شهداء فلسطين
الشهيد علي يوسف الغندور
خرجوا من رحم هذه الأرض ممتشقين سلاحهم الطاهر في وجه أعداء الدين والوطن اليهود ومن والاهم.
ميلاد الشهيد
ولد علي في6/3/1984بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة في بيتٍ من البيوت البسيطة، وفي أحضان أسرة ملتزمة مشهود لها بين الناس بالخير والصلاح تربى شهيدنا، فقد سقته من لبن العزَّة والكرامة حتى ارتوى، فكبر قوياً شامخاً يعشق تراب وهواء وطنه. في العام 2000 للميلاد انتقل علي مع أسرته للعيش في حي بئر النعجة شمال القطاع، حيث تميَّزت علاقته بالمودة مع كل من تعرف عليه أو خَالطه، فكان الشهيد رحمه الله باراً ونِعم الابن لأبويه ونِعمَ الأخ لإخوانه، ونعم الصديق لكل من أحبهم وأحبوه. تلّقى أسامة -رحمه الله- تعليمه الابتدائي في مدرسة الرافدين، والإعدادي بمدرسة أسعد الصفطاوي، والثانوي في مدرسة أبو عبيدة بن الجراح، ثم حصل على شهادة الثانوية العامة (توجيهي)، ليكمل دراسته بعدها في كلية الرباط، حيث كان معروفاً بين أصدقائه الطلاب بحسن أدبه وعلو أخلاقه، وطيبة قلبه ونقاء سريرته، فكسب بهذه الأخلاق العالية قلوبهم وأسرها بحبه واحترامه. وفي الحيِّ الذي كبر فيه، ومع الجيران الذين عاش بجوارهم سنين حياته، كان شهيدنا علي رحمه الله يسير بينهم بالخير والصلاح، ويشاركهم في جميع مناسباتهم، حتى أحبَّه جميع أهل الحي. تزوج شهيدنا رحمه الله من ابنة عمه في العام 2007م ورزقه الله بستة بنات، فكان نموذجاً للزوج والوالد الحنون الكريم على عائلته. .
في صفوف القسام
انضم علي رحمه الله إلى صفوف مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ عام 2004م، وكان لـعلي ما أراد، فقد أصبح واحداً من المجاهدين في سبيل الله على أرض الرباط. انطلق شهيدنا –رحمه الله- برفقة إخوانه المجاهدين إلى ساحات الجهاد، والتحق بالدورات العسكرية والدورات التنشيطية، وكان حريصاً على الرباط، تخصص وحصل على العديد من الدورات العسكرية في وحدة المدفعية القسامية في العام 2008م، حيث أصيب في معركة الفرقان أثناء مهمة اطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية. وخلال الفترة التي قضاها شهيدنا علي–رحمه الله-في صفوف مجاهدي القسام، عرف شهيدنا بالعديد من الصفات والأخلاق المميزة والتي جعلته محبوباً من جميع إخوانه، فلقد كان مقداماً شجاعاً، لا يخاف الموت أو القتل في سبيل الله، كتوماً وسرياً في عمله الجهادي وأمور المجاهدين.
رحيل الشهيد
وبعد رحلة جهادية طويلة صعدت روحه الطَاهرة إِلى رَبها شاهدةً عَلى ثَباته وصبره واحتِسابه، فما وهن ولا استكان، ولم يعرف للراحة طعم، ليلحق على عجل مبتسماً مرحاً سعيداً بركب الشهداء. كان علي على موعد الفراق لهذه الدنيا الزائلة والانتقال لجنة الخلود والبقاء شهيداً –بإذن الله تعالى- يوم الخميس الموافق 9 / 8 / 2018م، إثر قصف صهيوني أثناء تأديته واجبه الجهادي، ليغادر دنيانا وما غيّر أو بدّل ولا تخاذل أو تقاعس، بل نذر نفسه لله مجاهداً حتى لقي الله على ذلك، نحسبه من الشهداء والله حسيبه ولا نزكيه على الله.