20 عاماً على اغتيال الشهيد عاطف فايق عاطف أحمد بسيسو
الشهيد “عاطف فايق عاطف أحمد بسيسو” أحد أبرز قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح “،
وقائد جهاز الأمن الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية الذى استشهد بتاريخ 8.6.1992م. قبل 30 عاماً،
اغتال الموساد الإسرائيلي، أحد أكبر مساعدي الشهيد الخالد ياسر عرفات في باريس.
الميلاد والنشأة
ولد عاطف بسيسو في مدينة غزة بتاريخ 23.8.1948م ،حيث درس في مدارسها حتى الثانوية العامة ،
والده الحاج فايق عاطف بسيسو ينتمي لأسرة محافظة من أهل العلم ، وكان علماً من أعلام الرياضة
والكفاح الوطني والاقتصاد وبذل حياته من أجل فلسطين رائداً ومناضلاً وقائداً روحياً للرياضة ومحافظاً
على الأرض ، حيث كان يعمل مديراً لبنك الأمة في الخليل وغزة وأعتقل ثلاث مرات خلال فترة الانتداب
البريطاني على فلسطين لمواقفه البطولية . بعد أن حصل عاطف على الثانوية العامة من مدرسة فلسطين
الثانوية عام 1966م ، سافر إلي بيروت للدراسة حيث التحق بجامعة بيروت العربية لدراسة الحقوق فيها،ت
م تنظيم عاطف بحركة فتح عام 1967م عن طريق الأخ صخر بسيسو وقد عمل عاطف إثناء دراسته في
الجامعة ضمن اللجنة الطلابية لحركة فتح في لبنان مع كل نزار عمار سمير أبو غزالة . كان نزار عمار هو من
وقع عليه الاختيار لتأسيس نواة لجهاز الرصد في لبنان بعد أن أنهى دورة أمنية في القاهرة،وعندما طلب إليه
الحضور إلى عمان للعمل في جهاز الرصد المركزي أسند مهمة جهاز الرصد في لبنان إلى عاطف بسيسو
وهو في الجامعة ،حيث تفريغ عاطف للعمل في الحركة في منتصف عام 1968م.
جهاز الرصد
بعد أحداث أيلول عام 1970م وخروج قوات الثورة الفلسطينية من الأردن وانتقالها إلى لبنان قام الشهيد
القائد / صلاح خلف بإعادة تشكيل قيادة جهاز الرصد وضمن هذا التشكيل كان عاطف بسيسو أحد أعضاء
القيادة المركزية للجهاز وذلك عام 1972م.
الإعتقال
اعتقل عاطف بسيسو في إيطاليا عام 1973م بتهمة محاولة تفجير طائرة شركة العال الصهيونية حيث
كان يحمل جواز سفر مغربي باسم الطيب الفرجاني،وبعدها تم الإفراج عنه لعدم ثبوت التهمة الموجهة له.
جهاز مكافحة التجسس
في عام 1974م قام الشهيدالقائد صلاح خلف بإسناد مسؤولية إدارة مكافحة التجسس للأخ عاطف وذلك
بعد أن تم تغيير اسم جهاز الرصدالمركزي باسم جهاز الأمن الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية. عند تسلم عاطف هذه المسؤولية نجح في
اكتشاف العديد من شبكات التجسس الصهيونية وكلف حينها بالتنسيق مع أجهزة الأمن التابعة للدول الاشتراكية
واستطاع أن يطور العمل من خلال تركيزه على رفع الكفاءة الأمنية لعناصر جهاز الأمن الموحد من خلال الدورات
التدريبية الأمنية في تلك الدول . بعد خروج قيادة المنظمة من لبنان إلى تونس على اثر اجتياح الصهيونى للبنان
عام 1982م ،نجح عاطف في إقامة قنوات اتصال مع الأجهزة الأمنية الأوروبية مما اعتبره الكيان الصهيونى تهديداً
لمصالحها الخاصة،خاصة من جهة انفرادها لسنوات طويلة منذ تأسيسها كمصدر معلومات عن الأوضاع في المنطقة .
بذل عاطف بسيسو جهوداً كبيرة من اجل بلورة وصياغة المنظومة الأمنية الفلسطينية التي كان من المقرر أن
تكون ضمن مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية . شارك عاطف بسيسو في مفاوضات مؤتمر مدريد
للسلام الذي عقد في أسبانيا عام 1991م حيث كان مكلفاً بالشق الأمني على هامش المؤتمر .
كان عاطف بسيسو يشارك في اجتماعات التنسيق مع أجهزة الأمن الأسبانية من خلال الوفود الأمنية لكافة
الدول المشاركة في مؤتمر مدريد وكانت هذه الأجهزة ترتبط بعلاقة وثيقة مع جهاز الأمن الموحد،حيث استغرقت
مهمة عاطف بسيسو في مدريد عشرة أيام ولعبت دوراً بارزاً في هذا المؤتمر انطلاقا من إيمانه بأهمية هذا
المؤتمر لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني .
القائد المجهول
لم تكن شخصية عاطف بسيسو معروفة على صعيد الثورة الفلسطينية بشكل علني إلا للكادر الأول والثاني
فقط ،اختار عاطف لنفسه طريقاً منذ البداية بعيداً عن الأضواء ووسائل الإعلام ،فلم يتحدث مطلقاً لأي صحيفة
أو وسيلة إعلام طوال حياته،ولم تظهر صورته الشخصية من خلال وسائل الإعلام مطلقاً إلا بعد استشهاده .
العد التنازلى والتخطيط لإغتيال القائد
في ذلك الوقت كان جهاز الموساد الصهيونى قد بدأ العد التنازلي لاغتيال عاطف بسيسو . خلال الأشهر
التي سبقت اغتيال عاطف بسيسو كانت المخابرات الصهيونى الموساد قد أحكمت الطوق حوله ووضعت
خطط الاغتيال في كل من باريس وتونس في حال تعذر التنفيذ في باريس , ولكن زيارته لبرلين كانت محطته
الأخيرة قبل رحلة الموت في باريس ،ففي عام 1992م وصل عاطف بسيسو إلى برلين ونظراً لكثرةزياراته
لبرلين والتي أصبحت منذ الثمانينات محطة رئيسية وأمنية لجهاز الأمن الموحد،حيث كانت برلين المركز
الرئيس الذي ينطلق منه عاطف بسيسو لكل من دول أوروبا الشرقية .
عرس الشهادة
وأثناء تواجد عاطف بسيسو في زيارة رسمية لفرنسا قام الكيان الصهيونى باغتياله بتاريخ 8.6.1992 م
حيث أنه أثناء عودته إلى الفندق بعد منتصف الليل مع زميل له ونزوله من السيارة تقدم منه اثنان يحملان
مسدسات كاتمة للصوت،أطلق منها ثلاث رصاصات على رأس عاطف من مسافة قصيرة جداً حيث لفظ
أنفاسه الأخيرة على الفور، وتفيد المعلومات بأن الجاسوس عدنان ياسين والذي كان يعمل في مكتب
م.ت.ف بتونس هو الشخص الذي استعانت به أجهزة الموساد الصهيونية لمعرفة تحركات عاطف بسيسو
من ألمانيا إلى باريس .
كانت عملية اغتيال عاطف بسيسو بسبب أنه استطاع أن يقنع الأجهزة الأمنية الأوروبية بأن المعلومات
التي تقدمها الكيان الصهيونى عن م.ت.ف ومنطقة الشرق الأوسط كاذبة وغير صحيحة وبتاريخ 10.6.1992م
شيعت القيادة الفلسطينية وعدد كبير من المسؤولين التونسيين والمئات من الجماهير الشهيد عاطف
فايق بسيسو إلى مثواه الأخير في مقبرة شهداء فلسطين في منطقة حمام الشط بضواحي العاصمة
التونسية .
باستشهاد عاطف بسيسو فقد كان خسارة كبيرة لحركة فتح ولأجهزة الأمن الفلسطينية حيث كان
لشهيد ركن من أركان المؤسسة الأمنية الفلسطينية إلا أنه حتى باستشهاده أفاد القضية الفلسطينية
كثيراً حيث كشف عن الجاسوس عدنان ياسين الذي كان مزروعاً في صفوف المنظمة .