الشهيد صفوت عبد الرحمن خليل
هكذا هم الشهداء يختارون دربهم بوعي عميق وقدرة على التنفيذ،
يحملون بين أحشائهم حب الجهاد وفي عيونهم همسات القدس
وفي انفجارهم الأمل أن الأرض لنا والقدس لنا وأن الصهاينة راحلون .
الميلاد والنشأة
ولد الاستشهادي المجاهد صفوت عبد الرحمن خليل في بلدة بيت وزن
قضاء نابلس في 5 يونيو (حزيران) 1984م، وتربى فيها بين أسرة مكونة
من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات بالإضافة إلى الوالدة والوالد المتوفى.
درس شهيدنا المجاهد صفوت في مدارس المدينة، وصار أحد تلاميذ
المدرسة الصناعية في السنة الأخيرة له، ميزه طموح جعله يفكر دائمًا
في مستقبله وفي تحسين ظروف معيشته، وجعله محبًا للحياة مقبلاً
عليها مجتهدًا في دروسه حتى آخر أيامه
صفاته وأخلاقه
لم يُعرف الاستشهادي المجاهد صفوت إلا محبًا لولديه مطيعًا لهما وحريصًا
على معاونة والده في مواجهة مشاق الحياة والإنفاق على الأسرة، وهو
محافظ على صلاته في المسجد، عامل في كل ما يصدر عنه من قول
وفعل بأخلاق الإسلام الحميدة، وعرف عنه بعده عن المباهاة بأعماله
الجهادية التي رأى أنها طاعة لله _سبحانه_ وليس مصدرًا للفخر الشخصي والصيت.
مشواره الجهادي
ينتمي شهيدنا الفارس صفوت إلى عائلة مجاهدين؛ فأخته المجاهدة
عبيدة اعتقلت بعد أن أعدت نفسها لعملية استشهادية، وهدمت قوات
الاحتلال منزل الأسرة في بيت وزن القريبة من نابلس.
يقول الوالد:”بدا خروجه من البيت عاديًا في 23 يناير (كانون الثاني)
2002 م، قال لي أرجو أن توقظني في الساعة التاسعة، أريد أن
اذهب إلى منزل صديق لي لكي أعمل عنده وإن تأخرت لا تسأل عني،
وبالفعل خرج من المنزل بعد أن سلم علي، وفي المساء سألت عنه
فقالوا لي إنه غير موجود، وبعدها اتصل وقال لي لا تقلقوا علي أنا بخير
وسأنهي ما بيدي وأعود”.
موعد مع الشهادة
يتحدث الوالد: في اليوم التالي _ يوم 25 يناير (كانون الثاني) 2002م_
عند خروجنا من صلاة الجمعة أعلنوا نبأ عملية في تل أبيب المحتلة،
وقالوا إن منفذ العملية من منطقة نابلس، لم يخطر ببالي أنه ابني وعدت
إلى المنزل أتابع الخبر، كانت والدته عند إخوته في رام الله، وبقيت وبناتي
نتابع الخبر وفي المساء أعلن الخبر في القرية وعرفنا كل شيء؛ فقد
كانت سرايا القدس قد نعته في جنين ووصل الخبر إلى القرية، استقبلنا
الخبر بفخر، وأنا أفتخر وأعتز باستشهاده؛ فهو نفذ عملية ناجحة،
والحمد لله على كل شيء،البيت بيتعوض وابني شهيد عند ربه”.
تفاصيل العملية
الاستشهادي صفوت وهو من مجاهدي سرايا القدس فجر نفسه
في مدينة تل أبيب المحتلة ما أدى لإصابة 25 صهيونياً بجروح حسب
اعتراف العدو، في عملية استشهادية في25 يناير (كانون الثاني) 2002م.
بيان سرايا القدس
أعلنت سرايا القدس أن العملية:” جزء من سلسلة رد شعبنا
الفلسطيني وقواه المجاهدة والمناضلة على جرائم العدو الصهيوني
باغتيال قادة وكوادر وأبناء شعبنا وعلى رأسهم الشهيد رائد الكرمي
والشهيد عبد الله خميس وشهداء كتائب القسام في نابلس وغزة
وهدم منازل أهلنا الأبرياء العزّل في رفح”.