شهداء الأمة

الشهيد عبد الفتاح عثمان محمد علي

هو سفر العشاق الذي اشتقنا لسماعه.. هو طيف مصر والرصاص.. هو حدود المقاومة التي احترفت الفداء.. هو الفتى الرائع الذي عشق سفر النهاية وبداية الأحرار.. فلقد بحث عن الحقيقة ووجدها بين أطياف العزة والجهاد وقرر الانحياز بعد أن تلحف بقدر السماء.

إنه الشهيد الفارس عبد الفتاح عثمان محمد علي أحد المجاهدين المصريين الذين تسللوا منذ بداية الانتفاضة إلى قطاع غزة لمناصرة الشعب الفلسطيني والمشاركة في انتفاضة الأقصى المباركة.

الميلاد والنشأة

كان ميلاد الشهيد المجاهد/ عبد الفتاح عثمان محمد علي (27عامًا) في قرية (القرين) بمحافظة الشرقية في مصر، ولد الشهيد وسط عائلة محافظة على تعاليم الإسلام وقيمه الرائعة… تتكون أسرة عبد الفتاح من والده عثمان (55عامًا) والأم (48عامًا) وأيضًا شقيقه الأوسط أسامة (21عامًا) والشقيق الأصغر أحمد (13عامًا)، وله أخ غير شقيق وعمره (30عامًا) وتعيش الأسرة في حي المزينين بمدينة القرين منذ عام 1956م.

أجمع أهالي القرين أن الشهيد/ عبد الفتاح عثمان محمد علي كان إنسانًا ودودًا للغاية وتحمل وحده مسؤولية أسرته أثناء سفر والده إلى ليبيا للعمل هناك وأنه كان يعمل بمهنة الحلاقة وأيضًا مدربًا للعبة الكونغ فو، وحصل فيها على ثلاثة أحزمة بالإضافة إلى كونه طالبًا بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالفرقة الأولى، لكن لم يخطر على بال أحد أن يسافر عبد الفتاح حتى يستشهد في فلسطين.

بداية المشوار الجهادي

في أواخر العام 2001 تسللت مجموعة من الشباب المصري الفدائي عن طريق الحدود المصرية – الفلسطينية إلى مدينة رفح بقطاع غزة بهدف المشاركة في فعاليات انتفاضة الأقصى ومقاومة العدو الصهيوني الغاصب بكافة الوسائل المتاحة.

توجه الشباب المسلم المصري وكان من بينهم الشهيد عبد الفتاح إلى أحد المساجد في مدينة رفح وكانوا منهكين من عناء السفر.. أقاموا الصلاة وتوجهوا إلى أحد المشايخ وطلبوا منه أن يعرفهم على ممثلي القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رفح.

وسرعان ما تناهي إلى المسامع خبر الفوج القادم من مصر الحبيبة إلى فلسطين الجريحة.. عُرض الشباب المصري على ممثلي القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رفح وتم اللقاء من القلب إلى القلب فكان الجواب من ضد الكيان الصهيوني، ونظرًا لطبيعة الظروف الحالية فقد نصح الأخوة في القوى الوطنية والإسلامية على الشباب المصري المتزوجين منهم بالعودة إلى مصر لرعاية أبنائهم وأهلهم، وأما الشباب المصري الأعزب فيحق له أن يختار طريقه في المقاومة بالشكل الذي يريده والانتماء إلى أي فصيل على الساحة الفلسطينية وفق الميول الشخصية.

الباحث عن الشهادة

بعدما تحددت ملامح الجهاد والمقاومة للشباب المصري في فلسطين، سرعان ما انضم الشهيد الفارس/ عبد افتاح عثمان محمد علي إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وانخرط للعمل في صفوف جناحها العسكري (سرايا القدس) وشارك في عمليات جهادية عديدة ومتنوعة في أماكن مختلفة من القطاع.

الاستشهاد

استشهد الشهيد المجاهد/ عبد الفتاح عثمان محمد علي على يد قوات العدو الصهيوني يوم الاثنين الموافق 16/9/2002م وذلك خلال تنقله عبر أحد الحواجز العسكرية جنوب قطاع غزة، عندما كان متوجهًا إلى رفح حيث يقيم، بعد أن كان قد أدى مهمة جهادية في مدينة غزة.

(سرايا القدس)  التي تبنت الشهيد في بيان صادر عنها في يوم استشهاد الشهيد أوضحت أن الشهيد عبد الفتاح هو أحد مجاهديها وقد شارك في عمليات جهادية عديدة كان من بينها مشاركته في هجوم استشهادي ضد موقع عسكري في إحدى مناطق القطاع، وترك وصيته المسجلة ولكنه نجح في هجومه ولم يستشهد وانسحب مع بقية المجاهدين إلى قواعدهم بسلام.

وداع الشهيد

بقلوب مؤمنة بالله وصدور تلتهب غضبًا على بني صهيون، ودع أبناء الشعب الفلسطيني الشهيد المجاهد/ عبد الفتاح إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في رفح نزولاً عند رغبة الشهيد أن يدفن في رفح حسبما ما أوصى به الشهيد، فيما شدد إخوانه المقاومين من فلسطين ومصر المتواجدين في رفح على بقائهم على العهد وعلى طريق عبد الفتاح سائرون.. حافظون كلماته ودمه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى