شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد عبد الله السبع

عندما نتحدث عن الطهارة والرجولة والفداء… فبكل تأكيد نحن عن الشهداء… رمز الأمة وعنوان صمودها وطهرها ونقائها … نقف اليوم وإياكم مع سيرة مجاهد وقائد شهدت له كل ميادين الجهاد والمقاومة والاشتباك مع الباطل في سجون الموت الصهيونية وسجون القهر المحاطة بأسلاك “أوسلو” الشائكة والمشبوهة في غزة… إنه الشهيد القائد عبد الله السبع “أبو مصعب”.

حديث من البداية

البداية كانت من هناك… حيث الطليعة المؤمنة والرسالية الأولى التي حملت همّ فلسطين والإسلام والجهاد، جابت شوارع وأزقة الوطن المبارك لتبشّر بميلاد فجر جديد يحمل بين جنباته بوادر المشروع الإسلامي الجهادي الطلائعي في فلسطين ممثلا بصاحب الفكرة الأكثر صوابية للتعاطي مع فلسطين قضية العرب والمسلمين المركزية الأولى، ألا وهو الدكتور المعلم الملهم فتحي إبراهيم الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي .

فقد كان شرف عظيم للشهيد القائد عبد الله السبع أن يكون ضمن النواة الأولى التي آمنت بخيار الإيمان والوعي والثورة ويعمل دون كلل أو ملل ليرسي قواعد تلك المعادلة السامية في قلوب وعقول “جيل العقيدة” العائد من عبق التاريخ ليعيد صياغة المرحلة من جديد بدمائه وأشلائه وآهاته التي تملأ الدنيا.

 

 

 

ميلاد نور ونار

لقد كان ميلاد شهيدنا نور ونار، نور أضاء سماء فلسطين بجهاده وتضحياته، ونار أحرقت بلهيبها الاحتلال، فقد ولد الشيخ المجاهد عبد الله محمد محمود السبع في ٢٩ / ٣/ ١٩٥٣ م. حيث ينتمي لأسرة مقاومة هجّرت من قريتها في الأراضي المحتلة منذ العام ١٩٤٨ ، قبل أن يستقر بها المقام في بلدة بيت حانون البوابة الشمالية لقطاع غزة. وتلقى شهيدنا مراحل تعليمه المختلفة في مدارس البلدة وحصل منها على شهادة الثانوية العامة.وشهيدنا عبد الله أب لثمانية أبناء، استشهد أكبرهم “مصعب” في عملية استشهادية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قبل يومين من استشهاده.

بسالة فشهادة

يومان فقط هما اللذان كانا يفصلان بين استشهاد الابن المجاهد والأب القائد، حيث استشهد الابن البكر “مصعب” فجر يوم الجمعة بتاريخ 22/2/2003، خلال تنفيذه عملية استشهادية لسرايا القدس في معبر بيت حانون “ايرز”، قبل أن يجن جنون الاحتلال وجنوده ليعلنوا الحرب على بلدة بيت حانون، للانتقام من والد الشهيد الذي كان يقف خلف عملية ابنه “مصعب”، ومع ذلك رفض الشهيد القائد الكبير مغادرة البلدة وأصر على البقاء داخل منزله ليواجه جنود الاحتلال وجها لوجه، رغم النداءات الكثيرة التي طالبته بالانسحاب من المكان.

 

وظل ينتظر تقدم قوات الاحتلال المدججة بالدبابات والطائرات والصواريخ صوب منزله، وعندها بدأت المواجهة التي استمرت نحو سبع ساعات خاض خلالها شهيدنا قتالا ضاريا ضد قوات الاحتلال الغازية، قبل أن يتمترس في أحد زوايا المنزل متزنرا بحزام ناسف وعدة قنابل يدوية ليفجر نفسه في قوات الاحتلال حال دخولها المنزل، إلا أن تلك القوات المسكونة رعبا وخوفا وجبنا، لم تجرؤ على دخول المنزل وعملت على قصفه بالصواريخ عن بعد ما أدى إلى استشهاد المجاهد الأشم “أبا مصعب” لتبكيه بيت حانون ببياراتها وحواريها وشبابها وشيوخها، وليخرج في وداعه عشرات الآلاف من أحباب الشهيد ومشروعه الجهادي المقاوم.

 

صدق الله فصدقه

ومن جانبه تحدث نجله “مجاهد” عن اللحظات الأخيرة من حياة والده المفعمة بالتضحية والفداء، قائلاً:” لقد استقبل والدي نبأ استشهاد شقيقي مصعب بكل صبر وافتخار، حيث كان يطلب من القادمين إلى عرس شقيقنا أن يهنئونه باستشهاد فلذة كبده، لا أن يعزوه، لكنني تفاجئت عندما استيقظت لصلاة الفجر، ورأيته يضع يديه على رأسه وهو يبكي بحرارة، فقلت له ” يا أبي لماذا تبكي؟، وأنت من كنت بالأمس توزع الحلوى وتطلب من الناس أن تهنئك باستشهاد شقيقنا، فقال: أنا لا ابكي على فراق شقيقك، لكنني ابكي لأنه سبقني بالشهادة في سبيل الله”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى