شهداء فلسطين

الشهيد عماد علي الدجني

نشأة البطل

ولد البطل عماد بتاريخ 16/11/1972م، في  مدينة غزة، في منزل ملتزم بدين الله عز وجل،

حيث عاش بعيداً غريباً مع أسرته عن بلدتهم الأصلية بلدة “بيت دجن” قضاء يافا وقد تربى

في ظلال أسرة ملتزمة متدينة.حاز شهيدنا على رضى والديه منذ صغره، فكان السبَّاق إلى

مساعدة والديه وأهل بيته في كل ما يطلبونه منه، يسهر على راحتهم ويلبى كل ما يطلبونه

دون كلل أو ملل، صديقا لقلوبهم معشوقاً لديهم، خاصة وأنه يحمل قلباً كبيراً يتسع للجميع.
امتاز عماد بأخلاق عالية وصفات إسلامية سامية راقية في تعامله، فقد كان يعامل الجميع

من منطلق الوصايا النبوية، يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم.
حصل عماد على درجة البكالوريوس في تخصص الشريعة الاسلامية من الجامعة الإسلامية،

وعلى مدار جميع المراحل التعليمية يشهد كل من عرفه بتميزه وتفوقه، وقد أكرم الله عماد الدجني

بزوجة صالحة صابرة ومحتسبة بل ومعينة له في جهاده، ورزقهم سبعة من الأطفال، كان عليهم عطوفاً وحنون.

في رحاب الدعوة

فلازم عماد منذ طفولته المسجد، كيف لا وهو الذي نشأ وترعرع في كنف أسرة مؤمنة ملتزمة

وتربى على حب الدين والمحافظة على الصلاة، وكان يحث الخطى مع إخوته إلى مسجد إسماعيل

أبو شنب في كل صلاة، ولم يكن يضيع صلاة الفجر بل كان يحافظ عليها ويحث الشباب على الالتزام

بها لأنها مصنع الرجال ومخرجة المتقين والأبطال.
وكان رحمه الله شديد الحرص على حضور حلق الذكر ومجالس العلم، وقد كان نشاطه الدعوي

والمسجدي لمعرفته أنّ زاد الداعية في ميدان الدعوة وزاد المجاهد في ميدان المقاومة.
والتحق القائد القسامي عماد الدجني بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ انطلاقتها،

حيث بايع جماعة الإخوان المسلمين في مطلع عام 1987م في بداية الانتفاضة الأولى، فهذه

الدعوة المباركة بحاجة إلى هكذا رجال ملتزم مؤمن مخلص مستعد للتضحية بكل ما يملك في

سبيل الله وخدمة لدينه ووطنه ودعوته.

ومنذ انضمامه إلى صفوف حركة حماس شارك في اللقاءات والأنشطة التي كانت تنظمها الحركة

وقد كان يتقدم الصفوف في مسيرات الغضب للأقصى ودفاعاً عن الأرض والعرض

والمقدسات ولم يتخلف يوماً، فأراد رحمه الله لجميع الشباب أن يحملوا هم الدعوة والقضية وأن ينخرطوا

في صفوف الدفاع عن الوطن بكل ما يملكون.

أوائل العمل المقاوم

تحت لواء إسلامي جهادي مقاوم يعكس تربيته وينسجم مع المعاني التي تشربها في أسرته

وانسكبت بداخله وهو صاحب الالتزام الديني والمبادئ، عشق البطل الجهاد في سبيل الله عز وجل،

فتاريخه الجهادي منذ كان صغيرا حافل بالتضحيات الجسام، فكان منذ صغره يشارك في رشق الحجارة

نحو العدو الصهيوني، والانتقام من الصهاينة المجرمين.
كما انضم  الدجني إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ العام 1994م، وعمل فيها جندياً مخلصا لدينه

ولدعوته، وكان جندياً تشهد له كل الميادين، فترك بصمات ٍمن المحال أن تمحى بمرور الوقت، ويصعب

على الذاكرة أن تنسى تلك الملاحم والبطولات التي خاضها الشهيد عماد.

تاريخه المقاوم

وفي السياق نفسه يُذكر أن  أبو مصعب قد تفانى في سبيل الله رغبةً منه في نيل الشهادة في سبيله،

وتسابق مع كل إخوانه على الجهاد والتضحية والبذل، وقد كشف الوقت عن شخصية عسكرية مميزة

في اتزانها وفطنتها وقدراتها العسكرية، وظهرت عليه ملامح القيادة بعدما خطى في مشوار الجهاد

يرابط على ثغور الوطن ويحمي حدوده، فأثبت جدارته واستطاع حيازة ثقة إخوانه.

خدمة أهل القرآن

صاحب القلب الطيب أحبه كل من عرفه ومن لا يعرفه بسبب تواضعه ومعاملته، فكان نعم المجاهد

المثالي القدوة الذي يجمع ما بين المقاتل الصلب العنيد والابن البار والأب الحنون والأخ والصديق

الوفي والمسلم الذي يتمتع بأخلاق الاسلام الحميدة، قرآن يمشي على الأرض، نعم لأنه من أهل

القرآن، فكما شهدت له ميادين الجهاد كم كان خدومًا لها، شهدت له حلقات الذكر وتحفيظ الفتية

للقران الكريم، بالرغم من انشغاله وعمله.
وفي نفس السياق عرف عن عماد الدجنى “أبو مصعب” أن له جهوده طيبة ومباركة في خدمة

القرآن الكريم، وكان له تاريخ حافل ومليء بالعطاء، وقد ترك بصمات واضحة في مجال تحفيظ القرآن

الكريم، وله إسهامات كبيرة في افتتاح الكثير من مراكز التحفيظ التي خرجت آلاف الحفظة على

مستوى قطاع غزة.أبو مصعب رحمه الله لم يألو جهدًا في خدمة القرآن الكريم، وكانت بصماته

واضحة في كل الميادين وباحات المساجد، علم القرآن وعلمه في البيت والمسجد، وكان أول من

شكل المخيمات القرآنية.

رحيل المجاهد

لا ينقص الأجل المسطر في الكتاب ولا يزيد، هكذا هي الحياة لقاء وفراق، فلا بد أن يكون يوماً للحقيقة،

يوما للقاء الله، يوماً للرحيل إلى دار الخلود والبقاء.

كان الشهيد  عماد دائماً يدعو أن يرزقه الله الشهادة، فبعد رحلة جهادية صعدت روحه الطَاهرة إِلى

رَبها شَاهدةً عَلى ثَباته وصبره واحتِسابه، فما وهن ولا استكان، ولم يعرف للراحة طعم، لقي أبا

الحسن ربه شهيداً  يوم الخميس الموافق 27/9/2018م في اسطنبول بعد رحلة علاج اثر اصابته

بمرض السرطان.

اقرأ المزيد:الشهيد أسعد عبد الرحمن دقة

زر الذهاب إلى الأعلى