الشهيد رباح درويش زقوت
نشأة شهيدنا
ولد شهيدنا القائد رباح درويش زقوت أبو درويش في مخيم البريج الصامد وذلك في
العام 1967م وقد ترعرع رحمه الله في أسرة فلسطينية متواضعة رضيت بقضاء الله تعالى وقدره
وتعود جذور عائلته المجاهدة إلى بلدتهم الأصلية أسدود وهي إحدى البلدات الفلسطينية
المحتلة عام 1948م عندما هجرت عصابات الإجرام الصهيونية أهلنا منها في ذلك العام، وعندما
هجرت عائلته أستقر العيش بها في مخيم البريج وسط قطاع غزة. كان لشهيدنا رحمه الله تعالى
أربعة من الأخوة هو خامسهم ومن الأخوات ثلاثة وشهيدنا رحمه الله متزوج من إحدى النساء
الصابرات المحتسبات ولقد رزقه الله بالابناء.
طالب للعلم
وبعد أن كبر شهيدنا وأصبح سنه مهيأ للدراسة فقد التحق بمدرسة ذكور البريج الابتدائية ليتلقى
تعليمه فيها حتى أنها دراسته فيها والتحق
بمدرسة الإعدادية وكلا المدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ولما أنهى دراسة
الإعدادية التحق بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين في مخيم النصيرات .
قد كان في هذه المرحلة نعم الشاب المتواضع الذي يتحلى بالأخلاق والهدوء وكان هو بالنسبة
لكثير من أصدقاءه قدوة حسنة حيث يقلدوه في كثير من السلوك القويم وقد عرف بالتزامه منذ حداثة
سنه وقد أنهى شهيدنا أبا درويش دراسته الثانوية في القسم الأدبي.
أبو درويش في سجون الاحتلال
وقد كان لالتزام شهيدنا عليه رحمه الله أثر واسع بين إخوانه حيث انضم إلى حركة المقاومة
الإسلامية حماس وعمل كجندي مخلص فيها بعد مرور سنوات على الانتفاضة الأولى التي
اندلعت عام 1987م وهي ما تعرف بـ (انتفاضة المساجد) وقد كان شهيدنا رحمه الله يعمل في
المجموعة الضاربة التابعة لحركة فتح من العام 1967م واعتقل السنوات الخمس موزعة على
سجن غزة المركزي وسجن النقب الصحراوي. عانى شهيدنا رباح زقوت أبا درويش كثيرا في سجون
الاحتلال الصهيوني حيث ألقت قوات الاحتلال الصهيوني القبض على شهيدنا وذلك
في أبريل من العام 1989م بعد ورود أنباء لجيش الاحتلال عن هذا الرجل وفعلا فقد زجت قوات الاحتلال
الصهيوني به في السجون الصهيونية والزنازين وبالفعل بعد أن ألقت قوات الاحتلال القبض عليه حيث
خضع شهيدنا الأسير إلى صولات وجولات من التحقيق الهمجي في زنازين العدو الصهيوني.
كان يعرف بأن ذلك هو ضريبة العزة والكرامة وضريبة المقاومة والنصر وقد وجهت له المحكمة الصهيونية الظالمة
العديد من التهم الأمر الذي جعلها فرض الحكم عليه بواقع خمس سنوات وفعلا فقد قضاها أبا درويش
محتسبا أمره لله تعالى فقد عاشها في سجونهم ولم يركع إلا لله سبحانه وتعالى فصبر كثيرا شهيدنا
رباح حتى كتب الله تعالى بالخروج من سجون الاحتلال الظالم وذلك في العام 1994م.
مقاومته للعدو
بعد خروجه لم يتوانى شهيدنا أو يقصر في عمل ما فكان مثالا للرجل الصابر والمحتسب فمجرد أن خرج
من زنازين الاحتلال باشر عمله الجهادي في مخيم البريج الصامد بعد أن التقى بالشهيد القائد محمود
مطلق عيسى وعمل في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة
الإسلامية حماس في بداية عام 2000 مع بدء انتفاضة الأقصى المباركة.
يعتبر مخيم البريج من المخيمات العريقة التي قدمت الكثير من الشهداء والقادة أمثال الشهداء الدكتور
القائد إبراهيم المقاومة والشهيد محمود مطلق عيسى والشهيد عبد الناصر أبو شوقة والشهيد رياض
أبو زيد والشهيد ياسر طه والشهيد عبد الله عقل والشهيد فريد ميط وغيرهم من القادة الذين هم الآن
يحملون الراية خلفهم، ماضون على دربهم لم تثن عزيمتهم همجية الاحتلال.
أعمال شهيدنا الجهادية
ويقول أحد قادة العمل في البريج إن أبا درويش كان له العديد من العمليات الجهادية التي قام بها
وإننا نلتمس عذرا إن لم نكتبها كلها: – عمل شهيدنا القسامي القائد رباح زقوت أبو درويش منسقا
مع القوى الوطنية والإسلامية العاملة على الساحة العسكرية وكان يؤدي دوره على النحو المطلوب.
– عمل مسئولا في جهاز الأمن التابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام
قدر الله قادم لا محالة
يوم الاثنين العشرين من سبتمبر للعام 2004م كان القدر ينتظر أبا درويش فقد انقضى أجله
ولم يتبقى له دقيقة واحدة للعيش على وجه الأرض فقد وقع قدر الله حيث كانت نهايته مشرفة
وذلك بأن قصفت طائرة صهيونية صاروخا باتجاه سيارته التي كان يستقلها مع زميله القائد
القسامي نبيل إبراهيم الصعيدي أبا إبراهيم فكان قدر الله تعالى أن يدمر الصاروخ السيارة التي
هي من نوع جيب ويقسمها إلى أقسام متناثرة مما أدى إلى استشهاد القائدين المجاهدين
وقد تناثرت أجسادهم الطاهرة حيث تحولت في ثوان معدودة إلى أشلاء يصعب لملمتها.
اقرأ المزيد:الشهيد أسعد عبد الرحمن دقة