شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد زكريا زكي الصعيدي

 ميلاد شهيدنا …

ولد الشهيد زكريا زكي الصعيدي بتاريخ 02, ديسمبر 1979 في أسرة مسلمة ملتزمة بشرع الله عز وجل متواضعة ينحني المجد إجلالا وإكبارا لها نعم إنها تلك الأسرة التي أبت إلا أن تقدم ابنا لها وفلذة كبدها الشاب المؤدب الوقور المبتسم النقيب زكريا زكي الصعيدي عندما نتحدث عن زكريا بدون مبالغة نقول أن القلم يقف عن الكتابة ويعجز اللسان عن الحديث ويجف الحبر في أنبوبة خوفا من عدم إعطاء زكريا حقه..

زكريا ذلك الطالب المؤدب كان منذ صغره طيب الله ثراه شاب خلوق ترعرع في مساجد الله على موائد القرآن الكريم حفظ أجزاء من كتاب الله نشأ منذ زمن في مسجد الإيمان ذلك المسجد الذي خرج الشهداء أمثال بلال الغول وعمران الغول ومحمد الغول وخرج عشرات القساميين ما بين معتقلين ومطاردين ما بين مهندسين وقادة ومعلمون ولقد كان من الذين يطبقون ما يحفظون.

بدأ زكريا حياته إيمانيا من الدرجة الأولى ففيه مميزات الداعية الناجح فقد أحبه الكثيرون والأصدقاء قبل الأحباء هدى الله على يديه الكثيرون فقد كان مبدعا في فن الدعوة حتى تخرج من دراسته الأساسية ليلتحق بجامعة الأقصى مخرجة الاستشهاديين القساميين فسار على درب محمد انصيو وعماد أبو رزق والأخوين أبو سخيلة وعرفات أبو كويك وغيرهم الكثيرون فقدم نفسه وروحه رخيصة في سبيل الله تبارك وتعالى.
التحق بصفوف الكتلة الغراء الكتلة الإسلامية وهي الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس فكان نعم الطالب المطيع وحمل على عاتقه العديد من الأعمال الإعلامية الخاصة بالكتلة الإسلامية فكان أمينا للجنة الفنية للكتلة الإسلامية بجامعة الأقصى يشرف على تزيين جدران الجامعة في المناسبات الرائعة التي تمر كأيام نصر على أبناء الكتلة الإسلامية فإذا ما وقعت عملية استشهادية أو ارتقي فارسا قساميا عريسا شهيدا رأيت زكريا يمسك (علبة البوية) ويبدأ بتزيين الجدران فرحا على الإنجازات التي يقدمها أبناء الكتلة الإسلامية

ملحمة بطولية

وفي يوم الجمعة المشهود كانت عقارب الساعة تتجه نحو الثالثة وخمسة وأربعين دقيقة فجرا ومع موعد آذان الفجر بدأت المعركة البطولية المشهودة التي كان زكريا فيها فارسا فظهرت جرأته وحمل سلاحه وتوجه إلى مساعدة رفيق دربه المهندس الشهيد عمران الغول فقد حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني عمران وأرادت النيل منه ولكن غفل حثالة البشر أن أبناء وعمالقة القسام يتمنون القتل في سبيل الله فما كان من عمران الأسد إلا أن امتشق سلاحه ولبس بزته العسكرية كيف لا وهو الآن سيرحل إلى جنات عرضها كعرض السماوات والأرض فبدأت الاشتباكات المسلحة فارتقي محمد الغول شهيدا وهو ابن عم عمران الغول وأخ الشهيد القسامي بلال عدنان الغول.

أجساد الصهاينة أشلاء متناثرة

وحينما اقترب العدو الصهيوني من المنزل بدأت الاشتباكات فما كان منهم إلا أن فجروا عبوة في الصهاينة الذين انتشروا في المكان فتقطعت أجساد الصهاينة أشلاء وأصيب عدد آخر ويقول لنا أحد شهود العيان أن صراخ الجنود الصهاينة حينما ذاقوا وبال أمرهم قد ملأ المنطقة وأكد لنا شاهد العيان أنه رأى بأم عينه أشلاء الجنود الصهاينة على الأرض بعدما انسحبت الطواقم الطبية الصهيونية التي هرعت إلى المكان وقد شوهد في المكان الوسائد العيادية الخاصة بإسعاف الجنود الصهاينة.
وعند بداية المعركة كان زكريا قد انضم إلى إخوانه عمران ومحمد لمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني التي عاثت في الأرض فسادا فأصر الثلاثة على السفر والرحيل إلى الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى  ومضى شهيدنا زكريا فارسا كما عاش فارسا نحتسبه عند الله شهيدا ولا نزكي على الله

هنيئا لك الشهادة يا زكريا هنيئا لك وأنت ترتع في جنان الخلد وبساتين الخضرة والرياحين

زر الذهاب إلى الأعلى