الشهيد / صالح سليمان إبراهيم حسن جرادات
الشهداء هم الذين وضعوا أسس الحضارة. أشرف الموت موت الشهداء.
نشأته:
نشأ وتربى في أسرة محافظة مؤمنة مكونة من 6 أخوة و7 أخوات، والشهيد صالح أصغر إخوته سناً، تزوج الشهيد عام 1998م ورزقه الله بمولود يبلغ من العمر عامان ونصف العام “مجد” وكانت زوجته حاملا عند استشهاده بتاريخ (12/6/2003م).
تربى الشهيد الشهيد صالح جرادات على أيدي مشايخ مسجد بلال بن رباح الواقع في حي الجرادات.. عرف الأيمان منذ الصغر.. منذ السابعة من عمره وهو يصلي ويصوم ويلازم والده في صلاة المسجد.تعددت هوايات الشهيد فأحب الرياضة خاصة الكراتيه كما أحب كثيراً ركوب السيارات وسماع الأشرطة الدينية والقرآن الكريم والمطالعة كان لها نصيب من هوايات الشهيد، وفي آخر فترة أحب السلاح والاحتفاظ به وكان يهوى تركيب قطع السلاح.
للبطولة وقفات:
بعد عام 1983م حيث كان عمره قد تجاوز (12 عاماً) كان الشهيد صالح عضوا في كتائب الشهيد سعيد صالح حيث عمل بها على صعيد بلدة السيلة الحارثية. شارك في عدة عمليات على معسكر الجيش قرب بلدة السيلة في الانتفاضة الأولى شارك في أنشطة فاعلة في إحداث اجتياح المخيم في شهر (4/2001م) وله دور في نقل الذخيرة وتوفير المواد التموينية وإسعاف الجرحى.شارك في زرع العبوات الناسفة على الشارع الرئيسي لبلدة قباطية أمام دبابات العدو.
أثناء رجوعه من تعليمه في العراق تم سجنه بعد اعتقاله عند الجسر والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وتنقل بين عدة سجون لعام ونصف وتم الإفراج عنه من سجن النقب وذلك في الانتفاضة الأولى عام 1994م.
للمواقف الإنسانية وقفات
عندما كان الشهيد صالح مطلوبا لأجهزة الأمن الصهيونية كثيراً ما كان ينام بين أشجار الزيتون وفي إحدى المرات سمع صوت امرأة تصرخ فهرع مباشرة يسألها ما الأمر فأجابت أن زوجة ابنها مريضة جدا ولا احد هنا يعالجها، فأصر على إيصالها بنفسه رغم انه بعيد عن الأنظار ومطلوب ولكن ما دام قد وجد من يطلب مساعدته فعليه آن يلبي.
فكان حل خلافات الناس يعود الفضل الكبير فيه للشهيد صالح.وانه كان يعرض نفسه وحياته للخطر لحل أية مشكلة عائلية أو عشائرية أو تقديم أية مساعدة.
وكان يقيم في مدينة جنين في الفترة الأخيرة من حياته فكان يأتي صدفة إلى السيلة ليزور والديه وشقيقاته المتزوجات زيارة لا تتجاوز ربع ساعة، وعندما أراد وداع شقيقته قال لها: إذا بتحبيني تمني لي الشهادة. صلة الرحم احتفظ بها حتى وهو مطلوب و لم يقطع زيارته لمحارمه.
وليلة استشهاده أكل مع بعض إخوانه بعضا من العسل ثم قال: هذا عسل الدنيا أكلت منه فهل سآكل من عسل الآخرة ؟ “طيب” معقول عسل الآخرة مثل الدنيا؟ أجابه صاحبه: بل أطيب.
وقبل استشهاده بعشرين يوما التقت به إحدى شقيقاته فقالت له: عليك أن تختفي عن الأنظار. فقال لها: أنا أؤمن بالقضاء والقدر فكم مرة هربت ونجوت من بينهم ولم تكتب لي الشهادة.
يرد كثيراً على من حوله عندما يطلبون منه أن لا يتنقل كثيراً فيجيب: تمنوا لي الشهادة، هذه البلاد لا استقرار ولا أمان، من لا يتمنى الشهادة.
التفاصيل الكاملة لجريمة الاغتيال… امام اسرتهما وطفل الشهيد صالح.. الوحدات السرية الخاصة قتلت الشهيدين جرادات بدم بارد
أخت الشهيد جرادات: كان بإمكان الوحدات اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار بهدف التصفية
تقول: كان أمامي ينزف أمسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وإنقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضاً ونزعوا يدي من يده واقتادوه مع صالح لعدة أمتار وأطلقوا عليهما النار حتى استشهدا أمام أعيننا.
لم تكن فادية الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من رحيل زوجها.
بداية العملية
لم تكن رواية التفاصيل سهلة بالنسبة لفادية التي تربطها بشقيقها الأكبر علاقة مميزة خاصة وانه المعيل الوحيد للأسرة فوالدها يعاني من مرض خطير ولدى وقوع الجريمة كان متواجدا في الأردن مع زوجته يتلقى العلاج , والى جانب فادية كان يوجد في البيت شقيقاتها وصالح ابن عمها وفادي يعيشون لحظات حزن وترقب بسبب قلقهم على مصير الوالد الذي تدهورت حالته الصحية.
مساء يوم الخميس حضرت زوجة المجاهد صالح جرادات التي تسكن قرية السيله الحارثية مسقط رأسه للاطمئنان عليه ومشاهدته فقد مر عليهما زمن طويل لم تشاهده وطفلها الوحيد فالاحتلال تقول فادية يطارد زوجها ويلاحقه منذ فترة طويلة ويتهمه انه قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وتضيف يوميا كان يتعرض منزلهم للمداهمة وتلقت عائلته عشرات التهديدات بتصفيته مما حرمه ابسط حقوقه في الحياة وحتى طفله الوحيد لم يشاهده سوى مرات محدودة فحياتهم كانت صعبة.