شهداء فلسطين

الشهيد بكير حشاش

 “نعيش بقدرنا ولا نركع إلا لوجه الله، فطريقنا طريق للحق والعدالة، نعيش بشرف

ونموت بشرف”.. كانت هذه آخر كلمات كتبها الشهيد بكير حشاش على فيسبوك.

قبل أن يحمل سلامه ويخرج لملاقاة قوات الاحتلال على أطراف مخيم بلاطة شرقي نابلس،

ليعود شهيداكما أراد.

وفي اللحظات الأخيرة قبل استشهاده

طلب بكير من والدته أن تعدّ له فنجان قهوة، وفي هذه الأثناء علم بوجود الاحتلال بالمنطقة،
فخرج من منزله بعد أن أخبر أمه أنه سيبيت عن أحد أصدقائه حتى لا يتم اعتقاله.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى جاءها نبأ إصابته ونقله للمستشفى. والدة الشهيد حشاش
التي توجهت إلى مستشفى رفيديا، تلقت خبر استشهاده بمجرد وصولها، فأطلقت الزغاريد،
وهي تقول: “بكير أحلى عريس.. الله يرحمك يا بكير ويجعل مثواك الجنة”.
تستذكر والدته مآثر ابنها الذي كان أصغر إخوته لكنه كان أبرّهم بها، وكانت تعتمد عليه في
تدبير شؤون حياتها اليومية. وتقول إنه كان يحضّر نفسه لاستقبال صديق أسير سيفرج عنه
في هذا اليوم، وقد جهز جعبته وسلاحه لهذا الغرض، لكن الأمور انقلبت، وصديقه الأسير
هو من سيزفّه شهيداً.

طفولة صعبة

عاش بكير حياة اليُتم، فقد توفي والده وهو بعمر 5 سنوات،ونشأ منذ طفولته بين أربع
أخوة، وترعرع في أزقة المخيم وعلى وقع اقتحامات الاحتلالوالاعتقالات والشهداء، وساهمت
كلها في تكوين شخصيته.
بشير حشاش، عم الشهيد، قال أن بكير كان مطاردا للاحتلال منذ فترة قصيرة، وقال:
“حاولوا اعتقاله أو التواصل معه لتسليم نفسه، إلا أنه رفض.. كان يريد أن يلتحق بركب رفاقه
الشهداء”. وأشار إلى أنه وخلال عودته من عمله برام الله مساء الأربعاء، احتجزته قوات
الاحتلال على حاجز عسكري جنوب نابلس، وطلبت منه إبلاغ ابن أخيه بتسليم نفسه.
وأضاف: “لم يكن أمامه إلا أحد خيارين، فإما أسيرأو شهيد، وهو اختار الشهادة”.

على نهج عائلته

في أزقة مخيم بلاطة، احتشد أفراد عائلة حشاش وأهالي المخيم أمام منزل الشهيد في
حارة الحشاشين لوداع شهيدهم الثاني خلال خمسة شهور بعد الشهيد الفتى عماد
حشاش. ويقول شقيق الشهيد ” أن بكير سار على نهج عائلته التي قدمت الأسرى
والشهداء، فقد استشهد عمه عام 2004 واعتقل بعض أعمامه وإخوته.
وأضاف: “هذا الجيل نشأ على الثورة والنضال وتقديم التضحيات، فالاحتلال يستهدف
الصغير والكبير، ولم يترك لأحد الفرصة للتفكير سوى بالعمل للتحرير، وهذا هدف سامٍ
لأخي الشهيد”. وأكد أن شقيقه كان يشعر أنه مستهدف من الاحتلال وأن هناك مخططا
لاغتياله بأي طريقة وفي أي وقت، ولهذا عندما علم باقتحام الاحتلال للمنطقة، خرج لهم
بنفسه واشتبك معهم واستشهد. وأضاف: “ما جرى هو استهداف مباشر واغتيال عن قصد”.
وتشير روايات شهود العيان وطبيعة الإصابة التي تعرض لها حشاش، إلى أنه تعرض لعملية
اغتيال على يد قناص كان يكمن له في بناية مطلة.
زر الذهاب إلى الأعلى