الشهيد زياد سلمان أبو مصطفى
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد”زياد سلمان سلامة أبو مصطفى” “أبا طارق” بمدينة خان يونس الباسلة بتاريخ 22/5/1974م.
تربى شهيدنا المجاهد “أبا طارق” في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها ودينها، تلك الأسرة المكونة من والديه وخمسة من الأبناء، قدر الله أن يكون ترتيبه الأول في الأبناء.
درس زياد في مدارس خان يونس، فحصل على المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومن ثم واصل مشواره التعليمي ليلتحق بجامعة القدس المفتوحة.
عمل “زياد” ضابط شرطة في مدينة خان يونس لخدمة وطنه وللمساهمة في إعالة أسرته الكبيرة وسد احتياجاتها اليومية.
وكان لعملة العسكري أثر كبير في التحاقه في صفوف سرايا القدس. تزوج الشهيد رفيقته في الدنيا والآخرة الصابرة المحتسبة وأنجب منها ابنه طارق.
قدمت عائلة “أبو مصطفى” ثلة من الشهداء الأبطال على طريق ذات الشوكة… والشهداء الأبطال هم:
– الشهيد البطل: أحمد يونس أبو مصطفى.
– الشهيد البطل: جميل وليد أبو مصطفى.
– الشهيد البطل: أحمد عبد أبو مصطفى.
– الشهيد البطل: جازي أبو مصطفى.
– والشهيد البطل: أسامة أبو مصطفى.
كما واعتقل وأصيب العديد من أفراد هذه العائلة الصابرة المحتسبة أثناء مقاومتهم المحتل الغاصب لأرضنا، وما زالت هذه العائلة تقدم فلذات أكبادها دفاعاً عن الإسلام وفلسطين. وكباقي العائلات الفلسطينية هُجِّرت عائلته من قضاء “بئر السبع” في العام 1948م.
صفاته وعلاقته بالآخرين
كان “زياد” باراً بوالديه مطيعاً لهما، ويعطف على الصغار ويحترم الكبار، ويكرم جميع أحبائه، محبوباً من الجميع، وتربطه علاقة طيبة مع أفراد أسرته وعائلته.
كان الشهيد “أبا طارق” مثالاً رائعاً يقتديه أبناء الإسلام وأبناء فلسطين، فقد كان يمتاز بالخلق الحسن والصفات الحميدة ، كان دائماً يرافق الأتقياء الذين تخرجوا من مدرسة محمد ، من أحب البقاع إلى الله عزوجل ، من المساجد ذلك النبع الذي يخرج منه الرجال المخلصين ، يخرج منه الأبطال الحقيقيين …
فكان الشهيد زياد يداوم على قراءة القران والصلاة جماعةً في مسجد الرحمة بحي الأمل، ويحث جميع أصدقائه وإخوانه للمداومة عليه بسيطاً متواضعاً ومتسامحاً، تربطه علاقة الأخوة مع جميع أصدقائه في الفصائل الفلسطينية الأخرى.
عُرف “زياد” بالسرية والكتمان فكان يعمل بصمت مستلهماً حديث رسول الله ” استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان “.
المشوار الجهادي
منذ تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني مقاوماً للاحتلال ورافضاً لوجوده واستمراره، فاعتقل في انتفاضة العام 1987م على يد الصهاينة عدة مرات أثناء مقاومته للمحتل الغاصب.
خرج شهيد”زياد” من سجون العدو الظالم أكثر صلابة وقوة وإصراراً على مواصلة الدرب، ولكن ليعمل بصمت.
ما إن انطلقت انتفاضة الأقصى المباركة حتى وجد شهيدنا المجاهد/ “زياد أبو مصطفى” ضالته التي يبحث عنها، ليلتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي بتاريخ 2002م.. حيث الجهاد والاستشهاد وتفجير الطاقات والعطاء المتناهي في خط المواجهة الأولى.
التحق “أبا طارق” بصفوف سرايا القدس في العام 2004م، وعمل في وحدة الرصد والاستطلاع التابعة لسرايا القدس.
شارك شهيدنا المجاهد/ “زياد” في التصدي للعديد من الاجتياحات الصهيونية لمدننا وقرانا الفلسطينية.
واصل عملة الجهادي فكان يرابط بسلاحه وعبواته على ثغور مدينة خان يونس، ويتربص للعدو المجرم من أي محاولة اجتياح للمدينة، حافظاً حديث رسول الله “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”.
استشهاده
ليس من السهل أن يختارك الله شهيداً لجواره وليس من السهل أن تفتتك القذائف أو أن يمزق الصاروخ جسدك أو ينتخبك الرصاص، ولكنها الشهادة تحتاج إلى جهد وعمل تحتاج إلى إخلاص نية مع الله عز وجل، فكان الاصطفاء الرباني لشقيقين مجاهدين صدقوا الله.. فصدقهم الله في صباح يوم الأحد 24/10/2004م، فكان شهيدنا المجاهد/ “زياد أبو مصطفى” وأخيه الشهيد المجاهد “عمر أبو مصطفى” برفقة مجموعة من المجاهدين في مهمة الرباط على ثغر من ثغور مدينة خان يونس الباسلة تحسباً لإقدام العدو المجرم لعملية توغل في حي الأمل بمدينة خان يونس، فكانوا المجاهدين الأبطال يوقظون ليلهم ويحتضنون سلاحهم ويتربصون لعدوهم بكل إيمان وإرادة، وفي تمام الساعة الواحدة وخمسون دقيقة من صباح الأحد قامت طائرات استطلاع صهيونية بإطلاق صواريخها الجبانة باتجاه مجموعة من المجاهدين أثناء تأديتهم واجبهم الشرعي والوطني، مما أدى إلى ارتقاء الشهيدين المجاهدّين الأخوين / “زياد وعمر سلمان أبو مصطفى” وخرجت جماهير شعبنا في مسيرة حاشدة لتشيع الشهيدين الأخوين إلى مجدهم وخلودهم.. ليلتحقوا بمن سبقوهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.