الشهيد / خالد محمد جربوع
خالد جربوع فهو رجل في زمن عز فيه الرجال، فلا تلهيه تجارة ولا بيع ولا دنيا عن ذكر الله، ومضى نحو رفع راية الإسلام رغم كل الشدائد، فحمل على كاهله هم الوطن، وانطلق إلى العلى ليلحق بالأحبة محمد وصحبه الأبرار وليشكوا إلى الله ظلم الظالمين وقتل الأبرياء والمدنيين والاعتداء على حرمات المسلمين.
بزوغ فجر جديد
مولد شهيدنا
ولد الشهيد خالد جربوع في عام 1979 بين جنبات مخيم الاستشهاديين مخيم الشابورة لأسرة بسيطة تعود جذورها إلى قرية بئر السبع المحتله عام 1948م، وكان خالد الأخ الثالث لسبعة إخوة تربى وترعرع بين إخوته في حياة أسرية مليئة بالحب والترابط.
درس خالد في مدارس رفح للاجئين حيث أنهى فيها الدراسة الابتدائية والاعدادية، ثم انتقل إلى مدرسة بئر السبع الثانوية ليكمل دراسته الثانوية، وبعدها التحق بالجامعة الاسلامية فى كلية التجارة قسم السكرتاريا والعلوم الإدارية، حيث كان يسعى لتحصيل الشهادة الجامعية طمعا في خدمة الإسلام والمسلمين.
انتمى خالد إلى صفوف الحركة الاسلامية منذ انطلاقتها الأولى وكان أحد فرسان جناحها العسكري منذ اندلاع انتفاضة الاقصى المباركة.
وعرف عن شهيدنا تواضعه مع إخوانه في المسجد فكان من المحافظين على الصلاة في المسجد لا يتكاسل في أداء الفرائض والواجبات، واندمج في صفوف حركة حماس فكان نعم الأخ ذو الخلق الفاضل.
مهمات شهيدنا :
رابط في سبيل الله على الثغور يحمل سلاحه يرتقب أعداء الله؛ ليوقع بهم القتل والتنكيل، وكان عند حسن ظن إخوانه دوماً به جريئا لا يعرف التراجع، مقداماً لا يعرف الخنوع.
وشارك الشهيد القسامي خالد في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية المتكررة على مدينة رفح، وشارك الشهيد البطل بعمليه استشهادية في السابع والعشرين من أكتوبر للعام 2002م، وقد كانت هذه العملية تستهدف سيارة للصهاينة، وقد اسفرت عن إصابة بعض الصهاينة بحسب اعتراف الاحتلال، وعاد خالد سالماً غانما.
وكان من المقرر أن يكون شهيدنا خالد ضمن عملية استشهادية أخرى ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد ارتقت روحه إلى بارئها قبل موعد العملية الاستشهادية.
على موعد
19-4-2003م يوم لا يمحى من ذاكرة رفح حين حشد الغاصبين جموعهم بليل وانطلقوا ليروعوا الآمنين ويلوغوا في دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، يوم لم يكن عاديا وليلة لم تكن سهلة على الإطلاق. ففي مجزرة صهيونية قذرة هاجم جيش الاحتلال مدعم بما يقارب من مائة دبابة يغطيها الطيران الحربى مدينة رفح.
واستمرت الهجمة الصهيونية حتى الرابعة صباحا، وهناك كان شهيدنا أسدا مرابطاعلى الثغور يؤدي واجبه الجهادي في صد الاجتياح الغاشم دفاعا عن الدين والعرض، حتى كان وعد الله بان ارتقى إلى العلا شهيداً مدافعاً عن تراب فلسطين في زمن التخاذل الذي تحياه الأمة ولا ترى فيه غير الذل والمهانة انتفض خالد مجيبا للنداء ليرتقي إلى الله مع الشهداء
حيث أصيب أثناء تأديته لواجبه الجهادي في التصدي للاجتياح حين كان يزرع عبوة في منطقة الشابورة مخيم الشهداء فأطلقت عليه دبابة صهيونية النار وكانت إصابته بالغة الخطورة حيث استشهد البطل القسامي بتاريخ 24 صفر 1424هـ الموافق 26/4/2003م متأثراً بجراحه التي أصيب بها.
رحم الله شهيدنا المجاهد خالد وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.