شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد شادي مهنا

هو قدر العظماء يا شادي.. أن يرحلوا سريعاً.. تجاه الفردوس.. نحو جنان الرحمن.. عجلت بخطاك نحو رفيقيك القائدين مقلد حميد ومحمود جودة، أسرعت إليهم حاملاً بشرى انتصار المقاومة واندحار العدو.. دموع أحبابك لم تتوقف.. وداعاً أبا حمزة، كانت كلمة صدح بها المائة والخمسون ألفاً الذين قالوا لا للاستكبار في جنازتك.. خرج المخيم المذبوح برجاله و أطفاله وشبابه وشيوخه ليقول.. لم يمت شادي مهنا.. نعم لم يمت شادي مهنا.   شادي مهنا .. أسد الشمال وضرغام الإسلام عندما يرحل الشهداء نجد الابتسامة دوماً على شفاههم.

ميلاد القائد

في السادس من يناير في العام 1980م ولد شهيدنا القائد في أزقة مخيم جباليا وعاش مع أسرة فقيرة متواضعة كريمة في منطقة ‘ الفالوجا ‘ شمال قطاع غزة بعدما شرد العدو الصهيوني المجرم أهله وذويه من بلدته الأصلية ‘ المسمية ‘.

علاقته مع الأهل

كان شهيدنا القائد يتحلى بصفات طيبة، طيب القلب مرضياً ومطيعاً وباراً بوالديه وحنوناً عطوفاً على إخوانه ويذكر أحد المقربين من الشهيد أنه كان يقبل قدمي أمه وأباه حتى يرضيا عنه في الدنيا.

شديد التواضع لله

صفات لم تحصى اتضحت في شخصية الشهيد أبو حمزة، فكان شهيدنا شديد التواضع لله ، وعلاقته بربه علاقة روحانية متصلة لا تنقطع كذلك مع الناس أيضاً مليئة بالحب والحنان ، تميز بأخلاقه الحسنة وتصرفاته الحكيمة، فلقد حمل الراية وعمل من أجل رفعها، ولم ينكسها إلا بعد ارتقائه للعلياء شهيداً.

مساعدة الفقراء كان شهيدنا القائد المحب لمساعدة الفقراء والمحتاجين دوماً ، فيقول لزوجته انه يحب ان يعيش عيشة الفقراء والمساكين، وكان يردد دوماً ‘ اللهم احشرني مع زمرة المساكين’، وتميز شهيدنا القائد بجسمه الضخم المتميز عن غيره من الكثيرين، فكان المحب دوماً لممارسة العاب القوى ‘ كمال الأجسام’ والتمارين الرياضية ، حتى أصبحت تتضح على جسده ملامح الصلابة والقوة التي أعطته مزيداً من الصمود في وجه أعداء الله ، بل وزادته عزيمة وإرادة على بناء جسده الذي تقطع أشلاءً في سبيل الله .

في صفوف حركة الجهاد الاسلامي

التحق للعمل في صفوف جهاز البحرية الفلسطينية لمدة عامين ، ومع دخول الانتفاضة تحرك فكره نحو أبناء شعبه الذي يقتل ويذبح وأصر على الانتقام والعمل في صفوف المقاومة، فكانت نقطة البداية للالتحاق في صفوف حركة الجهاد الاسلامي وبركب إخوانه المجاهدين الذي لطالما تمسك به وعمل من أجل الارتقاء في العمل الجهادي نحو الأفضل في مواجهة العدو الصهيوني .

اشتد ارتباط شهيدنا بإخوانه في حركة الجهاد الاسلامي بعد عمل دؤوب ومتواصل في جهاز الدعوة والذي كان يعتبر من الأعضاء النشيطين فيه فكان الدعوي القائد، والقائد الميداني الذي لم يترك شيئاً إلا وعمل به، كان الميول الأكبر لشادي أن يعمل مع إخوانه في سرايا القدس الجهاز العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين والتي انطلقت مع بداية الانتفاضة المباركة ليعمل جنباً إلى جنب مع إخوانه محمود جودة ومقلد حميد في المجموعات الأولى للسرايا في شمال غزة .

ومع تواصل الانتفاضة واشتداد لهيبها وازدياد نشاط الشهيد لاحظ فيه إخوانه صفاته القيادية التي يستطيع من خلالها قيادة العمل الجهادي ، ليواصل المسير نحو الجهاد والمقاومة ليكون قائداً لسرايا القدس في محافظة شمال غزة بعد جهد دؤوب وعمل متواصل وتضحيات بالمال والوقت والنفس.

 

عمليات كبرى

عمل شهيدنا بعد ان شارك اخوانه في سرايا القدس في عمليات كبرى في وحدة التصنيع التابعة لحركة الجهاد الاسلامي ، ويشهد له العديد من عمليات اطلاق الصواريخ والتي كان آخرها قبل استشهاده بأيام حيث أطلق ما يقارب ‘ 25 صاروخاً تجاه بلدة سيدروت المحتلة ، وهذه بعضاً من العمليات الجهادية

ومع تواصل الانتفاضة واشتداد نار لهيبها على أبناء شعبنا ما كان لشهيدنا القائد إلا وأن يخط ويدبر العملية تلو الأخرى لأعداء الله ، فله العديد من العمليات التي تشهد على ذلك ومنها :

– اطلاق مئات قذائف الهاون والقذائف الصاروخية تجاه مغتصبات العدو الصهيوني .

– مقتل جنديين صهيونيين في عملية نفذت في معبر إيرز للشهيد محمود المقيد الذي استشهد بنيران السلطة الفلسطينية .

– عملية الشهيد المجاهد حاتم أبو قمر والتي أسفرت عن مقتل جنديين حسب مصادر في الجهاد الاسلامي .

– عملية الاستشهادي موفق الأعرج والتي نفذت على طريق كيسوفيم وهي عملية مشتركة.

– عملية الاستشهادي مؤمن الملفوح في مغتصبة دوغيت والتي تحتجز قوات الاحتلال جثته حتى يومنا هذا .

– عملية تفجير الزورق البحري بالقرب من مغتصبة دوغيت سابقاً .

– عملية الانتقام الأول لاستشهاد مقلد حميد بالقرب من بيت حانون .

– قنص جنديين في عمارة الجمل خلال الاجتياحات المتكررة في منطقة السكة شرق المخيم .

حان وقت الرحيل

وبعد مشوار طويل من التضحيات الجسام لابد للأسد أن يستريح ويلحق بمن سبقه من الشهداء فكان موعد الرحيل في تمام الساعة الثامنة مساء يوم الخميس 27/10/2005، بعد أن أطلقت طائرات الغدر الصهيونية من نوع استطلاع صواريخها الحاقدة تجاه السيارة التي كان يقودها القائد شادي مهنا والقائد محمد قنديل، في شارع العلمي قرب تل الزعتر في جباليا فارتقى القائدان إلى علياء المجد والخلود بعد جهاد وملاحقة صهيونية طويلة ، وقد استشهد في الهجوم الصهيوني خمسة من المواطنين ليستريح القائد ويخلفه ألف قائد يواصل الطريق نحو تحرير ارض فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى