شهداء فلسطينقصص الشهداء

الشهيد حمزة عوني الشغنوبي

على منبر طهارة الدم التي ينالها الشهداء في كل تفاصيل حياتهم من المهد إلى الشهادة وما بينها من لحظات تصبح سريعة لا نتداركها إلا بعد رحيلهم عن متاع الدنيا ، كان حمزة يهتم بالأشبال وكان يعتبرهم رجال الأمة القادمة وهم الذين سيحررون البلاد والديار، عرف عنه حنانه وحسن أخلاقه، جاهد في سبيل الله وكان من مجاهدي كتائب القسام ، تنسب له العديد من المهام الجهادية القسامية، لم تكن لتغريه الدنيا في أي وقت، نتحدث في هذه السيرة العطرة عن مجاهد شهيد من حي الصبرة بمدينة غزة، إنه الشهيد المجاهد حمزة الشغنوبي.

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد القسامي المجاهد حمزة عوني محمد الشغنوبي في 23-5-1987م، في بيت متواضع هادئ عارف لحقوق الله وشرائعه، وعاش شهيدنا حمزة في حي الصبرة مخرج المجاهدين الأبطال، حيث عرف عن هذا الحي أن معظم أبناءه من المجاهدين والمرابطين ورواد المساجد.

لقد كانت علاقة شهيدنا “أبو البراء” مع والديه أجمل علاقة في الوجود، فقد كان محباً لهما وعطوفاً عليهما يسعى لإرضائهما في كل الأمور، وكان والديه يحبونه حباً شديداً؛ لأنه كان قريب منهما كثيراً وكانوا يتشاورون معه في كل أمر، حيث كان متفهماً لهما ومستعداً لتنفيذ أي طلب لهم دون أن يغضب الله عز وجل.

وكذلك كانت علاقته مع إخوانه حميمة ومحباً لهم ومتفهما معهم، فقد كان بمثابة الأب لإخوانه الصغار ودائماً يحثهم على العلم والصلاة وحفظ القرآن.

مسيرته التعليمية

التحق شهيدنا القسامي حمزة في مدرسة الفلاح ليدرس فيها المرحلتين الابتدائية والإعدادية، واهتم حمزة بدراسته وارتبط بعلاقة قوية مع أصدقائه، ليكمل دراسته الثانوية في مدرسة الكرمل وليكون أكثر تفوقاً في دراسته وتعليمه.

وخلال دراسته للمرحلة الثانوية انضم شهيدنا إلى صفوف الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وفي صفوف الكتلة استطاع شهيدنا أن يساعد إخوانه الطلبة في الدراسة وما يحتاجون إليه.

منذ طفولته في المساجد

منذ أن أبصر شهيدنا على هذه الدنيا التزم في طاعة الله مع إخوانه في مسجد الصالحين في حي الصبرة القريب من بيته، فشارك مع إخوانه في الأنشطة المختلفة، وعرف عن حمزة المجاهد حبه لأسرة مسجده، فكان دائما يدعوهم إلى المزيد من الطاعة والنشاط في خدمة أبناء شعبهم.

أحب شهيدنا “أبو البراء” جيل الأشبال فعمل على تحفيظهم للقرآن الكريم، وكان دائما يحثهم على الصلاة والعبادات والجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الله الصهاينة الذين سلبوا الديار وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ، كان حمزة حريصاً على المشاركة في صد جميع الاجتياحات التي كانت تنفذها القوات الصهيونية على مناطق قطاع غزة لا سيما منطقة الزيتون، وشارك إلى جانب ذلك في دك المغتصبات الصهيونية بصواريخ القسام.

ارتبطت علاقة قوية بين الشهيد القسامي حمزة الشغنوبي وإخوانه المجاهدين، فقد حثهم في الاستمرار في مقاومة المحتل الصهيوني، ورغم أن الشهيد القسامي “أبو البراء” كان يقوم بالعديد من المهام الجهادية إلا أنه كان يخفي هذا الأمر ويعمل بالسر ولا يخبر أحدا.

المزيد من الصواريخ

ما إن أعلن الكيان الصهيوني حربه على قطاع غزة “حرب الفرقان” في اليوم 27-12-2008م، كان شهيدنا حمزة الشغنوبي من بين هؤلاء المجاهدين الذين تصدوا لهذه الحرب الشرسة على أبناء الشعب الفلسطيني لتزداد مهامه الجهادية، فشارك بإطلاق الصواريخ القسامية على المغتصبات الصهيونية المقامة على أراضينا المحتلة عام 1948م.

رحيل الفارس

حزم شهيدنا أمتعته لصد العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في حي الزيتون، وأثناء قيامه بالتصدي للقوات الصهيونية، فقامت طائرة صهيونية من نوع “إف 16″ بإطلاق صاروخ مباشر على مجموعة من المجاهدين القساميين، وليرتقي شهيدنا المجاهد حمزة شهيداً متقطع الأشلاء كما دعا الله، وأصيب مع شهيدنا بعض المجاهدين.

ويتذكر المحبون لحمزة أنه في يوم من الأيام دعا ربه بقوله:” يا رب لا تجعلني أدخل المستشفى، وإنما أريد أن أتقطع أشلاء ولا يعرف أحداً أين جثتي”.

ونال ما تنمى فلم يوجد لشهيدنا القسامي “أبو البراء” جثة ولم يتم تشييعه بالحجم الكبير وذلك بسبب الحرب الصهيونية التي كانت مستمرة وتقوم بقصف أعراس الشهداء.

رحمك الله يا أبا البراء فلقد نلت خاتمة بالشهادة كما دعوت الله وإلى الملتقى في جنات الخلد

زر الذهاب إلى الأعلى