شهداء فلسطين

الشهيد / سليمان محمد موسى العايدي

ميلاد شهيد

أبصر شهيدنا المقدام ثرى وطنه فلسطين يوم العاشر من فبراير للعام 1993م، في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، لتبصر عيناه اتفاقات هزيلة لتصفية مقاومة الشعب الفلسطيني عبر ما سمي باتفاق أوسلو المشؤوم، وتشاء الأقدار أن يكون بعض الكبار من المتنفذين الذين باعوا أنفسهم للاحتلال يسلمون فلسطين، وفي المقابل يولد فرسان قدر الله أن يذيقوا العدو ويلات احتلالهم لفلسطين، وأن يكون سليمان بينهم أحد رجال القسام ووحدة الضفادع القسامية التي ضربت العدو وبقوة في بداية معركة العصف المأكول عندما اقتحم مجاهدو الوحدة قاعدة زيكيم البحرية وأوقعوا جنود الاحتلال في مقتل، ويتكتم العدو عن خسائره في تلك العملية.

تعليمه تنقل شهيدنا سليمان بين مدارس البريج الابتدائية والإعدادية وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة البلعاوي، ولم يلتحق بالجامعة. طيب القلب حنون، الذكي المرح ودائم الابتسامة، الصائم القائم، نير الأفكار محبوباً من الجميع، يشارك الجميع أفراحهم وأتراحهم، هكذا سليمان بعيون المقربين منه، وتضيف عائلته أيضاً:” كان نعم الأخ لأخيه، ونعم الأخ لأخته، يعامل الجميع معاملة حسنة، يؤثر الجميع على نفسه، شديد الكرم”. في صفوف القسام منذ نعومة أظفار شهيدنا سليمان التحق بحلق التحفيظ بالمسجد القريب من منزله، وانخرط في الأنشطة الدعوية فيه، ما أهله لأن يكون أحد أفراد حركة المقاومة الإسلامية حماس.

أحب شهيدنا الجهاد فقادته خطواته للالتحاق بكتائب القسام، واجتاز العديد من الدورات العسكرية، ولاحقاً لقدراته البدنية العالية انضم سليمان لوحدة الضفادع البشرية بالكتائب حتى استشهاده. على موعد يرحل الشهداء وكذلك سليمان وأواخر لحظاتهم وأيامهم تدل على أنهم مفارقون قريباً لا محالة، وفي الثالث من مارس للعام 2016م، ينطلق سليمان كعاته للإعداد والتدريب ليوم اللقاء مع العدو لتلقينه دروس مقاومة عنيدة بعقيدة راسخة وشباب مخلص، تشاء إرادة المولى تعالى أن يستشهد أثناء أمر الله بالإعداد ويرحل إلى ربه مخلصاً وعاملاً على ثغر.

رحم الله شهيدنا سليمان وأسكنه فسيح جنانه ومن سبقه من الشهداء على ذات الطريق، ويبقون لمن خلفهم منارات يهتدون بها لطريق التحرير.

زر الذهاب إلى الأعلى