الشهيد ليث الخالدي… حلم بالشهادة ونالها
من بيته في جفنا القريبة من مخيم الجلزون الذي ولد فيه وتربى، أصرت والدة الشهيد ليث الخالدي أن يودع الأهل والجيران والأصدقاء، وضعت جثمانه الطاهر على سريره في غرفته وودعته بقبله، وحضنته طويلاً، بعدها نقل الشهيد إلى المخيم للصلاة عليه ودفنه في مقبرة المخيم.
ليث الخالدي،15 عاما، أنتقل وعائلته قبل عام من استشهاده للعيش في بيته الجديد، ومنه خرج شهيدا محملاً على الأكتاف في مسيرة تشييع ضخمة، تعلوها صوره مبتسما وهي الصور الأخيرة التي كان قد التقطتها قبل يوم واحد من استشهاده.
الخالدي أصيب بالصدر يوم خلال مشاركته بالمواجهات اندلعت على حاجز “عطارة” شمال رام الله، انتقاما لمقتل الطفل “علي دوابشة” حرقا في قرية “دوما”.
وخلال التشييع رفعت الإعلام الفلسطينية واعلام لفصائل وصور الشهيد إلى جانب صور الشهيد الطفل دوابشة، وسط هتافات تدعو للرد والانتقام لدماء الشهداء، وسط مشاركة شعبية واسعة.
والدة الشهيد، سمر الخياط، وهي تعمل ممرضة، أشرفت منذ بداية إصابته على علاجه، وكانت ضمن طاقم التمريض حتى استشهاده.
قالت الوالده:” إن الاحتلال كان مصراً على قتله، فكان بإمكان الجنود إطلاق النار على قدميه أو حتى اعتقاله، إلا أنهم أطلقوا النار مباشرة على صدره وبالقرب من قلبه مما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة”.
أخر ما كتبه قبل أربع أيام ” ربي حقق لي حلمي بالشهادة” فكان شهيدا كما تمنى
وأكثر ما يحزنها، كما قالت إن لا أحد سينتقم لها من قاتل أبنها، فالقيادة لا يعول عليها:” من الذي سيأخذ حق ليث من الاحتلال”.
يقول خاله عبد الرحمن الخياط، إن ليث انتابته مشاعر الغضب بعد سماعه نبأ استشهاد الطفل الرضيع، وبعد صلاه الظهر خرج من بيته وتوجه إلى الحاجز حيث المواجهات، وهناك أصيب.
وتابع الخياط:” ليث كما كل الذين سمعوا خبرا نبأ استشهاد الطفل علي، أستفز من هذه الجريمة، وما كان منه إلا أن أنتقم له بجسده”.
ليث الخالدي فتى من فلسطين كتب بالدم أن فلسطين لا تعود حرة إلا بالجهاد والتضحية والبذل.