الشهيد جميل العموري مجدد الاشتباك
ارتبطت “كتيبة جنين” باسم ابن المُخيّم الشهيد جميل العموري (25 عاماً)، والذي اغتالته قواتُ الاحتلال الإسرائيليّ
ميلاد الفارس
ولد الشهيد المجاهد جميل محمود العموري في مخيم جنين شمال الضفة
الغربية المحتلة، عام 1996م، وعرف بالتزامه في المساجد منذ صغره،
وكان لا يُرى إلا مبتسماً مرحاً، يسعد من حوله من أهل بيته وأصدقائه وإخوانه المجاهدين.
تلقى شهيدنا المجاهد جميل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس المخيم،
ولظروف عائلته المادية اضطر للالتحاق بالعمل كونه المعيل الوحيد لأسرته
ليساعد والده فعمل كسائق على مركبة خاصة، وسعى من خلال عمله
لتوفير ثمن سلاحه لمقارعة الصهاينة.
صفاته وأخلاقه
عُرف الشهيد المجاهد جميل بالتزامه وتواضعه وإخلاصه في عمله، وتمتع
بشخصية اجتماعية ومحبوبة كما تمتع بروح مرحة وقلب طيب، ذو عزيمة
كالفولاذ لا يثنيه شيء عن مواصلة ما بدأه، وعرف منذ صغره بشخصيته القيادية.
ويشهد رفاق درب الشهيد جميل بأنه نموذج للشاب المؤمن الحسن الخلق
وعهد عنه حب الوالدين وإكرامهما عملاً بالخلق الإسلامي الصحيح في
معاملة الوالدين لعظم فضلهما على الأبناء، والحريص دوماً على المشاركة
الفاعلة في مقارعة الاحتلال.
مجدد الاشتباك
تأثر الشهيد المجاهد جميل العموري بعمه الأسير المجاهد شادي العموري
المحكوم بالسجن المؤبد والمعتقل منذ 20 عاماً، فمنذ ريعان شبابه انتمى
شهيدنا جميل لحركة الجهاد الإسلامي، وصار عنصرًا فاعلاً في فعالياتها
بإخلاص وانتماء قوي، وقبل انضمامه لسرايا القدس الجناح العسكري
للحركة لم يتخلف عن مواجهة أو مسيرة، وكثيرًا ما تمنى أن يرزقه الله
فضل الشهادة في مواجهة العدو الصهيوني.
نفذ شهيدنا المجاهد العموري أول مهامه العسكرية في شهر يناير عام
2020م، حيث أطلق النار تجاه جنود العدو الصهيوني خلال هدمهم للمرة
الثانية منزل الأسير المجاهد أحمد القنبع في مدينة جنين، وواصل مشواره
الجهادي واستمر بتنفيذ العديد من عمليات إطلاق النار على الحواجز والتصدي لاقتحامات العدو لمخيم جنين.
ساهم الشهيد العموري بشكل فعال في تشكيل خلايا عسكرية نشطة
داخل مخيم جنين، وعمل برفقة إخوانه المجاهدين على تأسيس
“كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس.
وخلال معركة “سيف القدس” عام 2021م، ألقى كلمة مصورة محاولاً
تصويب السلاح، وقال فيها: “شبابنا الذين تحملون السلاح في الضفة،
لا تطلقوا رصاصكم في الهواء، إن هذا السلاح أمانة في أعناقكم، وواجب
ديني وشرعي أن يتوجه إلى الاحتلال”.
اعتمد عليه إخوانه المجاهدين في المهمات الصعبة، وعرفه رفاقه كتوماً
يعمل بصمت ويجاهد بصمت، ولم يتردد في تنفيذ أي مهمة جهادية حتى
أصبح من أبرز المطلوبين للعدو الصهيوني وذلك بسبب تنفيذه عدة
عمليات إطلاق نار استهدفت حاجزي الجلمة ودوتان في محيط جنين.
أطلق شباب مخيم جنين على المجاهد جميل العموري بعد استشهاده
“مجدد الاشتباك”، لدوره في تحفيزهم على تنفيذ عمليات إطلاق النار
تجاه الجنود الصهاينة.
رحيل الفارس
بعد عدة محاولات اغتيال واعتقال فاشلة، وبتاريخ 10-6-2021م تمكنت
قوة صهيونية خاصة من نصب كمين لمركبة كان يستقلها الشهيد جميل
العموري ورفيق دربه الأسير المجاهد وسام أبو زيد، ولاحقتهما من معبر
الجلمة وحتى شارع الناصرة في مخيم جنين، حيث خاضا اشتباكاً مسلحاً
معها، حتى باغتت رصاصات صهيونية غادرة جسد الشهيد جميل، واستقرت
في أجزاء متعددة من جسده، صعدت على إثرها روحه إلى بارئها،
وأصابت رفيقه المجاهد أبو زيد، كما استشهد خلال الاشتباك اثنين
من عناصر أجهزة السلطة الفلسطينية وهما: أدهم ياسر عليوي
من نابلس، وتيسير محمود عيسة من جنين.