤمن نعم الشاب الخلوق المهذب، عاش حياة كريمة مليئة بالسعادة والسرور فلقد أحب الجميع، فكان يُكَنُ له كل الحب والتقدير والاحترام من الشباب داخل المسجد.
مشواره الجهادي
منذ اندلاع الانتفاضة المباركة عام 2000م، وعلى مرور الساعات والأيام التي ارتكبت فيها دولة الإرهاب الصهيوني أبشع المجازر بحق شعب أعزل، شعب مجاهد مرابط أصر شهيدنا على أن يكون ابناً في حركة إسلامية وجندياً مجهولاً من جنود سرايا القدس فالتحق شهيدنا بحركة الجهاد الإسلامي وعمل في صفوف الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي والنقابي لحركة الجهاد الإسلامي، وكان الرجل الميداني في جامعة الأقصى بغزة ومن ثم مقاوماً في صفوف سرايا القدس.
وقبل استشهاده بتسعة أشهر تقريباً التحق شهيدنا بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فتدرب خلال هذه الفترة على العديد من أنواع السلاح المتوفرة، وعمل شهيدنا مؤمن رحمه الله في المجموعات السرية لسرايا القدس في المنطقة الشمالية وبالتحديد في وحدة الاستطلاع والرصد العسكري، ورغم ذلك كان كتوماً، وبناءً على طلبه وإلحاحه الشديد تم إلحاقه بدورة الاستشهاديين الخاصة بسرايا القدس
مع بزوغ فجر يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر يونيو من العام 2004 م، كان الشهيد مؤمن ورفيقه الشهيد حسني الهسي على موعد مع الشهادة حينما كمنا لمدة يوم كامل داخل الأحراش، قبل اقتحامهما مستوطنة دوغيت”، لتبدأ المعركة بعد تسلل المجاهدين إلى أقرب نقطة من موقع جنود الاحتلال الصهاينة مستغلين حالة الضباب الذي كسا المكان لتحقيق عنصر المباغتة، ولا تزال تحتجز القوات الصهيونية جثمان الشهيد مؤمن لديها وترفض تسليم الجثمان الطاهر إلى ذويه.
وقد استمرت المعركة لأكثر من نصف ساعة كبد خلالها المجاهدان العدو خسائر فادحة، لم يفصح عنها الاحتلال، ليضطر بعد يومين الإعلان عن غرق أربعة من جنوده في بحيرة “دوغيت”.
روحك فاضت في ربوع الأرض باهية الرؤى … دمك الوصية