شهداء الأمة

الشهيد عمران كيلاني مقدمي

 

ولد الشهيد عمران كيلاني مقدمي في المضلية بمدنية قفصة التونسية ,تأثر بوالده الذي ناضل ضد المستعمر الفرنسي ,درس المرحلة الابتدائية والإعدادية ثمّ المهنية وعندما لم يستطع الحصول على فرصة عمل التحق ل  بالعسكرية , وبعد أن أنهى خدمته العسكرية قرر الذهاب إلى سورية حيث مصانع الأبطال  .

حصل على شهاد ة الدراسة الثانوية من دمشق وانتسب إلى كلية الآداب جامعة دمشق /قسم علم النفس ,درس سنتين ثمّ التحق بصفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين .

قال أحد الذين التقوا بالشهيد عمران مقدمي قبل استشهاده بفترة وجيزة :” كانت الساعة الثامنة مساء” أواخر 1987 حين طرق عمران باب بيت صغير في ضاحية ركن الدين في العاصمة السورية دمشق , ثمّ دخل ليقضي بعض الوقت مع مجموعة من الطلبة التونسيين , ليلتها ضحك عمران طويلا”, وغنّى كثيرا” وتحدث عن حبه لتونس و فلسطين ..وكان يردد دائما” أنها قضية العرب المركزية , كان حديث عمران بسيطا” ومفهوما” لكنه كان قادرا” على تحريك أصلب المشاعر , كان مثل حديث العشاق …. وكان عمران عاشقا” لفلسطين وتونس “.

في نهاية عام 1987 اندلعت الانتفاضة المباركة , وفي مطلع 1988 بادرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لفرزقوة خاصة من خيرة كوادرها ومقاتليها تحت اسم قوة إسناد ودعم الانتفاضة لتنفيذ عمليات   ضد العدو الصهيوني وكان عمران واحدا” من كوادرها  .

بعد اغتيال القائد أبو جهاد خليل الوزير في تونس وتوجيه أصابع الاتهام لتونس , تقدم عمران إلى قيادته بطلب لتولي عملية الرد على اغتيال الشهيد أبو جهاد الوزير قائلا” :” أنا تونسي , وأبو جهاد توفي في تونس وأنا يجب أدافع عن تونس وأحب أن أقود هذه العملية “وجاءت موافقة قائده الميداني على طلبه , فاختار عمران مجموعته الفدائية وانطلقوا للتحضير للعملية .

في 29/4/1988  انطلقت مجموعته إلى مستعمرة دان القائمة أقصى شمال هضبة الجولان في زاوية الحدود الفلسطينية اللبنانية السورية , حيث اقتحمت المجموعة الفدائية موقعا” عسكريا” في قلب المستعمرة ودار اشتباك عنيف   قتل خلاله العقيد صموئيل أديف وأحد قصاصي الأثر وسبعة من جنود الاحتلال وأسر جنديين  , وارتقى عمران ورفاقه شهداء على طريق الحق  . أعيد رفاته عام 2004 في صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله والعدو الصهيوني .

وعاد عمران إلى والدته التي انتظرته بعد أن غادر تونس إلى سوريا ببطاقة انتساب   للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقصاصة ورق كتبها لأمه الحبيبة ” ألا تحزني وتلبسي السواد يوم عرسي وزغردي وكبّري وانثري الورد في الدروب التي سلكناها واحفظي عنّي أغلى الذكريات فأنا ما فتئت أتذكرك أمّا” جميلة ’ وأطلب رضاكي للأبد ولاأقول الوداع بل في فلسطين اللقاء ” .

 

زر الذهاب إلى الأعلى