شهداء فلسطين

الشهيد علاء نعمان منصور علاء منصور

تلفظ بكلمة السر من صرخة الحق في حراء مروراً بدم سمية المسفوح وانتهاء بأشلاء هنادي جرادات، ورغم

صغر سن علاء، فإنه كبير كبر الواجب الذي حمله واستعد لدفع حياته ثمناً له.

الميلاد والنشأة

ولد شهيدنا المجاهد علاء نعمان منصور في مدينة رفح بتاريخ 21 مارس (آذار) 1985م، وهو البكر لوالديه،

ونشأ وترعرع في مدينة رفح في أسرة متدينة محافظة، كبر على مشاهد الاحتلال فزرعت في نفسه

منذ صغره إرادة المقاومة.

والتحق بمدارس رفح الابتدائية ودرس فيها إلى أن وصل المرحلة الإعدادية، ونتيجة الظروف الاقتصادية

التي يمر بها الشعب الفلسطيني بشكل عام وأسرته بشكل خاص ترك المدرسة ليقوم بمساعدة والده

في تحمل أعباء الحياة، وكان لذلك أثر كبير في حياته وفي صياغة نفسيته وجسده، فكبر مبكرًا وكبرت

معه همومه وهموم الأسرة وهموم الوطن.

صفاته وأخلاقه..

شهيدنا الفارس علاء ذو خلق حسن، محافظ على أخلاق الإسلام، ورغم حالة الضياع التي عاشها الكثير

من الشباب احتفظ شهيدنا المجاهد علاء بأخلاقه والتزم بدينه خير الالتزام، وعُرف ببره لوالديه وحسن

علاقته مع كل من عاشره، كما حرص على الالتزام بصلاة الجماعة في المسجد.

مشواره الجهادي..

لنشوء شهيدنا المجاهد علاء ضمن عائلة متدينة ومحافظة دور كبير في رسم مسار حياته منذ صغره،

فانتمى لحركة الجهاد الإسلامي وعمل ضمن نشاطاتها الإعلامية والميدانية، فظهر من الشباب المجتهدين

النشطين حيث عمل في كل من اللجان المشرفة على مسجد العودة ومسجد الصالحين في المجال الإعلامي.

ومع بدء الانتفاضة المباركة ودخولها العام الثالث تطلع إلى عمل أكبر من هذا الذي كان يقوم به،

لأن روحه تواقة لملاقاة الله مجاهدًا مقبلاً غير مدبر لذلك في بداية العام 2002م، التحق شهيدنا المجاهد

علاء في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وتدرج في العمل فيها بدءًا بجهاز

الرصد الخاص بالسرايا إلى العمل ضمن معامل السرايا الخاصة لتصنيع وتطوير العبوات والصواريخ، وانتقالاً

إلى حمل السلاح والتصدي لقوات الاحتلال ومقاومته. هكذا تدرج علاء في العمل العسكري ورغم قلة

المدة التي قضاها في السرايا إلا أنه كان ماهرًا واكتسب حب وثقة إخوانه في قيادة السرايا في المنطقة الجنوبية.

موعد مع الشهادة…

بعد عملية حيفا البطولية والتي نفذتها الاستشهادية هنادي جرادات من سرايا القدس وحصدت العشرات

من الصهاينة بين قتيل وجريح بدأت الأخبار تتحدث عن عملية اقتحام كبيرة تنوي قوات الاحتلال شنها على

قطاع غزة بصفة عامة ورفح بشكل خاص، فاستنفرت جميع القوى وكل خلاياها واستعدت للمقاومة

والمواجهة، ولأن سرايا القدس كانت دوماً رائدة وسباقة في المقاومة والجهاد فقد استنفرت كل قوتها

ومجموعاتها ومجاهديها، واستنفر شهيدنا علاء كل خلاياه وأحاسيسه وهو يشعر بأن اللحظة التي حلم

بها طيلة حياته قد أتت ألا وهي مواجهة الاحتلال وجهاً لوجه، فامتشق سلاحه وحمل عبواته ورابط علي

حدود رفح يحرسها بعينه وقلبه وأشلائه وعبوته، فزرع العبوة ورابط بجوارها منتظراً لحظة خروج العدو

ليفجرها في آلياته عند الساعة السادسة تقريباً من فجر الجمعة 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2003م،

وأثناء رباطه أطلقت قوات الغدر الصهيوني قذائفها ورصاصها باتجاه المجاهدين فأصيب شهيدنا علاء

بعدة شظايا في جسده لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها شاهدة على صدق شهيدنا الفارس علاء

مع ربه وشاهدة على طهره وجهاده.

اقرأ المزيد:الشهيد أسامة زياد زقوت

 

زر الذهاب إلى الأعلى