شهداء فلسطين

الشهيد عبادة أسعد فروانة

ميلاد الشهيد

في 13 من شهر مايو من العام 1989م ، ولد الشهيد عبادة في قطاع غزة في أسرة مجاهدة تعرف واجبها الديني والوطني تجاه القضية الفلسطينية، ربته على الأخلاق الحميدة، وحب الدين والجهاد في سبيل الله، فنشأ أسداً هصوراً لا يخشى في اللهِ لومة لائم.
حرص الشهيد عبادة على نيل رضا والديه، مطيعاً لهما، علاقته بأهل بيته وإخوته مبنية على المحبة والإخلاص والصدق، يتقرب دائماً منهم، يحاول أن يرضي جميعهم، ولا يحب أحداً يغضب منه يبادر إلى فعل الخير والمحبة للجميع لينال محبتهم ورضاهم.
كان رحمه الله نموذج للشخص المتخلق بأخلاق القرآن الكريم، فلقد كان -رحمه الله- يساعد الجميع دون أن يطلبوا منه المساعدة، ويمد لهم يد العون بكل حبٍّ وإخلاصٍ وصفاء، فما عرف المحيطون به أي كاره له، وكان صاحب ابتسامة دائمة، ذو قلب نقي صافي، صاحب العفو والسماحة، وصاحب اللسان المهذب المصون، المحافظ على مسجده المنتمي له بكل معنى الانتماء.
تدرج عبادة في مراحل تعليمه حتى وصل إلى الجامعة، ولم يكمل دراسته فيها ليتفرغ بعدها شهيدنُا للعمل، نظراً للوضع المعيشي الصعب، علماً أنّه كان نشيطاً في العمل الطلابي خلال المرحلة الاعدادية والثانوية ضمن الكتلة الاسلامية.

التزامه فالمسجد

التزم شهيدنا القسامي منذ صغره في أكناف المسجد، محافظاً على حضور حلقات الذكر الحكيم والدروس الدينية والدعوية، يذهب إلى المسجد ويمكث فيه ليرتل ويقرأ ما تيسر له من آيات الذكر الحكيم، كما كان يحث إخوته على الصلاة في المسجد وكذلك أهل الحي الذي يسكن فيه، فمنذ صغره تربى وترعرع في بيوت الله عز وجل وشب على ذلك.
فكان رحمه الله يسارع إلى الصلوات الخمس في مسجده ابن عثمان في حي الشجاعية، ويتلو آيات كتاب الله بكل تدبر وخشوع، وينضم إلى حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم، ويلتحق بدروس العلم والندوات والمحاضرات.
بايع عبادة جماعة الإخوان المسلمين في العام 2005م، وأصبح أحد أبنائها الدعاة، حيث كان من الأخوة المخلصين للحركة، والذين يعملون مع الحركة بكل إخلاصٍ ويقينٍ وصمت.
وشارك مجاهدنا إخوانه في نشاطات الحركة وفعالياتها من مسيرات ومهرجانات ولقاءات ودائماً ما تجده في الصفوف المتقدمة في كل عمل يخدم فيه دعوته ودينه وحركته سواء في جهاز العمل الجماهيري أو العمل العسكري أو العمل الدعوي بل في كل مجال، لا يعرف الكلل أو الملل ولا التعب.

انضمامه للقسام

انضمَّ عبادة إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام ، وكان يحب الجهاد كثيراً، حيث كان انضمامه في العام 2007م، وكانت رغبته شديدة جداً بسبب حبه للجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
التزم  عبادة  ضمن الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ليصبح جندياً من جنود القسام الميامين، فكانت بداياته مع كتائب القسام مشرفة مبنية على النشاط، وقد استمر في النشاط هذا إلى أن استشهد.
شارك المجاهد رحمه الله في العديد من المهارات الجهادية وجاهد الاحتلال وأبدع على مدار الثلاث حروب التي شنّها الاحتلال على قطاع غزة، رجل عرفته الميادين والكمائن والثغور وعرفه باطن الأرض يوم أن عمل بها سنوات.
وخلال مشواره الجهادي، هذه أبرز الصفات والأعمال الجهادية التي عمل بها الشهيد منذ انضمامه :

• عمل الشهيدفي صفوف القسام قرابة 14 عام، فكان نعم الجندي الشجاع والمضحي.
• شارك الشهيد في صد الاجتياحات البرية على قطاع غزة، وأبلى بلاء ًحسناً في كل معركة يخوضها ضد الاحتلال الصهيوني.
• شارك في حفر الأنفاق القسامية ضمن مرحلة الإعداد والتدريب.
• شارك  في العديد من المهمات الجهادية التي كانت توكلها له قيادته العسكرية.
• كان عبادة دور مميز في عمله، ولذلك تم اختياره لعدة دورات ضمن تخصص الدروع وعلى مستويات مختلفة.
• عرف عبادة بين اخوانه بحسن الأخلاق مقداماً، كان ملتزماً بما يوكل إليه من مهام صعبة، مطيعاً ولم يتوان عن ذلك أي لحظة، ولم يتأخر عن أداء مهامه.

موعد مع الشهادة

بعد رحلة جهادية طويلة صعدت روحه الطَاهرة إِلى رَبها شَاهدةً عَلى ثَباته وصبره واحتِسابه، فما وهن ولا استكان، ولم يعرف للراحة طعم، ليلحق على عجل مبتسماً مرحاً سعيداً بركب الشهداء.
فكان عبادة قد بدأ يومه بالذهاب إلى آخر درس في تعليم قيادة السيارة، وهو ينتظر بفارغ الصبر الحصول على رخصة قيادة لكنه حصل على رخصة أعظم منها في مكان آخر.
عبادة الشهيد الذي يعمل في قوات “حماة الثغور” التابعة لكتائب القسام، هو أب لطفلتين، سامية وتبلغ من العمر سنة وعشرة أشهر، وسما التي لم تتجاوز ستة أشهر، استشهد ومعه اثنين من رفاقه في كتائب القسام في 25 يوليو الجاري وهما المجاهدين محمد العرعير وأحمد البسوس بعد قصفٍ صهيوني ٍغادر استهدف نقطة لقوة حماة الثغور شرق غزة مساء الأربعاء بتاريخ 25-7-2018م، وذلك أثناء تأديتهم صلاة المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى