الشهيد خالد إبراهيم سليمان الزق
سلكوا طريق ذات الشوكة .. و عبروا المستحيل ..
فوصلنا بجسرٍ من راحة أكفهم التي عشقت السلاح برّ السلام و الأمان ..
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا البطل خالد إبراهيم سليمان الزق في حي الشجاعية بغزة بتاريخ 30/9/1981م.
تربى الشهيد خالد في أسرة كريمة بين أحضان والديه اللذين وفرا له كل العناية والرعاية، وكيف لا وهو الابن الأول والأكبر لهما وقد كان الابن الوحيد لفترة طويلة إلى جانب عدد من أخواته، وفيما بعد أصبح الأخ الأكبر لأربعة من الأخوة وستة من الأخوات.عُرفت أسرة الشهيد بالأسرة المجاهدة فوالده من أعلام العمل النقابي للجماعة الإسلامية وبجمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية ووالدته تعمل مسئولة للنشاط النسائي في مسجد طارق بن زياد بحي الشجاعية.
تفتحت عينا الشهيد على الحياة ليرى أعمامه في السجون الصهيونية فرضع حليب الوطن مع حليب أمه منذ تنفس هواء الحياة.. فعمه المجاهد الكبير/ عبد الله الزق والذي تحرر من السجون الصهيونية بعد أعوام طويلة قضاها متنقلاً بين السجون الصهيونية، وكان له شرف الإبعاد إلى مرج الزهور مع إخوانه المجاهدين من أبناء حماس والجهاد الإسلامي. كما أن محمود الزق عمه الثاني قد دخل السجون الصهيونية وأمضى فيها سنوات عديدة.
درس الشهيد خالد في مدرسة حطين المرحلة الابتدائية، وفي مدرسة الفرات المرحلة الإعدادية، فيما حصل على الثانوية الأزهرية من معهد فلسطين الديني.التحق الشهيد بعد دراسته الأزهرية إلى الدراسة بجامعة الأزهر – وكان في المستوى الثالث – في كلية الآداب – قسم اللغة العربية والإعلام – لحظة استشهاده.
لحبه للعلم ورغبته في زيادة كفاءته التحق الشهيد بدورات تدريبية متعددة فحصل على شهادات لدورات في: التصوير، الصحافة والإعلام، والخطابة.
صفاته وأخلاقه
منذ نعومة أظفاره واظب على الصلاة في المساجد فكان من أبنائها المخلصين، وشارك بفاعلية في تأسيس مسجد طارق بن زياد القريب من سكناه، وكان يجمع له التبرعات ويساهم في تربية الأشبال والناشئة داخل المسجد.
اتصف الشهيد خالد بروح الدعابة والمرح مع محبيه وأصدقائه، كما أحبه أطفال الحي كثيراً، إذ كان عطوفاً بهم، محباً لهم، ويقوم باصطحابهم إلى مواقع التنزه للترفيه عنهم. كما اهتم بتدريبهم في المسجد، وكان الشهيد متفانياً في خدمة اخوته، يسخر سيارته لمهمات عديدة وعلى نفقته الخاصة.
كان الشهيد كريماً مع أصدقائه ويؤثرهم على نفسه ولو كان به خصاصة، كما عرف عن الشهيد ممارسته للرياضة وحبه لكرة القدم. ولكن حبه للجهاد كان أكبر.
مشواره الجهادي
منذ نعومة أظفاره، ولد مجاهداً في أسرة مجاهدة، أسرته الصغيرة والكبيرة، ويصعب تقسيم مشواره إلى مراحل فعمله الجهادي متداخل ومتشابك وما الفصل هنا إلا لضرورات الكتابة ليس أكثر.انتمى الشهيد خالد منذ صغره إلى حركة الجهاد الإسلامي، عرف أبناءها وقادتها، وتأثر بهم فكان عضواً فاعلاً ومن الشباب النشيطين في كافة الميادين.
تأثر الشهيد خالد كثيراً بالدكتور فتحي الشقاقي المفكر والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي وأول أمين عام لها. وتعلق الشهيد خالد بالدكتور الشقاقي من خلال كتاباته المتعددة وأفكاره الرائدة، ورغم أن الشهيد خالد لم ير الدكتور الشقاقي في حياته إذ ولد خالد في العام 81 فيما أبعد الدكتور فتحي الشقاقي عن الوطن في العام 85 إلا أن الشهيد خالد كان متعلقاً كثيراً وبشدة بالدكتور وربما فاق حبه وتعلقه بالشقاقي أكثر من أولئك الذين رأوا الشقاقي أو تتلمذوا على يديه كما يقول أحد أعمام خالد
الشهيد خالد المصور العسكري الأول لسرايا القدس
لم يكن مستغرباً أن يلتحق خالد بسرايا القدس وهو المتقد حماسة واندفاعاً نحو الشهادة، بل كان طبيعياً أن يبحث عمن يعده لها.
التحق الشهيد خالد بسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي منذ بداية انتفاضة الأقصى يقوم بتصوير الشهداء قبل توجههم لتنفيذ عملياتهم الجهادية والاستشهادية، العمليات العسكرية لسرايا القدس ومنها إطلاق الصواريخ، الإبلاغ عن العديد من العمليات مع الصور الخاصة بها… الخ من النشاطات الجهادية.
كان يردد قبل استشهاده: لقد تعلمت من العمل العسكري أنه ليس علينا أن ننتظر الاحتلال أن يأتي إلى بيوتنا بل يجب أن نقتحم نحن عليهم بيوتهم.
استشهاده
في يوم.. بدأت القوات الصهيونية باجتياح غاشم لبلدة بيت حانون – شمال قطاع غزة، فأبى الشهيد إلا أن يكون مدافعاً عن إخوانه وشعبه المحاصر في بلدة بيت حانون كما دافع من قبل عن عائلة أبو هين وأبناءها الشهداء.. فانطلق وبدأ المواجهة على مشارف بيت حانون المحاصرة فأصيب في قلبه النابض بالإيمان بطلقة غادرة من جندي صهيوني حاقد. وعندما حضر الشباب لإسعافه كان يقول لهم دعوني فإني أريد الشهادة.. وبدأ يذكر الله والشهادتين.
فارتقى إلى العلا شهيداً كما أراد وكما أحب يوم السبت 16 ربيع أول 1424هـ الموافق 17/5/2003م.