شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد عمر ناجي أبو خاطر

شهيد يتلوه شهيد والقافلة مستمرة نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني من دنس المغتصبين الصهاينة، فشهداؤنا الأبرار أبو إلا أن يسطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، ومنهم شهيد/ عمر ناجي أبو خاطر. الميلاد والنشأة ولد الشهيد عمر ناجي أبو خاطر بتاريخ 12-12-1997م في مدينة خانيونس في مستشفى ناصر، كان شهيدنا في فترة طفولته طفلاً هادئاً جداً، لا يكاد يسمع صوته، بل ويظهر عليه الخجل منذ طفولته، وكان الشهيد عمر أحب الأبناء إلى والديه، وكان حنونا جدا مع أهل بيته، كما أن شهيدنا كان يحسن معاملة إخوانه، وأهل بيته، ويقدم لهم الدعم والمساندة في أي ضائقة مالية. وكان صاحب الوجه المبتسم دائما، وكان ذا علاقة طيبة مع الجميع، وكان إذا أخطأ في حق أحد يطلب منهم المسامحة بسرعة، فحاز على حب واحترام الجميع.

دراسته وعمله درس شهيدنا المرحلة الابتدائية في مدرسة ذكور معن، وأكمل فيها المرحلة الإعدادية، وكان محبوباً جداً بين زملائه في المدرسة، يتميز بروح المرح والمداعبة للجميع. ولكن الشهيد عمر أبو خاطر ترك الدراسة؛ ليعمل في أحد محلات الدواجن ليساعد والده ويعينه في تكاليف وأعباء الحياة، وكان مخلصا في عمله، ويؤديه بكل إتقان. ركب الدعوة ارتبطت حياة شهيدنا بالمسجد منذ صغره، وكان يؤدي معظم صلواته في مسجد عبدالله بن رواحة، وكان أبناء عمه لهم فضل كبير في تشجيعه على الذهاب للمسجد، ويرافقونهم إليه، وكان ملتزما بجلساته الدعوية الأسبوعية ، ضمن المجلس الجانبي، لدى شيخه. التزام القسامي في المسجد جعله يطلب الانضمام إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، والعمل ضمن جهاز كتائب القسام؛ ابتغاء للأجر والثواب من الله، ولشوقه للقاء من أحبهم ممن رحلوا للجنان شهداء.

حياته الجهادية كان شهيدنا ملحا في طلب الانضمام لكتائب القسام، ويعلن عن رغبته بذلك دائما، حتى انضم إلى كتائب القسام، وكان له ما أراد، وذلك في شهر نوفمبر من العام 2017م. وكان عمر بعد انضمامه للكتائب مجدّاً ونشيطاً، وملتزماً بجميع التكاليف التي توكل إليه، وسباقا إليها، مطيعاً ومخلصاً فيها، ومحبوباً من الجميع، وكان حريصا على الرباط على الثغور.

عمل الشهيد في الأنفاق القتالية للمجاهدين التي تعد لإيلام العدو الصهيوني إن فكر يوماً بأي حماقة، كما شارك في الرباط على الثغور الشرقة لمدين خانيونس، وشارك في الحراسة في المناطق الداخلية. على موعد كلّف شهيدنا بالرباط على بوابة موقع القسام في الكتيبة الشرقية مع أحد المجاهدين، صادف رباطهم وقوع الحدث الأمني، وإفشال كوكبة شهداء الكتائب لمخطط صهيوني يستهدف قطاع غزة، فتم تبليغهم بالإخلاء، فخرج من الموقع وعاد ليستقل دراجته، فباغتته طائرات العدو بصاروخ، فارتقى شهيداً. أما عن الكرامات التي ظهرت للشهيد بعد استشهاده، فمن شدة حنانه عندما جاءت أمه لتوديعه، دمعت عيناه، فمسحت أمه دموعه، فدمعت عيناه مرة أخرى، رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته.

زر الذهاب إلى الأعلى