الشهيد “حمزة عارف سمودي”: بطل عملية مفترق مجدو النوعية
تعود بنا الذكريات لنلملم ما تناثر منها ذكريات عشقنا حروفها الممزوجة باَهات الأيام وآلام الليالي الساكنة؛ لنرسم بقلم الزعفران تاريخاً لا يمكن أن ينسى، ففيه معارك المجد والعزة والكرامة لننسج حكاياتنا برائحة الدم القاني ونستذكر مجداً ونسرد حكاية مجاهداً وبطلاً وقائداً سطر أروع ملاحم البطولة والجهاد
شهيدنا …
حمزة سمودي ولد في بيت فلسطيني متدين عام 1984 ليكون الابن الأخير والأصغر للمواطن عارف السمودي, وانتقل سمودي للاقامه من مسقط راسه اليامون الى مدينة جنين فعمل تاجرا حرا وشيد منزله بعد سنوات طويله من العمل والكدح حرص.
خلالها على العناية بأولاده وتربيتهم تربيه صالحه ودينيه ,قبل عامين ترك حمزة المدرسه وقرر العمل لمساعدتنا وطلب من اشقاءه ترك رعايت ووالده له فاهتم بنا وعمل دوما على رعايتنا والاهتمام بنا كان ابنا مميزا لأسرته لوالده ووالدته كما كان ابنا وفيا لفلسطين وقضيه شعبه حرم نفسه الكثير وضحى بمستقبله لرعايتنا وعندما جاءه نداء الحق والواجب وفلسطين لم يتاخر مرة اخرى فلبى نداء الجهاد والإسلام والشهادة وابر بعهده للشهداء وفلسطين وخاصة شهداء المجزرة الوحشية في المخيم وثار لهم
عمل الشهيد بائعا متجولا في مدينة الناصرة ثم عاملا في منشار حجر في قريه سالم في فلسطين المحتلة عام 1948 ودرس حتى المرحلة الثانوية في جنين عرف الطريق لله والمسجد مبكرا فكان يقضي أوقاته بين الصلاة والعمل والبيت وقراءة القران والكتب الدينية وقد تأثر كثيرا بجرائم العدو وأحب الشهداء بشكل كبير فكان يجمع صورهم ويتحدث عن بطولاتهم وكراماتهم فتمنى ان يلتحق بهم ويسبر على دربهم وحقق الله له أمنيته
عملية مفترق مجدو” شمال فلسطين المحتلة والتي استهدفت حافلة صهيونية كانت تقل العشرات من الجنود الصهاينة حيث انفجرت بها سيارة مفخخة كان يستقلها الاستشهادي حمزة سمودي مما أدت إلى مقتل سبعة عشر جندي صهيوني وإصابة العشرات.
تفاصيل العملية
وقعت العملية بتاريخ 5-6-2002 في تمام الساعة 7:15 بتوقيت القدس المحتلة قرب باص رقم 830 التابع لشركة ايغد الصهيونية. حيث تجاوزت السيارة المفخخة والتي يقودها المجاهد الاستشهادي حمزة سمودي احد مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قبل تقاطع مجدو الحافلة التابعة لشركة «إيغد» للنقل لتنفجر فيها، وغطى الحطام وقطع المطاط المحترق وأجزاء الحديد الملتوية الأرض بدائرة يبلغ قطرها أكثر من 200 متر. اختلطت فيها قفازات الأطباء المغطاة بالدماء وأكياس المصل التي استخدمتها أجهزة الإنقاذ.
حدثت عدة انفجارات داخل الباص بعد الانفجار الأول وتعلل شرطة العدو هذه الإنفجارات لانفجار الذخيرة التي كان يحملها الجنود داخل الباص، وجميع من كان داخل الباص قد تطايرت أجسادهم وأشلائهم إلى خارج الباص والعديد من الجثث.
عملية خطيرة
وتشكل هذه العملية من وجهة نظر العديد من المعلقين الصهاينة تطوراً نوعياً خاصة لأنها تأتي بعد عملية السور الواقي.
وقد لاحظ أكثر من معلق عسكري أن اختيار الهدف والقدرة على الاختراق وتحديد المكان والتجهيزات المستخدمة وكذلك كمية المتفجرات تؤكد أن حركة الجهاد الإسلامي، وكذا المنظمات الفلسطينية الأخرى أفلحت في المحافظة على قدراتها من جهة, وتمكنت من تطوير هذه القدرات أيضاً.
فقد تم اختيار حافلة تقوم بنقل العسكريين وليس المدنيين من جهة واختيار موقع التفجير على مقربة من سجن «مجدو» المشهور… وقال ضابط في الشرطة الصهيونية أن اختيار الموقع ليس صدفه، إذ كان بوسع السُجناء الأمنيين مشاهدة الانفجار لقد اختاروا هذا المكان للقول للسجناء: نحن معكم ووصف شاهد عيان الانفجار قائلاً: «لقد ألقى الانفجار الركاب من الحافلة إلى الخارج بسبب شدته».
الأسرى بمجدو تعالت صيحاتهم بالتكبير والتهليل
استيقظ مئات المعتقلين الفلسطينيين في سجن مجدو الذي يبعد فقط ثلاثمائة متر فقط عن مفرق مجدو الذي وقعت فيه عملية التفجير الفدائية صباح أمس على صوت انفجار مجدو..
من ناحية ثانية أكدت المصادر العسكرية الصهيونية أن منفذي عملية مجدو اختاروا مكان العملية بشكل محكم. ونقلت الإذاعة العبرية عن مصدر عسكري صهيوني قوله أن السيارة المفخخة رافقت الحافلة التي كانت تقل الجنود الصهاينة مسافة كبيرة وان كان بإمكان سائق السيارة أن يفجرها بالقرب من الحافلة قبل أن تصل إلى منطقة سجن مجدو، لكنه اختار أن ينفذها بالتحديد قرب السجن لتحمل رسالة إلى كل من المعتقلين مفادها أن المقاومين الفلسطينيين لا ينسون المعتقلين ورسالة إلى الكيان مفادها أن اعتقال الآلاف من الفلسطينيين والزج بهم إلى السجون لن يقضي على المقاومة الفلسطينية التي ستتواصل.
حمزة واللحظات الأخيرة
تستذكر والدته اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد “حمزة” فتقول: بالرغم من اعتزازي الشديد بابني “حمزة” إلا أني حزينة بعض الشيء لأنه لم يودعني، وقالت الله يرحمه تعشيت أنا وإياه وسهرت معه وبقي يتحدث عن الإسلام والدين والشهادة لم أكن أعرف انه لن يعود ولو أنني عرفت لعانقته وباركته ولكنه نهض ونام كالعادة لم يقوم بأي حركة مثيرة ونمت حتى شاهدته آخر مرة عندما قام وصلى الفجر وخرج دون أن يودعنا ولكن عثرنا بعد العملية على وصيه قال فيها إنه يهدي عمليته لفلسطين والمسجد الأقصى والشهداء وطلب من إخوته مسامحته وعدم الحزن منه وأوصاهم بوالده المسن ووالدتهم وإخوته وأن يهتموا بشقيقاته وأكد أنه نفذ العملية لأنه مقهور من اليهود وأمريكا الذين اضطهدونا ودمرونا.
.